الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتهذا مصير من لايراهن على شعبه

هذا مصير من لايراهن على شعبه

0Shares

بقلم :  رٶى محمود عزيز

 

ليس هناك من نظام سياسي يعاني من أوضاع عويصة و صعبة جدا و حصار و تضييق خانق عليه من کل الجهات، کما نجد مع نظام الجمهورية  الايرانية، هذا النظام الذي راهن على کل شئ ماعدا شعبه و إرادة و طموحات شعبه ولهذا فمن الطبيعي و المتوقع جدا أن يصل به الحال الى هذا المفترق المصيري.

 منذ أن نجح التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية من مصادرة الثورة من أصحابها الحقيقيين و إسباغ طابع عليها أفقدها ماهيتها الانسانية التحررية و إيمانها بالاسلام الديمقراطي المتنور المنفتح على الآخر، فإن الشعب الايراني يعاني من أوضاع إستثنائية و لايمر عليه يوم إلا و يجد نفسه أمام أوضاع أصعب و أکثر تعقيدا من الامس.

 الاعتماد على القمع في التعامل مع الشعب و التمادي في إستخدامه الى حد غير مألوف، کان من أهم السمات الواضحة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکنه لم يقف عند هذا الحد وانما تعداه الى الحياة المعيشية للشعب الايراني، خصوصا عندما جعل تنفيذ مخططاته المشبوهة الموجهة ضد أمن و إستقرار المنطقة و ضد شعوبها بشکل خاص، على حساب لقمة عيش العائلة الايرانية، وإن هذا التصرف الخاطئ من کل الجوانب، قد إنعکس على النظام عندما إنقلبت الامور ضده بعد المواقف الروسية الاخيرة التي تطالب النظام بإخراج قواته و ميليشيات حزب الله و الميليشيات العميلة له من سوريا، کما إن الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، جاء هو الاخر کصفعة أخرى لهذا النظام عندما قام بتبديد المليارات من الاموال الايرانية المجمدة على تدخلاته في المنطقة و تقوية أذرعها فيها من دون أن يخصصها لشعبه، وهذا الامر کانت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد حذرت منه على أثر توقيع الاتفاق النووي في تموز 2015، وطالبت بأن تشرف لجنة دولية على صرف الاموال المجمدة لصالح الشعب الايراني لأن النظام سيقوم بصرفها على مخططاته المشبوهة و على تدخلاته في المنطقة و برامجه التسليحية، وقد صدق ظن السيدة رجوي بإعتراف المجتمع الدولي، وهذا الامر أکسبها ثقة علية أمام الشعب الايراني بشکل خاص و رفع من رصيدها کقائدة له خصوصا وإن هناك أيضا عدد کبير من التحذيرات و التوقعات المتعلقة بهذا النظام قد کانت في محلها، ولذلك فإن إلتفاف الشعب حول منظمة مجاهدي خلق في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي لم يکن مجرد صدفة بل إنه قناعة و إيمان شعب بالقيادة الوطنية المخلصة لهذه الزعيمة الشجاعة، ولاريب من إن أهم أسباب إيمان شعبها بها هي إنها راهنت و تراهن دائما على قوة و إرادة الشعب الايراني و تعتبره المقياس و الفيصل في کل شئ، وهذا الامر سيتم ومن دون أدنى شك تسليط الاضواء عليه بصورة دقيقة و مرکزة في التجمع السنوي العام الذي سيقام في 30 حزيران/يونيو القادم في باريس و سيعرف العالم کله مدى الترابط الکبير بين الشعب و المقاومة الايرانية و في نفس الوقت مدى الانفصام و التعارض بينه و بين النظام الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة