الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناقتصادالعمال المضطهدون والخط المطلق للفقر في إيران

العمال المضطهدون والخط المطلق للفقر في إيران

0Shares

ازدادت سلة معيشة العمال في إيران تقلصًا عامًا بعد عام خلال العقود الـ 4 تحت وطأة سلطة الملالي متأثرةً بالسياسات المناهضة لكل ما هو إيراني التي يتبناها هذا النظام الفاشي وارتفاع النفقات، وتزداد الفجوة بين دخل العمال ونفقات معيشتهم عمقًا كل عام مقارنة بالعام السابق.  

وتم الإعلان استنادًا إلى التقديرات الرسمية في بداية عام 2021 عن أن معدل سلة معيشة العمال يقترب من 7 ملايين تومان، ومن المؤكد أن هذا الرقم لا يتوافق مع الواقع، نظرًا لأن الرواتب الرسمية للعمال في الوقت الراهن تصل إلى ما يقارب 2,800,000 تومان، في حين أن خط الفقر يتجاوز 10,000,000 تومان. 

ومن ثم، فإن الفجوة بين الدخل والنفقات الشهرية للعمال أكثر بمراحل مما أعلنت عنه رسميًا المؤسسة المسماة بـ "المجلس الأعلى للعمل".  

والحقيقة هي أن المجلس الذي يتم انتقاء أعضائه بالكامل من بين العناصر الحكومية، ويُزعم أيضًا أنهم عمالٌ أعضاءٌ في هذه المؤسسة كممثلين عن العمال، هم عناصر نظام الملالي وممثلون عن الحكومة وأرباب العمل بطريقة أو بأخرى.

 وتفيد التقديرات الرسمية أن الفجوة بين الدخل ومعدل سلة معيشة العمال بأجر معتمد هو 4,460,000 تومان، بينما نجد في الواقع أن هذه الفجوة تزيد عن 7 ملايين تومان وقد تسببت بالفعل في أن يعيش العمال في وطننا تحت خط الفقر المدقع.

 وكتب الموقع المسمى بـ "بهار نيوز" فيما يتعلق بالفجوة بين الدخل وتكاليف سلة معيشة العمال: " إن أجور العمال لا تتماشى مع سلة معيشتهم. وبهذه الطريقة، فإن التكلفة التي تتحملها الأسرة مع كل ضغط بعد تحديد الأجور تتجسد في الفقر المدقع الذي يحتضن المزيد من المواطنين مثل التسونامي". (موقع "بهار نيوز"، 20 أغسطس 2021).

 

إن حقيقة الفجوة الكبيرة بين الدخل وتكلفة سلة معيشة العمال واضحة للغاية لدرجة أن عنصرًا حكوميًا يحمل لقب عضو عامل في المجلس الأعلى للعمل اضطر إلى الاعتراف بأن تكلفة سلة معيشة العمال وصلت إلى أكثر من 10 ملايين تومان، وبضياع سبل عيش العمال في ظل التضخم الجامح.

ونتيجة للتضخم غير المسبوق الذي حدث في جميع مناحي الحياة، اختفى بالفعل تأثير الزيادة في أجور العمال في شهري أبريل ومايو 2021.

ومن ثم، لا داعي لذكر ما حدث لسبل عيش العمال في يونيو ويوليو وأغسطس 2021". (صحيفة "كار و كاركر, " الحكومية، 7 أغسطس 2021).

 وقال عضو آخر في المجلس الأعلى للعمل، فيما يتعلق بالوضع المؤسف للعمال: "لقد تضاعفت اليوم أسعار السلع الأساسية، من قبيل منتجات الألبان والدواجن والبيض والعديد من المواد الأخرى.

وما تفيده الإحصاءات والمصادر الرسمية عن الأحوال المعيشية للمواطنين والعمال يختلف عن الواقع المرير للمجتمع". (صحيفة "كار و كاركر, " الحكومية، 5 أغسطس 2021).

وقال إسماعيل ظريفي آزاد، سكرتير شؤون العمل في وزارة العمل في اعترافه في 19 أبريل 2020: " إن أجور العمال تضاعفت خلال الـ 40 عامًا الماضية بمقدار 900 مرة".

ثم أشار المسؤول الحكومي المذكور إلى قفزة الأسعار خلال هذه الفترة على النحو التالي:

تضاعف سعر البنزين بمقدار 3000 مرة

تضاعف سعر الخبز بمقدار 3000 مرة

تضاعفت أسعار وسائل النقل بمقدار 3000 مرة

تضاعفت أسعار المساكن بمقدار 6000 مرة

تضاعفت أسعار العملة بمقدار 10000 مرة

ويأتي ذلك في ظل ظروف ازداد فيها الغلاء بشكل متسارع خلال العام الماضي والعام الحالي، وقلَّما لم تتضاعف أسعار بعض السلع الأساسية والتي تمثل الحد الأدنى للعمال أكثر من 100 مرة خلال عام 2020. 

ويعيش العمال في فقر وبؤس، على الرغم من أن ثروات المؤسسات التابعة لمقر خامنئي تزداد عامًا بعد عام، حيث أنها تُلقي بمخالبها على جزء كبير من اقتصاد البلاد وأصبحت ثرية ثراءً فاحشًا من حيث ما لديها من أصول ضخمة على مدى العقود الـ 3 الماضية لدرجة أن إجمالي ثروة ما تُسمى بالمؤسسات الاقتصادية الخاضعة لسيطرة مقر خامنئي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

ولمس العمال في إيران بكل كيانهم خلال السنوات المشؤومة تحت وطأة سلطة ولاية الفقيه أنهم لا نصيب لهم في الحياة في ظل حكم هذا النظام الفاشي سوى الاستغلال والاضطهاد والتمييز والاختلاف الطبقي الصلف.

وهذا هو السبب في أنهم كثفوا احتجاجاتهم وإضراباتهم ووقفاتهم الاحتجاجية خلال الأشهر الأخيرة.

ويجب أن نعتبر الحركات الاحتجاجية للعمال في الأشهر الأخيرة، وخاصة عمال صناعة النفط والبتروكيماويات أنها تأتي من أجل حصول الكادحين على حقوقهم، والذين تتجسد رغبتهم مثل غيرهم من الإيرانيين في الإطاحة بنظام الملالي المناهض لكل ما هو إيراني وإرساء الحرية والسيادة الشعبية في البلاد.

عمالٌ وصفتهم وسيلة إعلام منتمية للزمرة المغلوبة على أمرها بأن دماؤهم تغلي وتغاضوا عن كل شيء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة