الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمخاوف جدية في طهران

مخاوف جدية في طهران

0Shares

 

بقلم: منی سالم الجبوري

 

 

لئن أثار نبأ تعيين جون بولتن، في منصب مستشار الامن القومي الاميرکي من جانب الرئيس ترامب ضجة وردود فعل واسعة ومتباينة في العالم کله، لکن أکثر طرفين معنيين بأمر هذا التعيين، هما إيران وکوريا الشمالية، إذ لبولتن مواقف متشددة من هذين النظامين ويدعو دائما للتصدي لهما بحزم وصرامة. وقد ظهرت ردود الفعل السريعة من جانب مسؤولين إيرانيين عن هذا التعيين الذي وصفوه بمثابة التصعيد ضدهم، بل وأن بعضهم مثل علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوری الاسلامي، ذهب أبعد عندما طالب بتعزيز العلاقات أکثر مع روسيا والصين من أجل التصدي للخطر الاميرکي.

الموقف الاميرکي من إيران والذي غلب عليه طابع من تشدد ملحوظ منذ إستلام الرئيس ترامب لمهام عمله في البيت الابيض، من الخطأ إنتظار تليين أو تساهل فيه بل إن الذي يجب إنتظاره دائما هو المضي نحو المزيد والمزيد من التشدد، خصوصا وإن إدارة ترامب تری بأن سبب بروز الخطر الايراني في منطقة الشرق الاوسط والعالم وإنتشار التطرف والارهاب، هو بسبب سياسة التساهل والمسايرة التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق أوباما طوال ولايتين له والتي يصفها العديد من المحللين بالفترة الذهبية لإيران في المنطقة والعالم، ومن هنا فإن تعيين بولت هو بالاساس حاصل تحصيل أمر واقع ودليل عملي علی إن هذا السياق ماض دونما توقف.

بقدر ما کانت إيران في عهد أوباما مطمئنة وهانئة البال ازاء السياسة الاميرکية تجاهها فإنها متوترة ومضطربة إزاءها في عهد ترامب، والذي يجب أن نضعه في الحسبان أن الاوضاع في إيران وخصوصا الاقتصادية والسياسية والامنية کانت أفضل بکثير مما هي عليه الان، ولاسيما فيما يتعلق بالداخل الذي يفور کبرکان ينتظر لحظة الانفجار کما صرح عدد کبير من المسؤولين الايرانيين أو لمحوا الی ذلک. وحتی إن إنتفاضة عام 2009، التي فضل أوباما تجاهلها وخذل الشعب الايراني، قد تمکن النظام من قمعها بقوة، لکن الامر مع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، قد اختلف کثيرا إذ بادر الرئيس ترامب بنفسه الی الاعراب عن تإييدها بقوة، والاهم من ذلک إن جذوة الانتفاضة باقية ولم تخمد کما کان الحال مع الانتفاضة السابقة، وهو الذي يهدد باندلاعها مجددا وفي أية لحظة.

بقيت الملاحظة الاخری المهمة التي يأخذها المسؤولون الايرانيون بمنتهی الجدية، وهي إن جون بولتن بالاضافة الی موقفه المتشدد من إيران، فإنه کان يتردد وبصورة شبه مستمرة علی مؤتمرات وتجمعات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ومن هناک کان قد صرح بأن النظام الايراني سيسقط قبل أن ينتهي العام 2018!

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة