الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيواشنطن تغيّر سياستها في لبنان.. وتقرّر منافسة ايران

واشنطن تغيّر سياستها في لبنان.. وتقرّر منافسة ايران

0Shares


هناک لغة جديدة يستعملها المسؤولون الأميرکيون عند التحدّث عن الشرق الاوسط و إيران، وتشمل هذه اللغة القول “أن الولايات المتحدة في منافسة مع ايران” وأيضاً القول “لتنتصر في المعرکة لا يمکن أن تترک الميدان”.
کان واضحاً ايضاً في شهادة الجنرال جوزيف فوتيل قائد المنطقة المرکزية أمام الکونغرس انه استعمل تعبير “الدفع إلی الخلف” وتعبير “اعادة العجلة” وهي لغة لم تستعملها الإدارة الأميرکية منذ سنوات طويلة، بل بدأت تظهر بعدما أعلن الرئيس الأميرکي دونالد ترمب استراتيجيته تجاه ايران في الخريف الماضي.

حزب الله مشکلة اقليمية
توفّرت للعربية.نت تفاصيل حول ما تحاول الإدارة الأميرکية تنفيذه في الساحة اللبنانية، وتبدو واشنطن الآن عازمة علی عدم اخلاء الساحة لحزب الله وايران، بل تريد ايجاد شرکاء لبنانيين وتسعی للتضييق علی حزب الله بخطوات صغيرة ولکن أکيدة، علی أمل أن تؤتي هذه الإستراتيجية ثمارها.
من الواضح أن الأميرکيين غيّروا مقاربتهم بشکل أساسي من مشکلة حزب الله، وباتوا الآن يعتبرون أن اللبنانيين غير قادرين علی مواجهة التنظيم المسلّح وبالتالي يجب عدم لوم اللبنانيين علی تصرفات حزب الله أو الطلب منهم أخذ الأمور بيدهم ومواجهة حزب الله والقضاء علی نفوذه، بل يعتبر الأميرکيون الآن أن مشکلة حزب الله هي مشکلة المنطقة ويجب التعاطي معها علی مستوی اقليمي.


لا عقوبات اضافية
هذا التغيير في الموقف حتّم علی الإدارة الأميرکية اجراء تعديلات کبيرة في معالجتها موضوع لبنان لدی التحدّث مع الکونغرس الأميرکي ومع اسرائيل.
فالإدارة الأميرکية باتت تسعی مع اعضاء الکونغرس للتخلّي عن سياسة العصا الغليظة وتدعوهم للتراجع عن فرض العقوبات الشاملة والکبيرة، وتريد الادارة من الکونغرس ان يتفهّم “حقيقة” ان العقوبات وصلت الی أقصی فاعليتها وان المطلوب الآن هو خنق موارد حزب الله.
هذا “التجفيف” لموارد حزب الله هو عمل تقوم به الولايات المتحدة الاميرکية مع حلفائها حول العالم من خلال محاصرة استثمارات حزب الله، ومکافحة غسل الاموال والتهريب ومنع عملاء الحزب من نقل الاموال عبر التحويلات الدولية. وتعتبر الادارة الی حدّ کبير ان لبنان لا يستطيع ان يقوم بالکثير في هذا المجال.

لا حرب أخری
أما بالنسبة إلی اسرائيل، فباتت الإدارة الأميرکية علی قناعة أن اسرائيل ترکّز جهودها علی التهديد العسکري لحزب الله، فهو يقتني الصواريخ ويوجيها الی الاراضي الاسرائيلية. وتری واشنطن الآن ان هذا ترکيز اسرائيلي علی جزء من المشکلة فيما المشکلة واطار الحلّ أکبر من ذلک.
تريد الإدارة الأميرکية أن تقنع اسرائيل اولاً أن مشکلة حزب الله هي مشکلة إيران، ويجب التعاطي مع أصل المشکلة، وان التعاطي مع مشکلة حزب الله عن طريق الحرب فشلت في السابق. ثانياً اضطرّت اسرائيل للاستعانة بالولايات المتحدة وسط المعارک السابقة والولايات المتحدة لا تريد ان تری حرباً أخری، بل تريد معالجة مشکلة حزب الله وعلی المدی الطويل من خلال خطوات صغيرة وتراکمية.


واشنطن البراغماتية
يحذّر الاميرکيون عند التحدّث عن المعالجات علی أمرين، الاول هو تحاشي التحرکات الحادة لانها تتسبب بانفجارات، ثانياً ايجاد تحالفات عل الارض.
من الواضح ان وزارة الدفاع الأميرکية وقيادة المنطقة المرکزية ووزارة الخارجية تری في الجيش اللبناني “افضل استثمار” علی الاطلاق، وکلما تحدث مسؤول اميرکي تسمعون الاقوال ذاتها، مثل ان “الولايات المتحدة تری في الجيش اللبناني شريکاً استراتيجياً”، و”افضل نتيجة حصلنا عليها منذ عادت المساعدات في العام 2006 ” کما يتحدّثون عن انجازات الجيش في معرکة عرسال العام الماضي عندما واجه التنظيمات الارهابية في محيط البلدة الحدودية المتاخمة لسوريا.
من اللافت ان الاميرکيين باتوا يتحدثون ايضاً بلغة عملية وبعيداً عن النظريات والمواقف العقائدية، فهم يقولون انهم علی علم بوجود عملاء لحزب الله في الجيش اللبناني، لکنهم يؤکدون ان هذا لن يمنعهم من العمل مع القوات المسلحة في لبنان، ويعبّرون عن ثقة بقائد الجيش الحالي جوزيف عون، کما باتوا يعتبرون ان باستطاعتهم استغلال علاقة رئيس الجمهورية الحالي ميشيل عون بحزب الله لنيل نتائج ايجابية.
فالاميرکيون تحدّثوا الی ميشال عون أکثر من مرة لمنع حزب الله من استقدام تصنيع الصواريخ الی الاراضي اللبنانية، لان هذا سيجلب ردّات فعل عنيفة علی لبنان وهذا ما لا يريده عون بل يستطيع ان يحقق نجاحاً في تفاديه.


سطوة حزب الله
في مؤشّر جديد علی اعادة تقييم واشنطن لعلاقات السياسيين اللبنانيين بحزب الله، يعبّر الاميرکيون عن ثقتهم بوجود تباعد بين ميشيل عون وحزب الله وقد ظهر ذلک عندما أجری تعيينات لضباط في مناصب قيادية ولم يکن حزب الله راض عنها.
کما يشير الاميرکيون الی ان رئيس الحکومة الحالي سعدالدين الحريري ادلی بتصريحات سياسية تنمّ عن بعده عن حزب الله ويری الاميرکيون هذه التصريحات والمواقف مؤشّراً ايجابياً علی مقاومة اللبنانيين لسطوة حزب الله.
الی کل هذا، يعبّر الاميرکون عن ثقتهم بأن الدولة اللبنانية لن تسقط في يد حزب الله لدی اجراء الانتخابات النيابية، فقد أکد مسؤولون اميرکيون منذ اشهر في تصريحات للعربية.نت عن رغبة الادارة الحالية باجراء هذه الانتخابات من ضمن “العملية الديموقراطية”، والآن يؤکد الاميرکيون ان حزب الله لن يتمکّن من جمع أکثر من 27 نائب، هم مجموع المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية في مجلس النواب، اما ما تبقّی، وعلی رغم التحالفات السياسية، سيبقی خارج سيطرة حزب الله.
الی کل هذا، يدعو الاميرکيون القوی السياسية العربية الی اعادة دعمها للبنان، والعمل مع الولايات المتحدة والمجموعة الدولية لدعم الدولة اللبنانية، خصوصاً ان مقاطعة الدولة اللبنانية لن تجدي نفعاً في منافسة ايران علی لبنان.
إن ما نراه الآن، هو تحوّل في الموقف والاداء الأميرکي تجاه لبنان ويعکس تحوّلاً في السياسة الاميرکية من تصرفات ايران في منطقة الشرق الاوسط.


نقلا عن العربية نت

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة