الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالربيع الإيراني: الموت لخامنئي - الموت لروحاني

الربيع الإيراني: الموت لخامنئي – الموت لروحاني

0Shares

بقلم: المحامي عبدالمجيد محمد کاتب في الشأن الايراني


 النظام الفاشي الحاکم في إيران في حالة من العجز وعدم القدرة علی الرد علی مطالب انتفاضة الشعب الإيراني، الاجراءات القمعية ومن جملتها کانت اعتقال المتظاهرين.
ومتطلبات الشعب الإيراني المنتفض في 120 مدينة إيرانية احتجاجا علی الفقر وعدم امتلاک الحد الادنی من متطلبات المعيشة الکريمة طرحت في الشارع الإيراني مع مطلب السقوط الکامل للنظام الفاشي الحاکم في إيران.
الشعارات الفارغة من اي محتوی مثل (الاقتصاد المقاوم) التي اطلقها الولي الفقيه وشعارات الملا روحاني الاقتصادية (التدبير والامل) ليس فقط لم يکن لها تأثير إيجابي، وإنما بالعکس زاد من اشتعال لهيب نار الانتفاضة. ورکزت الشعارات أساسا علی رأس هرم السلطة، أي ضد خامنئي، اي ضد الولي الفقيه. وقد وضعت انتفاضة المتظاهرين، باطلاقهم شعارات ‘الموت لمبدأ ولاية الفقيه’ و’الموت لخامنئي’، الرموز الرئيسية للسلطة والنظام موضع کره وغضب واحتقار الشارع الإيراني.
وفي هذه الانتفاضة کان للملا روحاني وبرامجه وسياساته المعادية للشعب الإيراني ايضا والتي تتماشي مع سياسات الولي الفقيه نصيبا من الغضب والکره والاحتقار الشعبي له.
المتظاهرون وبصوت عال وقوي جدا حتی يسمعه العالم کله هتفوا بشعارات «الموت لروحاني» وفي جميع المدن المنتفضة قام المتظاهرون الغاضبون بتمزيق صور الخميني والخامنئي وروحاني. إن تمزيق صور رموز السلطة ذکرنا بالغضب الثوري للشعب في الثورة المناهضة للحکم الملکي عام 1979 الذي أدی إلی الإطاحة بنظام الشاه الديکتاتوري.
ومع بداية الأسبوع الثاني من الانتفاضة الإيرانية، تکشف التقارير عن عمليات اعتقال واسعة النطاق في أکثر من 120مدينة وتم اعتقال ما لا يقل عن 1000 شخص حتی الان وتم تعذيبهم. وتترکز الاعتقالات الرئيسية بمدن طهران وهمدان وإصفهان وجرجان وإيذه وتاکستان وأردبيل وتبريز واروميه وبرديس وکاشان ودورود وخرم أباد. وقد اعترفت السلطات والاجهزة القمعية في النظام، بما في ذلک قادة قوات الشرطة، باعتقالات في هذه المدن.
ووفقا لهذه الاعترافات الحکومية، فإن 90 في المائة من المحتجزين تقل أعمارهم عن 25 سنة. والعنصر الرئيسي في حشد هذه الاحتجاجات في المدن الکبری کان من الشباب والنساء المنتفضين. وفي العديد من المدن هتفت النساء الإيرانيات في التجمعات الاحتجاجية الشعارات بصوت عال.
هذا هو نفس النظام القمعي الديني المعروف بکراهيته للمرأة، وعلی مدی السنوات الـ 39 الماضية، قمع العديد من النساء تحت ذرائع مختلفه، بما في ذلک عدم وضع الحجاب الاسلامي أو الحجاب الغيرمناسب، والآن نفس هؤلاء النساء المضطهدات يأتين إلی المشهد بقوة مضاعفه ويتحدين جميع ارکان النظام ومطلبهن هو اسقاط النظام.
نظام زرع برياح القمع لمدة 39 عاما والان يجني حصاد الاعصار القادم وهذه هي سنة الحياة وتقليد التاريخ في جميع الثورات: الملک يبقی مع الکفر ولايبقی مع الظلم…
وقد زار جعفري دولت آبادي، المدعي العام في طهران، سجن إيفين في 3 يناير / کانون الثاني، وتفقد ‘وضع الأشخاص الذين تم اعتقالهم وذالک باستجوابهم وجها لوجه’. ووفقا للتقارير، فقد تعرض جميع المعتقلين تحت ضغط شديد للتهديد والترغيب بالرشوة للمشارکة في البرامج التلفزيونية الحکومية.
وتذکِّرنا هذه الممارسات لما يسمی المدعي العام في طهران بالممارسات اللاإنسانية لمدعي عام طهران سابقا سعيد مرتضوي خلال انتفاضة عام 2009 في طهران، التي أعقبتها عمليات اعتقال وتعذيب شديدين ضد المعتقلين وأسفرت عن مقتل عدد من المعتقلين. سعيد مرتضوي قاض سيء السمعة اعتقل لهذا السبب وتمت محاکمته، واضطر قضاء الفقيه إلی حرمانه من شغل مناصب قضائية فيما بعد.
والحقيقة هي أنه في النظام القضائي لنظام ولاية الفقيه في إيران، ما يسمی بالنيابة العامة او مکتب المدعي العام لا معنی ولا مفهوم له. وهذه الاجهزة کلها هي مسؤولية الملا صادق لاريجاني، حيث تقوم هذه الأجهزة رسميا بتعذيب وتهديد المعتقلين لإجبارهم علی الظهور في برامج تلفزيونية جالبة للسخرية ويعترفون بأنهم مرتبطون بحکومات ودول أجنبية ويأخذون الاوامرمنها.
هدف ولاية الفقيه، من خلال جميع أجهزتها القمعية، هو الحفاظ علی سلامة النظام الفاشي الديني، ولا يعرف هذا النظام أي حدود لاستخدام اعمال التعذيب وخلق مناخات الرعب والفزع.
ومع ذلک، أصبحت انتفاضة الشعب الإيراني حديث وسائل الإعلام والعالم، والنظام القمعي غير قادر علی تغطية الحقائق التي تجري في إيران. وقد دعمت الحکومات والدول والرأي العام العالمي الانتفاضة وأيدتها، بما في ذلک الولايات المتحدة وکندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومعظم الدول العربية.
وقالت متحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميرکل، يوم الأربعاء، إن تحرک المواطنين في إيران ضد الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد يستحق الاحترام وقال:
‘من نظر الحکومة الألمانية، الاحتجاجات الشعبية التي لديها الشجاعة لتکون في الشوارع والاحتجاج علی الوضع الاقتصادي والسياسي هي شرعية وتستحق الاحترام’. ألمانيا هي واحدة من الأطراف التجارية الرئيسية للنظام الإيراني ولها ثقل في الاتحاد الأوروبي.
إن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من خلال مجلس الأمن وسائر أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة بالمدافعين عن حقوق الإنسان يريدون الدعوة إلی اتخاذ إجراءات فعالة للإفراج السريع عن المحتجزين.
إن النظام الفاشي الإيراني ينتهک کل القيم والأهداف التي أنشأتها الأمم المتحدة، ولذلک ينبغي طرده من المجتمع الدولي. ومن الجدير بکل الحکومات والأعضاء في الأمم المتحدة أن يقفوا بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية للإطاحة بالنظام القمعي لولاية الفقيه ودعم إرادة الشعب الإيراني.

 


 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة