الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانطهران المحاصرة بجيوش المحرومين

طهران المحاصرة بجيوش المحرومين

0Shares


بقلم:کوثر العزاوي

 


عندما يحاصر نظام ديکتاتوري بجيوش الاغلبية المحرومة من شعبه و تتصدی بأيادي و صدور عزل للأجهزة القمعية دونما خوف أو وجل وهي تطالب بالخبز و الحمل و الحرية، فإن ذلک أشبه بجعل ذلک النظام علی حافة هاوية سحيقة، فقد علمنا التأريخ أن جحافل المحرومين و الفقراء و المضطهدين فيما لو وصل غضبها المکبوت الی درجة الانفجار، فإنها في النهاية تصبح قوة و سيل و طوفان جارف ليس بإمکان أحد أن يقف بوجهها، وإن الثورة الفرنسية و الثورة الروسية و الثورة الايرانية أدلة دامغة من التأريخ کشهادة علی ذلک.
هذا النظام وکما ذکر القيادي البارز في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(أکبر و أهم فصيل إيراني معارض للنظام)، وهو يوضح کيف إن النظام يحاول التهرب من غضب الشعب و القفز علی خيارات معالجة الاوضاع الاقتصادية و المعيشية المتدهورة بإثارة الحروب في بلدان المنطقة عندما يقول:” في الوقت الحالي يری النظام الإيراني نفسه محاصرا بجيوش المحرومين من أبناء الشعب الإيراني ويشعر بالسقوط جراء الانتفاضة للشعب الإيراني الذين جاؤوا إلی شوارع أکثر من 140 من مدينة إيرانية ومن جميع المناطق والقوميات والديانات ليهتفوا بشعارات إسقاط النظام وإدانة جميع سياساته الداخلية والخارجية فلا يجد هذا النظام طريقا للهروب من غضب الشعب الإيراني سوی اللجوء إلی إثارة مزيد من الحروب في الدول الأخری.”، وإن هکذا اساليب لم تعد تنطلي علی الشعب الايراني بعد أن صار يردد شعارات من قبيل:( اترکوا سوريا و فکروا بحالنا) أو(لاغزة ولا لبنان روحي فداء لإيران)، وهذا مايؤکد بأن جيوش المحرومين من الشعب الايراني کما وصفها السيد محدثين باتت تضيق الخناق أکثر فأکثر علی رقبة النظام و تسلبه خياراته المخادعة الواحدة تلو الاخری.
شعب صار أغلبيته من الفقراء و بات قرابة 12 مليونا منه يواجهون المجاعة و إرتفعت نسبة البطالة فيه بصورة مرعبة و صار يواجه القمع بأسوء أنواعه خصوصا بعد أن صارت إيران من الدول الاوائل في تنفيذ الاعدامات، وتطبق قوانين غريبة لاوجود لها في عالم اليوم کقانون المفسد في الارض و المحاربة واللتين يسعی من خلالهما لتجيير و إستخدام الدين في قتل و إبادة معارضيه، هذا الشعب و هذا النظام قد وصلا الی مرحلة التقاطع و المواجهة الکاملة، وفي هکذا حالة فإن مصير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يصبح علی کف عفريت، إذ لم نجد في التأريخ کله أحداثا تدل علی إن نظام قمعي قد أباد شعبه کله و جلس علی أشلائهم، فذلک کلام خرافي و المستحيل بعينه، لکننا سمعنا و قرأنا کيف إن جيوش المحرومين قد سحقت أنظمة ديکتاتورية و ألقت بها الی مزبلة التأريخ!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة