الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممظاهرة عملاء إيران في بغداد هزیمة قاسیة للنظام الإیراني

مظاهرة عملاء إيران في بغداد هزیمة قاسیة للنظام الإیراني

0Shares

بعد أسابيع من الحملات الدعائية الواسعة في العراق للخروج  بمظاهرة "ملیونیة" ، في يوم الجمعة الموافق 24 ینایر، دعا إلیها زعیم التیار الصدري الشیعي في العراق "مقتدی الصدر" ورّوجت لها شبكات التلفزيون ووسائل الإعلام التابعة للنظام الإیراني علی نطاق واسع، انطلق الاستعراض شبه الحكومي في شوارع بغداد لکنه سرعان ما انتهی، لیُمنی النظام بهزيمة مُهینة جدیدة في العراق.

 

هدف خامنئي من المظاهرة

هدف خامنئي من الإيعاز لخروج هذه المظاهرة إلی حشد وتعبئة قواته في العراق حول محور "مقتدى الصدر" وإنزالهم إلی ساحة التحریر (حیث یحتشد المتظاهرون العراقیون منذ قرابة الأربعة شهور) بغیة تنفیذ مؤامراته الشریرة لتغییر مسار الانتفاضة من خلال الاستحواذ علی ساحة التحریر وتشتیت وحدة المتظاهرین والقضاء علی احتجاجاتهم عقب فقدانه لذراعه الیمنی الجزّار قاسم سلیماني.

قبل ذلك حاول نظام الملالي استبدال ساحة التحرير بالسفارة الأمریکیة في العراق من خلال غزو السفارة واحتلالها علی شاکلة ما حدث في طهران عام 1979، وتحويل شعارات المتظاهرین العراقيين من ترکیزها علی طرد نظام الملالي من العراق إلی مناهضة الوجود الأمريكي في البلد.

لكن عُقبی هذه المؤامرة الخبیثة قد عادت علی النظام نفسه، ودفع خامنئي ثمناً باهظاً عندما بُتر ذراعه الرئیسي في المنطقة وخسر الرجل الثاني في نظامه أي قاسم سليماني الجزّار.

 

ماذا خسر خامنئي في هذا العرض الهزلي؟

خامنئي في خطوته الجدیدة قد أحرق ورقة هامة کانت في حوزته وهي ورقة "مقتدی الصدر" المتظاهر بالوطنیة. دعوة مقتدى الصدر لمظاهرة "ملیونیة!" تدعو لمحاربة الفساد والاحتلال الأمريكي ،لاتتعدى كونها غش وزيف.

وهذا ماجعل المتظاهرین العراقيين الیقظین يرفضونها  قائلین : إنّ الدعوة إلی حرية العراق واستقلاله لا یمکن أن تصدر من "قم" في إیران، لا بل و طالبوا الصدر أن یصدر دعوته من ساحة التحریر ویضمّنها رسالة طرد نظام الملالي من العراق فيما إذا كان صادقاً ووطنياً.

كما أکّد النشطاء والمتحدثون باسم الانتفاضة العراقية في محاولاتهم لفضح الشعارات المخادعة المناهضة للوجود الأمریکي بأنّ الاحتلالالأمريكي بمثابة «حمّى» بینما الاحتلال الإيراني هو سرطان.

مؤامرة النظام الخبیثة هذه قد باءت بالفشل حتى قبل إقامة استعراض المظاهرة يوم الجمعة بانسحاب "مقتدى الصدر" من دعوة أنصاره إلى التجمّع في ساحة التحرير وإعلانه عن مکان آخر للتجمّع یبعد بضع کیلومترات عن الساحة بناءً علی التهدید بالردّ والمقاومة الذي وجّهه المتظاهرون.

وهکذا انفضحت تماماً مسرحیة الدعوة إلی مظاهرة مضادة أعدّها النظام الإیراني.

وفقاً لوکالة "فرانس برس" تمّ نقل الناس من المدن العراقیة إلى العاصمة بغداد بواسطة الحافلات للمشارکة في المظاهرة، وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضاً إلى الطابع الحکومي للمظاهرة حيث كتبت: «تمّ تزوید المشارکین باللافتات والأعلام والطعام».

كما أنّ التركيبة المظاهرة تشیر بأنّ معظم المشارکین هم من ميليشيات الحشدالشعبي التابعة للنظام الإيراني.

بينما المزیج السكاني في ساحات الاحتجاج في بغداد والمدن العراقية الأخرى یرمز إلی مشارکة جميع شرائح المجتمع العراقي في المظاهرات بما في ذلك النساء والطلاب والعمال والأطباء وغيرهم.

ما یعکس التضامن الوطني والوحدة الشعبیة، وهذا ما يؤيده استمرار الانتفاضة لعدة أشهر، فهي تدور حول شعار طرد النظام الإيراني ومرتزقته من العراق، وهذا دليل صدقها وشرعيتها.

الفشل الآخر الذي مُني به هذا العرض الهزلي أنه لم یحصل علی دعم السيد السيستاني، لذلك وعلى الرغم من محاولة إضفاء الطابع الدیني علی المظاهرة لم نشاهد صور له.

بل إنه وفي رسالته التي ألقیت في صلاة الجمعة بكربلاء، أّکد على أنّ الحكومة العراقية أو الطبقة السياسية قد أخّرت تشكيل الحكومة الجديدة وانتهكت الإطار الزمني القانوني الذي ينبغي تشكيل الحكومة العراقية خلاله، واعتبر المراقبون السياسيون الرسالة بأنها تدعم مطالب المتظاهرین في ساحة التحرير.

جانب آخر من هزيمة النظام في هذا الصدد تجلّی في عدد المشارکین حیث أنه وعلی الرغم من جميع الحملات الدعائية وتوفیر المرافق الحكومية وحملات التعبئة وإنفاق مبالغ طائلة علی المظاهرة.

لم یستطع حشد أکثر من بضعة آلاف  فقط من جمیع أنحاء العراق الذي یبلغ عدد سکانه 39 ملیون نسمة.

النقطة الأخرى التي أكدتها وسائل الإعلام هي أنّ هذه المظاهرة المضادة قد  استمرت لثلاث ساعات فقط منذ بدایتها وحتی النهاية ،حين عاد  المشاركون إلى منازلهم.

في حين أنّ المتظاهرین والمعتصمین في ساحات بغداد وغيرها من المدن العراقية المنتفضة قد استمروا في احتجاجاتهم ولم یبرحوا أماکنهم منذ ما يقرب أربعة أشهر علی الرغم من تقلبّات المناخ وهجمات خامنئي ووکلائه الوحشية بشکل یومي وتقدیم أكثر من 600 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح.

کما أنّ هؤلاء المتظاهرین الأبطال قد توافدوا إلی ساحة التحریر من جدید بعد المظاهرة المضادة الفاشلة التي أعدّها النظام ومرتزقته وهم يهتفون: «لا مقتدى ولا هادي (العامري)، حرة تظلّ بلادي» ردّاً علی "مناورة" الصدر الفاشلة.

تبعات فشل هذه المظاهرة

لقد ارتكب النظام الإیراني خطأً استراتيجياً فادحاً آخر من خلال تنظيم هذه المظاهرة المفضوحة، وأظهر أنّه لا یملك أیة مقوّمات وأسس في العراق سوى شرذمة المرتزقة التي تأتمر بأمره ، ولم یعد قادراً على حشد قواته وإقامة مسیرة حاشدة وآمنة تحت عنوان مظاهرة  خاصة بعد تصفية قاسم سليماني.

هذا الفشل الذریع الذي مُني به النظام جعل المتظاهرین العراقيين أكثر عزماً وإصراراً على اقتلاع جذور نظام الملالي من بلادهم.

وعلى الرغم من أنّ النظام لن يتوقف أبداً عن مؤامراته وجرائمه في العراق إلا أنه قد أصبح من الممكن الآن وأكثر من أي وقت مضى توقع خروج  النظام من العراق عاجلاً.

الأمر الذي سيؤجج نیران الإنتفاضة ویزید لهیبها من جدید، لأنه كما قال قائد المقاومة الإيرانية السید مسعود رجوي في 28 نوفمبر 2019:

«العدو واحد والجبهة واحدة والنضال واحد ومشترك من إيران إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة