الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتمنبر يجب الاهتمام به عربيا

منبر يجب الاهتمام به عربيا

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

هناك حضور و تناول لافت في الاعلام العربي للملف الايراني من مختلف الجوانب ولاسيما بعد الاحتلال الامريکي للعراق و التطورات التي حدثت في سوريا عام 2011 و أعقبت التدخل الايراني فيها، لکن الذي صار جديرا بالملاحظة و التأمل، هو إن الاعلام العربي بدأ في تسليط الاضواء على المعارضة الايرانية والدور الذي تضطلع به في المعادلة السياسية الايرانية القائمة بعد تجاهل إستمر لقرابة 3 عقود، وقد حظي و يحظى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي مقره في العاصمة الفرنسية باريس و تقودها السيدة مريم رجوي، بإهتمام و قسط وافر نظرا لکونه يعبر عن کافة أبناء الشعب الايراني و ليس مختصا بعرقا أو دينا أو فئة أو طيفا محددا، ولاريب من إن سر هذا الاهتمام يعود الى النشاطات و الفعاليات الدٶوبة و المستمرة لهذا المجلس دونما إنقطاع و علاقته الصميمية بالشعب الايراني.

المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي تشکل منظمة مجاهدي خلق، عمودها الفقري و القوة السياسية الاکثر دورا و تأثيرا فيه، إستقطبت إهتمام الاعلام العربي لکونها قد قامت بدورها بالترکيز بصورة ملفتة للنظر على دور النظام الايراني في بلدان المنطقة و قدمت الکثير من الادلة و المستمسکات العينية الهامة التي تثبت تورط هذا النظام بتدخلاته المشبوهة في الشٶون الداخلية لها، ومما عزز مکانة هذا المجلس لدى الاعلام العربي هو مصداقيتها في نقلها و عکسها للتقارير التي تتضمن معلومات هامة عن الدور الايراني في المنطقة.

التحرکات الدولية و الاقليمية و الايرانية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و المکانة التي تبوأت بها على مختلف الاصعدة، دفع الاعلام العربي ولأسباب مختلفة لانجد حاجة لذکرها، الى الاهتمام بنشاطات هذا المجلس و الذي جاء متأخرا الى حد ما، لکن وبعد أن شاهد الاعلام العربي التأثيرات و الانعکاسات الواسعة للتجمعات السنوية العامة للمقاومة الايرانية و التي تقام في باريس کل سنة، وکونها أشبه ماتکون بمٶتمرا دوليا يتناول و بشکل نقدي حرفي الادوار المشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية داخليا و عربيا و دوليا، فقد صار له دور يمکن الاشارة له بالبنان رغم إنه لايزال بحاجة لتطويره لخطورة الدور الايراني و تأثيراته السلبية على الامن و الاستقرار في المنطقة.

التجمع العام للمقاومة الايرانية القادم الذي سيقام في الثلاثين من حزيران/يونيو في باريس، والذي تشير التوقعات الى ان أکثر من 100 ألف مواطن إيراني من سائر أرجاء العالم سيتقاطرون عليه الى جانب المئات من الشخصيات السياسية المرموقة على المستويات المختلفة، وأهمية تجمع هذا العام يأتي للأسباب التالية:

ـ إنه يتزامن مع تزايد الضغوطات الدولية و الاقليمية الرافضة للدور المشبوه لهذا النظام على الصعيدين الدولي و الاقليمي.

ـ إنه يتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الداخلية و التي تأتي کإمتداد لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والدور البارز لمنظمة مجاهدي خلق فيها.

ـ إنه يتزامن مع إتساع دور و حضور هذا المجلس داخليا و إقليميا و دوليا خصوصا بعد أن بات المجتمع الدولي يأخذ بالکثير من آرائه و توجهاته و طروحاته بشأن کيفية التعامل مع النظام الايراني.

ـ إنه يتزامن مع تصاعد الرفض و الکراهية من قبل شعوب و بلدان المنطقة للتدخلات الايرانية و المطالبة بإنهائها و الاختلاف الکبير الذي دب بين الروس و الايرانيين بشأن تواجد الاخير في سوريا.

من هنا، فمن المهم جدا أن يکون هناك حضور عربي مميز في هذا التجمع الذي تدل کل الشواهد على أنه من الممکن جدا أن يصبح مصيريا و يعقبه التغيير الکبير في إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة