لنتعرف على مسعود رجوي

مقدمة:

ولد مسعود رجوى عام 1948 في مدينة طَبَس إحدى مدن محافظة خراسان شرقى إيران. وقضى فترة دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان. وبعد الحصول على شهادة الثانوية في فرع الرياضيات، واصل دراسته في كلية الحقوق بجامعة طهران فتخرج من فرع الحقوق السياسية وحصل في عام 1971 على شهادة الليسانس.

وتعرف مسعود رجوى خلال فترة دراسته الثانوية على الفعاليات والأفكار الدينية السياسية آنذاك، وأصبح مولعًا بأفكار قادة ”حركة الحرية في إيران“ آية الله طالقاني والمهندس مهدي بازركان وانضوى إلى صفوف حركة مجاهدي خلق الإيرانية عام 1967 عن عمر لا يتجاوز 19 عامًا. ثم أصبح على علاقة مباشرة بمحمد حنيف نجاد مؤسس منظمة مجاهدي خلق وهو كان آنذاك أصغر أعضاء اللجنة المركزية للمنظمة سنًا الذي اختير عضوًا في مجموعة العقيدة بالمنظمة.

واعتقل عند اقتحام جهاز سافاك الشاه وكرًا للمنظمة في أيلول (سبتمبر) عام 1971 ضمن أولى حملات الاعتقال، وخضع لأبشع أنواع التعذيب خلال فترة الاستجواب.

في منتصف ليلة19 شباط/فبراير1972 تم استدعاء كل من ”ناصر صادق“ و”محمد بازركاني“ ومسعود رجوي و”علي ميهن دوست“ من زنازين سجن إيفين إلى المحكمة العسكرية لنظام الشاه وتم إبلاغهم فردًا فردًا بالأحكام الصادرة عليهم بالإعدام في تلك الساعة التي تجاوزت منتصف الليل.

حملة إنقاذ حياة الشقيق

الدكتور كاظم الشقيق الأكبر لمسعود رجوي والذي كان استاذًا في جامعة في سويسرا علم بإصدار حكم الإعدام بشأن شقيقه مسعود في 19 فبراير 1971، وبعد بضعة أيام من إصدار الحكم، في حينها كان د. كورت فالدهايم الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، في زيارة لسويسرا طلب كاظم من فالدهيم الضغط على الشاه بإلغاء حكم الإعدام الصادر على المجاهدين، وفي سياق هذه الأنشطة، أنشأ كاظم رجوي لجنة الدفاع عن السجناء السياسيين الإيرانيين في سويسرا وفي إطار رابطة أسر السجناء السياسيين في إيران. وتبنّت اللجنة جهداً كبيراً لإعلام الشخصيات السياسية السويسرية والرأي العام حول جرائم نظام الشاه، وكان من بينها رسالة موقعة من 10700 شخص من قبل اللجنة السويسرية وكذلك إرسال محامين سويسريين للدفاع عن أعضاء مركزية مجاهدي خلق إلى إيران.

في نهاية المطاف، في 19 أبريل، 1972، أجبر نظام الشاه على التراجع عن حكم إعدام مسعود رجوي، مع تبديل حكم مسعود من الإعدام إلى السجن المؤبّد.

فمنذ أواسط عام 1977 حتى يوم 20 كانون الثاني عام 1979 ونتيجة تصاعد التحركات الشعبية ضد نظام الشاه الديكتاتوري تم الإفراج عن آلاف السياسيين من سجون البلاد. و في غروب يوم 20 كانون الثاني (يناير) عام 1979 قد تجمهر الناس وعوائل السجناء السياسيين في الساحة الواقعة أمام سجن «قصر» مؤكدين بأنهم لا يغادرون الموقع حتى تحقيق هدفهم النهائي وهو إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين حتى آخر سجين منهم. أخيرًا استسلم الجلادون العاجزون أمام إرادة الشعب وهمته فأطلقوا سراح الوجبة الأخيرة للسجناء السياسيين وعددهم 162 سجينًا كان أبرزهم مسعود رجوي. واستقبلهم الجمهور الغفير الذي كان ينتظرهم بفارغ الصبر.

 

 

مسعود رجوي منذ إطلاق سراحه من سجن الشاه حتى بداية النضال الشامل

 

استخدم مسعود رجوي كل قدراته السياسية والاجتماعية ومنظمة مجاهدي خلق في الفترة ما بين إطلاق سراحه من سجن الشاه حتى بداية النضال الشامل ضد حكم الخميني في يونيو عام 1981، ولم يأل جهدًا في حصول الشعب الإيراني على سيادته الشعبية.

بعد 4 أيام من إطلاق سراح مسعود رجوي من سجن الشاه في 24 يناير 1979 في خضم انتفاضة الشعب، تحدث باسم مجاهدي خلق في أول خطاب له في جامعة طهران وطالب بنظام ديمقراطي لإيران.

قال مسعود رجوي في 5 مارس 1979 في ذكرى وفاة الدكتور مصدق، زعيم حركة تأميم النفط الإيراني، في خطاب ألقاه على قبره في أحمد آباد : باسم الزعيم الفقيد الدكتور مصدق، لقد تعلمنا على يديه القيادة القوية الصارمة التي لا هوادة فيها لأول مرة في درس مكافحة الاستعمار في مدرسته. لذلك من المناسب أن نرسل لمعلم الحركات الكبيرة المناهضة لاستعمار الشعوب الأسيرة والمقيدة بالسلاسل في العالم؛ خالص تحياتنا الثورية.

خلال اجتماعه مع أحمد خميني (نجل خميني) في 19 أبريل 1979، أدان مسعود رجوي تعامل الحكومة مع آية الله طالقاني؛ معترضًا على الاشتباكات والسلوكيات الشريرة لأعضاء (الكوميتة) مع مؤيدي منظمة مجاهدي خلق.

بعد أسبوع من هذا الاجتماع، حمّل خميني نجله أحمد رسالة إلى مسعود رجوي، يعرب فيها عن رغبته في اللقاء معه في مدينة “قم”. وتوجه مسعود رجوي إلى قم لزيارة خميني بمعية مجموعة من المسؤولين في مجاهدي خلق، لكن مسعود رجوي رفض قبول رغبة خميني في التعاون في إنكار الحريات، مما أدى إلى غضب خميني.

في 25 مايو 1979، تم عقد اجتماع كبير في جنوب طهران بمناسبة ذكرى إعدام الشاه لمؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وفي هذا الاجتماع قدم مسعود رجوي آية الله طالقاني كمرشح لمجاهدي خلق لرئاسة الجمهورية.

 

 

مسعود رجوي وسیناریو استبدال “المجلس التأسیسي” بـ “مجلس الخبراء”

 

قبل وصوله إلى إيران وغصب السلطة، كان خميني قد تحّدث مراراً وتكراراً عن المجلس التأسیسي والقوانين التي سيتمّ صیاغتها وتشریعها من قبل ممثلي الشعب.

في الخامس من فبرایر 1979 أي بعد أربعة أیام من عودته إلی طهران، عیّن خمیني، المهندس “مهدی بازرگان” رئیساً للوزراء، وجاء في قرار تعیینه رئیسا للوزراء مايلي :

«قوموا بالإعداد لإدارة شؤون البلاد خاصة الاستفتاء الشعبي العام حول تغيير النظام السياسي في البلاد إلى نظام الجمهورية الإسلامية، وتشکیل المجلس التأسيسي من ممثلي الشعب لتشریع دستور النظام الجدید واختیار أعضاء مجلس الشعب وفقاً للدستور الجديد».

لکن فیما بعد تنصل خمیني للمجلس التأسیسي من أساسه، وفرض علی الشعب الإیراني بدلاً منه ما یُسمی “مجلس الخبراء” الذي ضم 75 مندوباً، وکان علیه صیاغة وإصدار الدستور في غضون شهر.

في بيان مفصّل حول «ضرورة تشکیل المجلس التأسیسي من خلال الانتخابات الشعبیة العامة» عارض أعضاء مجاهدي خلق في السابع من يونيو 1979 علناً قرار خميني وشككوا في مفهوم “الخبراء”. وأخيراً في 22 يوليو من العام نفسه أعلنوا أن «الدستور الذي يسعى إلى تحديد أهمّ المبادئ والعلاقات التي تحكم الشعب بأسره، لا يمكن تشریعه إلا بمشاركة ممثلي الشعب، وإلّا فإنه لن یتمتّع بالأصالة والشرعية والمصداقیة. صیاغة هکذا دستور تقع علی عاتق مجلس الشعب بأکمله الذي يُطلق عليه أحياناً اسم المجلس التأسیسي».

 

حول جهود خمیني الدؤوبة لتشکیل مجلس الخبراء بدل المجلس التأسیسي كتب مسعود رجوي:

«أجريت انتخابات مجلس الخبراء في 3 أغسطس 1979 بينما كانت تجري هجمات يومية على مكاتبنا في جميع أنحاء البلاد، وانتهت مع الحملة الواسعة على محافظة كردستان والإعدامات رميًا بالرصاص هناك، مجلس الخبراء المدعوم من قبل خمیني بدأ بالعمل في 19 أغسطس بالتزامن مع غزو كردستان وقمع البيشمركه والقوى السياسية».

 

 

“تفسير الكون” سلسلة تعلیمیة لمسعود رجوي

 

في منتصف عام 1979، أقام مسعود رجوي سلسلة محاضرات تعلیمیة تحت عنوان “تفسير الكون” في جامعة “شريف” الصناعية في طهران، حضر هذه المحاضرات التي تقوم بتدریس فلسفة وأیدیولوجیة منظمة مجاهدي خلق أكثر من 10 آلاف شخص، ثم تمّ تجميع هذه الدروس في كتاب من 16 مجلداً بعنوان “تفسير الكون” يعكس رؤية منظمة مجاهدي خلق للوجود والإنسان والتاريخ.

 

 

ترشيح مسعود رجوي في أول انتخابات رئاسية في إيران

 

في یوم السبت الموافق 5 ینایر 1980 تمّ ترشيح مسعود رجوي رسمياً كمرشح رئاسي من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

إعلان ترشيح مسعود رجوي للرئاسة غیّر فجأة أجواء المجتمع الإيراني، ولقی ترحیباً واسعاً خاصة من قبل القوميات والأقليات الدينية.

دخل “رجوي” الحملة الانتخابية ببرنامج اجتماعي-سياسي متكامل وافقت عليه جميع القوى والتيارات السياسية الدیمقراطیة والليبرالية.

خمّن الكثيرون بأن مسعود رجوي سيفوز في الانتخابات إذا أجريت، حتى خصومه ومعارضيه كانوا واثقين من أنه سيحصد 6 إلی 7 ملايين صوت. واعتقد آخرون أن حضور “رجوي” في الإنتخابات من شأنه أن يدفعها إلى الجولة الثانية التي لا تروق للنظام.

لكنّ خميني الذي شاهد الدعم الشعبي الواسع لـ مسعود رجوي خرج إلی الساحة عشية الانتخابات معلناِ أنه: «لا يحق لأي شخص لم يصوّت للدستور المشارکة في الانتخابات».

موقف خمیني هذا قبیل الانتخابات، سلب مسعود رجوي فرصة الترشّح للرئاسة عملیاً. وقد أعلن رجوي عن انسحابه من الانتخابات في 20 ینایر 1980. وقال في رسالته التي وجّهها إلی مؤیدیه ومناصریه: «اسمحوا لي أن أؤكد أنني أدرك تماماً أن ثقتكم لا تعتمد على شخص واحد أو مجموعة واحدة فقط، لكنها أساساً تعتمد علی البرنامج العملي الحقّ الذي یَعِد بالسعادة والمروءة والعدالة».

 

 

مستقبل الثورة، محاضرة مسعود رجوي في اجتماع جامعة طهران

 

عقد مجاهدو خلق اجتماعاً في جامعة طهران في 30 يناير 1980 (بعد عشرة أيام من حذف اسم مسعود رجوي من قائمة مرشحي الرئاسة)، في هذا الاجتماع قال مسعود رجوي في خطابه المعروف باسم “مستقبل الثورة”:

«كان یسألنا بعض الناس كيف يتمّ حذف مرشّحینا وقادة نظام الشاه باقون، قلت إنني لا أعرف لكن علينا التزام الهدوء، حسناً هذه هي أخلاقنا وخصالنا الثورية. في اليوم التالي للانتخابات هجموا علینا بالأسلحة، أمطرونا بالشتائم ورشاشات (جي-3). وهذه هي دلالة أخری علی السلوك الأخلاقي خلف قناع الإسلام».

انتخابات مجلس الشوری وتلاعب الخمیني في مجموع أصوات مسعود رجوي

 

على الرغم من حذف اسم مسعود رجوي من قائمة المرشحين للرئاسة بواسطة خمیني، فإنّ مجاهدي خلق قد شارکوا في انتخابات مجلس الشوری الوطني الأول (قبل تغییر اسمه إلی مجلس الشوری الإسلامي علی ید خمیني) أواخر مارس 1980 للحفاظ على المناخ السياسي السلمي وتجنّب العنف وإراقة الدماء.

أثناء فرزها لأصوات مجلس الشوری الوطني في نهاية الانتخابات، ذکرت وزارة الداخلية اسم مسعود رجوي في الصف الأول لمرشحي طهران عبر الإذاعةو ،التلفاز والصحافة، ولمدة یومین، لكن في نهاية الانتخابات ومع الإعلان عن حصوله علی 532000 صوت، قامت الوزارة بنقل اسمه إلی المرحلة الثانیة من الانتخابات.

حول القاعدة الجماهیریة الواسعة لمنظمة مجاهدي خلق وترحيب الناس ببرامجها لا سيّما مسعود رجوي، قال أحد المواطنین في 13 مارس في اتصال هاتفي مع الإذاعة الأمريكية حول انتخابات المجلس الوطني الأول وحجم التصويت لمسعود رجوي: «السید رجوي حصل علی ملیونيّ (2 ملیون) صوت في ذلك الوقت، أنا علی علم بهذا لأن أصدقائي كانوا في مركز الإحصاء. السید رجوي حصل علی تصویت کبیر لکن السید خلخالي ذهب إلی هناك وقام بتغییر اسم رجوي إلی رجائي».

مسعود رجوي: تأسیس المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة وقيادة النضال العام

 

مع بداية النضال العام، كان تشكيل تحالف سياسي واسع كبديل ديمقراطي وشعبي لنظام خميني غير الشرعي على جدول أعمال المقاومة. وفي 21 يوليو 1981 أعلن مسعود رجوي عن تأسيس المجلس الوطني للمقاومة في طهران.

بعد تأسیس المجلس الوطني للمقاومة ترك مسعود رجوي طهران متجهاً إلی باریس في تاریخ 29 یولیو 1981 من خلال عملیة معقّدة وبالغة الخطورة استقل فیها طائرة بوینغ 747 بقیادة الطیّار العقید بهزاد معزّي مغادراً القاعدة الأولی للنظام بمطار مهرآباد في طهران، متّخذاً من باریس مقرّاً للتعریف بأهداف بديل نظام الملالي والترویج لهذا البديل الشرعي، وقاد جبهة المعرکة السیاسة والدولیة العظیمة ضد خمیني من هناك.

نذكر من أعمال مسعود رجوي في باريس، جهوده المتواصلة لإنهاء الحرب المدمرة المفروضة على الشعبين الإيراني والعراقي من قبل خمیني. لهذا الغرض في تاریخ 9 ینایر 1983 بعد سبعة أشهر من انسحاب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية، قام رجوي -من مقرّ إقامته في أور سور اواز في فرنسا- بالتوقیع علی بیان عُرف باسم “بیان الصلح” مع طارق عزیز نائب رئیس وزراء العراق آنذاك. جاء في البیان: «إقامة الصلح العادل وتسویة النزاعات بین البلدین بشکل سلمي من خلال المفاوضات المباشرة القائمة علی وحدة الأراضي، الاستقلال التام، عدم التدخّل في شؤون البلد الآخر، احترام الإرادة الحرة للشعبین الإیراني والعراقي، والتأکید علی علاقات حسن الجوار والتعاون المتبادل في خدمة الحریة، والسلام واستقرارالمنطقة وتطوّرها».

“رجوي” یغادر فرنسا إلی العراق

 

غادر مسعود رجوي فرنسا متّجهاً إلى العراق في رحلة تاريخية في 7 يونيو 1986.

رحيل مسعود رجوي من فرنسا إلى العراق مهّد الطريق لتأسيس جيش التحرير والقضاء علی مساعي خميني الحربیة. بعد عامين فقط من سفر رجوي إلى العراق، انهزم الجهاز الحربي لنظام خميني شرّ هزيمة، واضطرّ خمیني إلی إعلان قرار وقف إطلاق النار مرغماً، وتوفي في العام التالي.

تأسیس جیش التحریر علی ید مسعود رجوي

 

في 20 يونيو 1987، في بیان رسمي أعلن مسعود رجوي تأسیس جيش التحرير الوطني الإيراني. بلغت إحصائيات العمليات التي قامت بها كتائب جيش التحرير الوطني الإیراني الحديث العهد بقيادة مسعود رجوي، حوالي 100 عملیة في خریف عام 1987.

منذ خریف 1987 تمّ تشكيل ألوية مقاتلة تابعة لجيش التحرير، حلت محل الكتائب السابقة. كان جيش التحرير يتوسّع بسرعة فائقة. ذروة عملیات الألویة المقاتلة کانت في ديسمبر 87 حیث تمّ تنفیذ خمس عملیات ناجحة في عشرة أیام. وهکذا تعرّضت قوات العدو لهجمات مفاجئة من قبل جيش التحرير على طول الشریط الحدودي البالغ 1300 کیلومتر. أما العملية الأكثر أهمية لجيش التحرير فقد کانت بعد رضوخ نظام خمیني لقرار وقف إطلاق النار، ففي یوم الاثنین الموافق 18 یولیو 1988 قام رجوي بإعلان حالة التأهب القصوی لجیش التحریر، وتمّ تنفیذ عملیات الضياء الخالد “فروغ جاویدان” بعد أسبوع کامل من التحضیر المكثّف والشاقّ. استمرت هذه العملیات لمدة أربعة أیام واجه خلالها جيش التحرير جمیع قوی الأمن وقوات الحرس وقوات التعبئة (الباسیج) لنظام الملالي الذين جاؤوا على بكرة أبيهم. استولى جيش التحرير على مدينتي “کرند” و”إسلام آباد” في اليوم الأول من عملیات “فروغ جاویدان” وتقدّم حتی مشارف “كرمانشاه”. وفقاً للتقرير النهائي لهیئة قيادة جيش التحرير، فقد قُتِل في هذه العملیات 55 ألف جندي من خیرة قوات خميني، واستشهد 1304 مقاتلين من قوّات مجاهدي خلق.

حملة مسعود رجوي للتصدي لمجزرة صیف 1988 بحق السجناء السیاسیین

 

في الثالث والسابع عشر من أغسطس عام 1988 أثار مسعود رجوي قائد المقاومة الإیرانیة، عبر برقیة وبیان رسمي، قضیة الإعدام الجماعي في السجون والمدن الحدودیة، ودعا إلی متابعة الأمر ووقف هذه الإعدامات.

في 25 أغسطس 1988، كتب مسعود رجوي في برقیة موجّهة إلى “بیریز دي کویلار” الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك: «بدأت دیكتاتورية خميني العائدة للقرون الوسطی بموجة واسعة من الاعتقالات والإعدامات الجماعیة للسجناء السیاسیین من خلال استغلال اهتمام الرأي العام بمفاوضات السلام، وما يقوله خميني بأن الصلح هو بمثابة “سم قاتل” لوحدة النظام».

وبتقديم إحصائیات ومعلومات دقیقة عن القتل الجماعي للسجناء تابع رجوي قائلاً:

«حسب المعلومات الموثّقة، خمیني قبل أسابیع واستناداً إلی فتوی بخط یده، أصدر أمراً بارتکاب مجزرة ضد السجناء السیاسیین لمجاهدي خلق، واقترن ذلك بموجة واسعة من الاعتقالات السیاسیة التي شملت أکثر من عشرة آلاف معتقل في مختلف المدن الإیرانیة، والقتل الجماعي للسجناء السیاسیین الذین أنهی أکثرهم فترة محکومیاتهم».

في نهایة البرقیة وبالإشارة إلی مسؤولية الأمين العام في إنهاء الجرائم، طالب مسعود رجوي الأمين العام بالتدّخل المباشر لإجراء التحقيقات وبذل الجهود اللازمة لمنع استمرار الجريمة، مؤکداً أن مسؤولية الأمين العام للأمم المتحدة توجب علیه إرسال وفد مختص بأسرع وقت لمتابعة القضایا المذکورة وزیارة سجون نظام خمیني ومنع عملیات القتل المتزايدة والمتصاعدة في إیران. مضیفاً أنّ ممثلي المقاومة الإيرانية على استعداد تامّ لتقديم المعلومات اللازمة والتعاون مع الوفد.

موقف مسعود رجوي الصائب إزاء احتلال العراق عام 2003

 

الموقف الوطني الذکي لقائد جيش التحرير الوطني الإیراني مسعود رجوي، والانضباط الصارم الذي كان يتحلى به مقاتلو جيش التحرير الوطني الإيراني إزاء احتلال العراق، دعمَ ثبات جيش التحرير في مواقفه الوطنية والشعبية ،أثناء أشرس الحروب التي شهدها أواخر القرن العشرین. فقد بات العراق الآن تحت احتلال مضاعف من قبل الولايات المتحدة وحرس خميني.

وهکذا اعتمد جيش التحرير علی الخيار الأكثر صعوبة وهو مواصلة الطريق دون سلاح، بعد تحمله القصف الأكثر دموية في التاريخ المعاصر من قبل قوّات التحالف وتعرّضه للهجمات البرية التي کانت تشنّها قوّات النظام الإیراني ومرتزقته المحليون. اتخاذ هذه المواقف السياسية الصحیحة والثبات علی المبادئ أدّی إلی استمرار بقاء جیش التحریر، وإحباط مؤمرات النظام الحاکم في إیران ومرتزقته في العراق.

موقف مسعود رجوي من الاتفاق النووي 5+1، نقطة تحوّل في مصير الفاشیة الدينية في إيران

 

في بیانه الصادر في 18 يوليو 2015 حول قبول إیران التوقیع علی الاتفاق النووي، وصف مسعود رجوي تراجع خامنئي عن مواقفه السابقه بأنه فشل في استراتیجیة ضمان بقاء النظام بامتلاکه قنبلة نووية، بعد نضال المقاومة الإيرانية الذي دام 24 عاما

وقال رجوي بأن فشل إستراتيجية ضمان بقاء نظام القرون الوسطی بإمتلاك قنبلة ذرية سیؤدي بطبیعة الحال إلی تدهور النظام وزعزعة توازنه. مؤکداً أن الشعب الإیراني لن یرضی إلّا بإطاحة نظام الولي الفقیه وإقامة حریة وسیادة الشعب، هذه الغایة کانت وستظل الهدف الأساسي والمحور الاستراتيجي للنضال الوطني ضد النظام الإیراني . حرب التحرير والإطاحة بالنظام الرجعي، إجراء انتخابات حرة وصیاغة دستور جمهوري جديد في المجلس التأسیسي وتشریع القوانین الوطنیة من حقوق الشعب الإیراني المطلقة.

دور مسعود رجوي في دعم وتوسیع نطاق الإنتفاضة الشعبیة في إیران

مع تصاعد الانتفاضة في المدن الإيرانية والإضرابات المتتالية من قبل سائقي الشاحنات والکسبة، أعلن مسعود رجوي في العدید من بیاناته الصادرة ضرورة تنظیم وتوسیع نطاق انتفاضة الکادحین، كما أكد أن تأجیج الانتفاضة یتمّ عبر تصعید الحرب والثورة ضد النظام الحاکم.

وقال رجوي في إشارة إلى انتفاضة الشعب الإيراني: ما الذي يمكن فعله عندما تهجم الفاشیة الدينية وتضرب وتطلق النار؟ الجواب هو الصاع بالصاع ورد النار بالنار…

جيش التحرير الوطني الإيراني (بيان رقم18)

بعد دكّ وكر الإرهاب والتجسس لنظام الملالي في النجف الأشرف الانتفاضة في الناصرية تصيب خامنئي الخليفة الرجعية بالدوار

مسعود رجوي- رسالة رقم (15)
العراق ولبنان والعقوبات ومعاقل الانتفاضة، الانتفاضة وجيش التحرير زلازل السقوط التي تلاحق نظام الملالي