الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةالمناسبات8 أبريل 2011، ملحمة "الصمود حتى النهاية"

8 أبريل 2011، ملحمة “الصمود حتى النهاية”

0Shares

8 أبريل 2011، ملحمة “الصمود حتى النهاية”

 في الساعة 4:45 صباح 10 أبريل 2011 شمال معسكر أشرف في العراق

بداية هجوم القوات المعتدية لرئيس الوزراء العراقي العميل، نوری المالکی

على معسكر أشرف تلبية لأوامر خامنئي

 

يذكرنا 8 أبريل 2011 بالملحمة العظيمة التي لا تُنسى في السنوات الأخيرة. ملحمةٌ مليئةٌ بالمشاهد المدهشة لصمود مجاهدي خلق وتمسكهم بمثلهم العليا. صمودٌ بأيدٍ خالية من السلاح في النضال ضد جيش مدرع مدجج بالسلاح

لكن لكي نتذكر الملاحم، والاحتفال الحقيقي بإنجازات الأبطال وتضحياتهم، ومراجعة القيم التي تم وضعها، وإنجازات تلك البطولة، دعونا نلقي نظرة في البداية على كيفية هذا الحدث:

تقرير حول الحدث:

بدأ المالكي، الجلاد المدلل لنظام الملالي، الاستعدادات في 3 أبريل 2011 لسفك دماء جديد في معسكر أشرف، ونشر بعض الدروع في المناطق الواقعة شمال المعسكر. واحتج مجاهدو خلق على هذه الخطوة وأجبروا المدرعات على الانسحاب.

ثم بدأت قوات جديدة في الانتشار حول معسكر أشرف اعتبارًا من مساء 7 أبريل 2011 . وبدأ هجوم القوات المجرمة في الساعة 4:45 من صباح يوم الجمعة 8 أبريل 2011 بحاملات الجنود وسيارات هاموي من ناحية شمال معسكر أشرف، بيد أنهم واجهوا مقاومة بطولية شرسة من سكان المعسكر الأشاوس.

وأدت مقاومة مجاهدي خلق الدموية الحامية الوطيس بعد 6 ساعات من القتال غير المتكافئ نتيجة لاستخدام القوات المعتدية لمجموعة كبيرة من المدرعات والعديد من الكتائب وإطلاق النار المباشر ودهس الأف بعربات هاموي؛ إلى توقف الهجوم في شمال الشارع الرئيسي لمعسكر أشرف. وأقام المعتدون جسرا شمال الشارع الرئيسي وانتشروا في هذه المنطقة. واستشهد في هذا الهجوم 36 فردًا من سكان أشرف، من بينهم 8 نساء من بطلات مجاهدي خلق. ووصل عدد الجرحى إلى 350 فردًا، وأخذت قوات المالكي 6 جرحى كرهائن.

وشارك في هذا الهجوم عدد من حرسيي قوة القدس الإرهابية إلى جانب أعداد كبيرة من قوات الحكومة العراقية. وكانوا يسبون مجاهدي خلق باللغة بالفارسية.

وسرعان ما أصبح الهجوم على معسكر أشرف خبرًا مهمًا في جميع وكالات الأنباء الدولية والعربية تقريبًا.

وأعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي كان موجودًا في العراق آنذاك، عن قلقه على الفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في اليوم التالي إن الحكومة العراقية والجيش العراقي هم من بدأوا الأزمة ونحن مستاءون من هذا الأمر.

وسرعان ما أعربت وزارتا الخارجية البريطانية والنرويجية عن استيائهما من هذا العمل الوحشي الذي قامت به الحكومة العراقية.

وأدانت جميع الأحزاب والجماعات والشخصيات العراقية والإيرانية تقريبًا هذا الهجوم الوحشي بأشد لهجة.

ووزير خارجية نظام ولاية الفقيه هو الوحيد الذي أشاد بالحكومة العراقية على قيامها بهذا الهجوم اللاإنساني على معسكر أشرف، بيد أنه حذر رئيس الوزراء العراقي، قائلاً: ” يا سيادة رئيس الوزراء، إذا لم يسفر تحرككم اليوم عن طردهم برمتهم من الأراضي العراقية فسرعان ما سيتحولون إلى آلة يستخدمها الأجانب لتدميركم وتدمير الحكومة العراقية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان”.

وكان هذا التحذير في حد ذاته دليل واعتراف بهزيمة نظام الملالي في ذلك الهجوم.

 أسباب وخلفيات الهجوم على معسكر أشرف

هزت انتفاضة عام 2009 وانتفاضة الشعب الإيراني اللاحقة بها في فبراير 2011 الشوارع تحت أقدام خامنئي. وظهر أسلوب جديد من النضال في انتفاضة فبراير 2011. حيث قام المواطنون بالهجوم على قوات الشرطة بأياد خالية من السلاح وقلبوا الموازين، وهو أمر لم يسبق له مثيل حتى ذلك الحين. وثار ثائر خامنئي من هذا الأمر. إذ كان الشباب الثائر قد سطر ملحمة في شوارع طهران على غرار مقاومة المناضلين الأشاوس في معسكر أشرف في 28 و 29 يوليو 2009، حيث قاوموا القوات المعتدية المسلحة بوقاية أنفسهم بأيديهم الخالية من السلاح. ولم يستلهموا هذه الطريقة الجديدة في المقاومة من أي مكان سوى من معسكر أشرف، معقل الانتفاضة والمقاومة.

 والجدير بالذكر أن الشعب العراقي أيضًا خرج في مظاهرة ضخمة في 25 فبراير 2011 رافضًا نوري المالكي، العميل الخاتم في إصبع خامنئي، وردد أبناء الوطن العراقي هتاف ” كذاب ..كذاب ..نوري المالكي” وطالبوا بإقالته.

وبناءً عليه، كان أول مكان يجب أن يستهدفه خامنئي هو معسكر أشرف. وكان خامنئي يسعى من وراء الهجوم على هذا المعسكر وإبادته إلى تحييد السم الذي تجرعه وكان يجري في شرايين نظامه بلا انقطاع جراء انتفاضة فبراير 2011. وكان المبرر واضحًا في ذلك الحين، ألا وهو أن مجاهدي خلق استولوا على الأراضي الواقعة شمال معسكر أشرف بغية ضرورة أعادتها إلى المزارعين.

 وبناءً عليه، أرسلت الحكومة العراقية قوات المشاة المكنَّنة المعززة بناقلات الجنود بي إم بي إلى شمال العراق في 3 أبريل 2011 للاستيلاء على شمال معسكر أشرف حتى الشارع الرئيسي. وبمجرد أن علم مجاهدي خلق بالهجوم سارعوا لمواجهتهم وأحبطوا هذا الهجوم المدبَّر بدفع المدرعات إلى الخلف. وعندما نشاهد مقاطع فيديو هذه الفترة سنرى مجاهدي خلق نساءً ورجالاً يشكلون سلاسل بشرية ضخمة بأجسادهم لمنع المدرعات من التقدم. وقاموا في عمل مذهل وفريد من نوعه في التاريخ بدفع المدرعات الثقيلة بأياديهم وأجبروهم على قبول الهزيمة.

وأجبرت هذه الهزيمة نوري المالكي على إرسال قتلته المحترفين مستقلين سيارات هاموي إلى الساحة وبمجرد وصولهم استهدفوا سکان أشرف العزل وأطلقوا عليهم النیران المباشرة، وكان بعض القتلة يسبون سكان أشرف باللغة الفارسية.

 

انجازات ملحمة 8 أبريل

تصدر الهجوم على أشرف أخبار وكالات الأنباء العالمية والعربية. وأسفر صمود معسكر أشرف عن إطلاق سراح 6 رهائن من سكان أشرف، وأثار هذا الصمود موجة جديدة من الدعم الدولي لسكان أشرف. فعلى سبيل المثال، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في 9 أبريل إن الحكومة العراقية والجيش هم من بدأوا هذه الأزمة وإننا غاضبون من هذا الأمر. وأعربت وزارتا الخارجية البريطانية والنرويجية عن استيائهما من هذا العمل الوحشي الذي قامت به الحكومة العراقية. وندد العديد من الشخصيات العراقية والإيرانية بهذا الهجوم الوحشي. وهكذا، أحبط صمود سكان أشرف الأشاوس المؤامرة القذرة التي حاكها خامنئي ونوري المالكي. وأجّل المالكي مصابًا بخيبة أمل شديدة الموعد النهائي لإغلاق معسكر أشرف إلى 31 ديسمبر 2011، وهو ما كان بمثابة انسحاب واعتراف صريح بالهزيمة.

صورة لدهس أبطال مجاهدي خلق بالسيارات أثناء الهجوم على معسكر أشرف في 8 أبريل 2011

صورة لدهس أبطال مجاهدي خلق بالسيارات أثناء الهجوم على معسكر أشرف في 8 أبريل 2011

وقالت السيدة مريم رجوي في أبريل 2012، بمناسبة الذكرى السنوية لملحمة 8 أبريل، والتي أطلق عليها اسم “ضياء أشرف”: ” إن نظام ولاية الفقيه لم يتوقع على الإطلاق أنكم قادرون على تأجيل المهلة حتى نهاية العام الميلادي بإجبار المجتمع الدولي على التدخل في معادلة معسكر أشرف وفي المعادلات السياسية. ولم يتوقع خامنئي على الإطلاق أنكم قادرون على إحباط مؤامرة إبادة حركة المقاومة المنظمة بالانتقال إلى مكان آخر، أي إلى مكان جديد، ألا وهو ليبرتي الحرية، والانتقال إلى مرحلة جديدة”.

ومن قلب هذه الملحمة، وبفضل الدم النقي لأبطالها أصبح شطب مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الأمريكية في أكتوبر 2012 أمرًا ممكنًا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة