الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتالبديل السياسي لإيران مابعد ولاية الفقيه ...

البديل السياسي لإيران مابعد ولاية الفقيه …

0Shares

بقلم : سعاد عزيز

 

لم تعد هناك في جعبة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مما يکفيها لمواصلة الطريق الذي صار يزداد وعورة مع کونه ينتهي الى هاوية سحيقة، ولذلك فإننا يجب أن ننتظر المزيد من تعقيد الاوضاع ومضيها نحو الاکثر صعوبة ومن دون أي شك فإن الاحتمالات صارت کثيرة لکي يبادر النظام الى تقديم تنازلات للأمريکيين خصوصا وإن أوضاعه الاقتصادية صارت على حافة الهاوية وقد ينهار الاقتصاد الايراني في أية لحظة.

الاحداث والتطورات الجارية في إيران والتي تٶکد جميعها وفي سياقها العام إن زمام الامور لم يعد کالسابق في يد النظام بل وإنه يعيش حالة مواجهة غير مسبوقة مع الاحتجاجات الشعبية التي تتصاعد بإضطراد منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وأکثر شئ يصيب النظام بالذعر هو إن الطرف أو الجهة السياسية المعارضة التي تقف خلف هذه الاحتجاجات ودوام إستمرارها، هي منظمة مجاهدي خلق التي هي أقوى وأکبر معارضـة ضد النظام منذ تأسيسه ولحد الان وإنها الوحيدة التي قطعت کل خطوط الرجعة معه وتصر إصرارا حازما على إسقاطه، ولذلك فإن النظام يتخوف أکثر من أي وقت مضى لأنه يعرف إن حالة المواجهة الحالية التي يعيشها تختلف تماما عن کل الحالات السابقة لأنها جعلت منه هدفا وبشکل خاص بعد أن ردد المنتفضون والمحتجون شعارات تطالب بإسقاط النظام ورفض جناحيه على حد سواء.

النظام الايراني الذي صار واضحا للعيان فشله في إدارة الامور وإن مايعانيه الشعب من مشاکل وأزمات هي نتيجة لذلك وبالاخص بعد أن أطلق يد الحرس الثوري في الاقتصاد الايراني وجعله يهيمن على أکثر قطاعاته ولأن الحرس الثوري لاخبرة له في المجال الاقتصادي وليس من إختصاصه فقد إرتکب أخطاءا کبيرة وفادحة تحمل الشعب الايراني والطبيعة والبيئة الايرانية نتائجها وتداعياتها السلبية، وقد أکدت منظمة مجاهدي خلق على هذه المسألة کثيرا الى جانب ترکيزها على حالة الفساد المستشرية في کافة مفاصل النظام وعمليات سرقة ونهب ثروات وأموال الشعب الايراني، ناهيك عن ماجناه بحق الشعب الايراني في المجالات الاجتماعية، ولم تکتف منظمة مجاهدي خلق بتوجيه النقد للنظام وإنما حددت ووضعت في مقابل ذلك برنامجها ورٶيتها للتصدي ومعالجة تلك المشاکل والازمات بما يفي بکل مايطمح إليه الشعب ويرغب فيه، وهذه النقطة تحديدا هي أکثر شئ يثير قلق وتوجس النظام ولذلك فإنه من المٶکد جدا بأن النظام سيبادر الى تقديم التنازلات تلو التنازلات من أجل أن يحول دون السماح للمنظمة بأن تنجح في مساعيها بإسقاطه والسيطرة على الاوضاع، ولکن المشکلة إن النظام يعيش حالة من أحلام اليقظة لأنه لايمکن له أبدا أن يعود الى سابق عهده من جهة، کما لايمکن أبدا للشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق أن يسمحا له بالاستمرار والبقاء وإن المواجهة ضده قائمة حتى إسقاطه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة