الثلاثاء, أبريل 30, 2024

زاوية الموت

0Shares


دنيا الوطن

بقلم:أمل علاوي


يمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بفترة صعبة و عصيبة، حيث يتزامن الرفض الداخلي العنيف مع رفض خارجي و دولي علی الصعيدين الشعبي و الرسمي، خصوصا بعد الانتفاضة الشعبية التي إندلعت ضده في ٢٨ سبتمبر الماضي، ومن أهم معالم هذه الفترة التخبط في المواقف و التصريحات تصاعد حدة الخلافات بين أجنحة النظام حلی خلفية الفشل الکبير له علی مختلف الاصعدة.
هذا النظام الذي تفنن علی الدوام في مطاردة و سجن و تعذيب و إعدام معارضيه وبشکل خاص المنتمين لمنظمة مجاهدي خلق، خصوصا وإن حمليات إغتيال المعارضين في سويسرا و إيطاليا و العراق وبشکل خاص من المعارضين الذين کانوا يقيمون في معسکري أشرف و ليبرتي، حيث کانوا يعملون ليل نهار من أجل إبادتهم عن بکرة أبيهم، ولکن اليوم نجد إن الآية قد إنقلبت بفعل القيادة الرشيدة و الحکيمة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، إذ صار قادة النظام هم مطلوبون للعدالة بسبب إجرامهم و صار هؤلاء المعارضون الذين نجحوا ومن خلال عملية نوعية من الخروج من العراق، هم الذين يطاردون و يلاحقون قادة النظام الايراني قضائيا.
خلال الايام القليلة الماضية، وعشية الزيارة التي قام بها رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، محمود شاهرودي لألمانيا من أجل تلقي العلاج، فإن الملاحقة القضائية لأبطال أشرف و ليبرتي، إضطرت شاهرودي لأن يهرب بجلده و يعود أدراجه الی إيران، ذلک إن الادلة التي بيد هؤلاء المعارضين دامغة و تکفي لإبقاءه سجينا مدی الحياة.
تزامنا مع فضيحة هروب شاهرودي، فقد أدرجت وزارة الخزانة الامريکية، 14 شخصية وکيانا إيرانيا علی قائمة العقوبات، علی صلة بانتهاکات حقوق الإنسان الخطيرة وأعمال الرقابة علی حرية التعبير في إيران، ودعمهم لمطوري الأسلحة الإيرانية، ومن ضمنهم صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية للنظام، والذي کان ولايزال له باع طويل في سجن و تعذيب و إعدام المعارضين السياسيين الايرانيين، وهذا يعني إن النظام قد تلقی ضربتين موجعتين بملاعقة و مطاردة أثنين من أکبر مسؤوليه، خصوصا إذا ماعلمنا بأن شاهرودي مرشع لخلافة خامنئي نفسه.
مايجري للقادة الايرانيين و النظام الايراني حاليا، هو عاصل تحصيل أمرين مهمين؛ أولهما النضال المستمر و الدؤوب للمقاومة الايرانية ضد النظام وعدم ترک الساحة له و ثانيهما إنتفاضة اڵشعب الايراني بمشارکة منظمة مجاهدي خلق و التي حصرت النظام في زاوية يمکن وصفها بزاوية الموت!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة