الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةمقالاتهل يمکن إعادة الثقة؟!

هل يمکن إعادة الثقة؟!

0Shares

بقلم:سهى مازن القيسي

 

لم تعد هناك من ثقة للشعب الايراني بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذا ماقد إعترف به وأکده الرئيس الايراني بنفسه قبل فترة وردده من بعده العديد من القادة والمسٶولين الايرانيين الآخرين، وهکذا إعتراف غير إعتيادي، يضع المتابع للشأن الايراني أمام تطور هام جدا وهو إن الفجوة التي کانت موجودة بين الشعب والنظام قد توسعت بصورة لايمکن أبدا التقريب بين الجانبين، ولاريب من إن هذا الامر بمثابة ناقوس خطر للنظام ولهذا فإن القادة والمسٶولين الايرانيين صاروا يشعرون بقلق بالغ من ذلك وإن معظمهم يفکرون حاليا بطريقة أو اسلوب لمعالجة هذا الخلل وإصلاحه.

لماذا فقد الشعب ثقته بالنظام؟ هل کان ذلك فجأة أم من جراء أمور وقضايا معينة؟ الحقيقة إن موقف الشعب الايراني عندما فقد ثقته بالنظام هو محصلة تراکمية لأربعة عقود من حکم هذا النظام، وإن الشعب وعندما يجد النظام غير مخلص وغير أمين معه طوال کل تلك الاعوام، فمن الطبيعي جدا أن تنعدم ثقته فيه ولکن وفي نفس الوقت، من الصعب جدا على هذا النظام أن يدفع الشعب للثقة به مرة أخرى، خصوصا وإن النظام قد وصل الى مرحلة لم يعد يمتلك خلالها الامکانيات والخيارات ومجالات التحرك کما کان حاله فيما قبل.

الشعب متعطش للحرية والديمقراطية وللتنفيس عن کربته وأوضاعه المزرية، إنه في حاجة ماسة للعدالة من مختلف جوانبها، في حاجة للخبز وللماء وللخدمات العامة وللبنى التحتية ولأسباب الحياة الاخرى، ولکن لايمکن أبدا للنظام أن يوفر ويتيح تواجد هذه الامور والمتطلبات، لأنها وببساطة تتناقض وتتعارض مع الرکائز التي يقوم عليها، والمشکلة التي يواجهها النظام هي إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، ومن خلال ال10 بنود التي أعلنتها والتي تکفل هذه المطالب والامور التي يطالب بها الشعب، قد کسبت ثقة الشعب خصوصا وإن برنامجها شفاف وواضح ليس فيه أي تعقيد أو إبهام.

الشعب يبني ثقته بنظامه بناءا على مايلمسه من إخلاص ووفاء في أعماله ونشاطاته، ثقته يبنيها على ماقدمه هذا النظام من مکاسب ومنجزات للشعب بحيث تحقق وتضمن له التقدم والرفاهية، لکن وعندما يجد النظام يقوم بإهدار ونهب ثرواته وبإشاعة الظلم والفساد وإنتشار الفقر بصورة غير مسبوقة بحيث يصبح أکثر من نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر الى الحد الذي يضطر فيه أبناء الشعب الايراني لبيع أعضاء جسدهم وفلذات أکبادهم من أجل تأمين حياتهم وحياة عوائلهم، فإنه من سابع المستحيلات أن يکون هناك مايمکن أن يدفع الشعب ولو لمجرد التفکير في أن يثق بهذا النظام مرة أخرى.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة