الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتليس إنحرافا وإنما أزمة ونهاية نظام

ليس إنحرافا وإنما أزمة ونهاية نظام

0Shares

بقلم سعاد عزيز

 

 عندما تمسك الازمة بخناق الانظمة الديکتاتورية وتجعلها وجها لوجه أمام أخطائها الشنيعة التي لاتستطيع معالجتها والتخلص من أوزارها أمام الشعب المتأهب للثورة ضد هذه الانظمة، فمن العادة أن تبدأ عمليات التبرير والتسويغ المختلفة لتلك الاخطاء وتصويرها وکأنها أخطاء نجمت عن سوء فهم أو عن قصور بعضهم في حين إن النظام وشخص الديکتاتور أبرياء منها براءة الذئب من دم يوسف، فإن هذه المساعي تبدو کمحاولة فريق  کرة قدم مني بعدد کبير من الاهداف في مباريات مصيرية أمام خصمه ولم يبقى سوى لحظات قليلة لکي يعلن الحکم نهاية المباريات!

المحاولات والمساعي الجارية من جانب أقطاب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مستمرة على قودم وساق من أجل الإيحاء بأن الاقطاع الکبيرة وکل المآسي والمصائب التي وقعت على رأس الشعب الايراني، إنما کانت ناجمة عن سوء فهم وليس عن سابق قصد وإصرار کما يحاول أحد منظري النظام المعروفين عندما يخاطب النظام وهو يسعى من أجل کسب ود الشعب وإمتصاص زخم سخطه وغضبه قائلا بأن النظام قد إنحرف عن مساره وتغيرت مطالبه وأهدافه منتقدا تدخلات النظام في المنطقة، ويتساءل: “أين هي المطالب (الأساسية للثورة) مثل حرية التعبير، إلغاء التعذيب، الانتخابات الحرة، سيادة القانون، تأمين حقوق الأقليات، إزالة التمييز ضد المرأة و… وكيف تم استبدالها بشعارات مثل معاداة الاستكبار العالمي، محو إسرائيل من الوجود، الموت لأميركا، الموت للإنجليز، العداء للحضارة والثقافة الغربية، وتصدير الثورة و…ألم نقم نحن أيضا بأعمال (عدائية) في المنطقة؟”، لکن هذا الکلام يبدو وکأن هناك البعض ممن شوه مسير النظام الذي کما يسعى هذا المنظر للإيحاء  بأنه نظام إيجابي ويحمل أفکارا وتوجهات ومبادئ إيجابية، متناسيا بأن هناك سجل أربعة عقود حافلة للنشاطات والاعمال بالغة السلبية لهذا النظام على مختلف الاصعدة بما يثبت وبصورة لاتقبل النقاش إنه نظام ليس فاشل فقط بل وحتى معاد لشعبه ولبلدان المنطقة والعالم والانسانية جمعاء.

الشعب الايراني وخلال مسير 40 عاما مع هذا النظام لم يجد سوى البٶس والفقر والشقاء والمشاکل تلو المشاکل والذي يثير ليس سخرية وإستهزاء الشعب فقط بل وحتى غضبه إن هذا النظام دأب طوال الاعوام الماضية تعليق أسباب فشله وقصوره على شماعات مختلفة بحيث تعطيه صك الغفران والبراءة من إرتکاب کل تلك الاعمال والامور المضرة بحق الشعب الايراني، غير إن الذي صار يصدم هذا النظام ويرعبه أکثر من أي وقت مضى، هو إن الشعب الايراني صار يعرف أين يکمن الخطأ الخطأ الاساسي ومن أين يجب التحرك من أجل تصحيح کل هذه الاخطاء الشنيعة، الخطأ الاساسي يکمن في النظام نفسه الذي فقد کل المبررات الشرعية للبقاء والاستمرار ولاسيما بعد السيول الاخيرة التي إجتاحت 27 محافظة إيرانية وخلفت خسائر روحية ومادية هائلة، وإن الشعب عندما يميل ميلانا عظيما وحاسما للمعارضة الايرانية الفعالة والمتواجدة في الساحة الايرانية والمتجسدة في المقاومة الايرانية التي تدعو لإسقاط النظام کخيار وحيد لحل کافة مشاکل البلاد، فإن ذلك يعني بأن تبريرات منظري النظام ورموزه لن تفيد بشئ وعلى النظام أن يعد العدة لمواجهة نهايته المحتومة.

صوت كوردستان

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة