الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتالهدف المرعب

الهدف المرعب

0Shares

بقلم:نجاح الزهراوي

 

مفارقة غريبة من نوعها تجري أحداثها حاليا، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کان طوال الاعوام و عبر طرق و اساليب مختلفة يسعى للتکيف و التأقلم مع الاوضاع و الظروف الخاصة بالمنطقة ومن خلال ذلك توفير عوامل و دوافع بقائه و إستمراره، لکن اليوم يجري أمر مغاير و مخالف لذلك تماما، إذ هناك إجماع داخلي داخلي و إقليمي و دولي على ضرورة تغيير هذا النظام و إعتبار ذلك يخدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.

الشعب الايراني الذي قاسى الکثير من هذا النظام وعانى کشعب مالم يعانيه أي شعب آخر من نظامه الديکتاتوري،يجد أن کل الطرق تقود الى ضرورة تغيير هذا النظام الذي صار عبئا کبيرا عليه و هو يمثل ليس خطرا عليه و على أجياله القادمة فحسب وانما حتى على شعوب و بلدان المنطقة و العالم، والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار إن الشعب الايراني لم يطالب بالتغيير وهو جالس و يحلم بذلك بل إنه يناضل من أجل ذلك و مستمر في إنتفاضته الشجاعة و إحتجاجاته المتواصلة، وقد صار معلوما للعالم کله رغبة الشعب الايراني الجامحة هذه و التي صارت ترعب الاوساط الحاکمة في طهران.

إقليميا، فإن شعوب المنطقة التي واجهت و تواجه أوضاعا إستثنائيا و إختلالا کبير في أوضاعها السياسية و الامنية و الاجتماعية بسبب من تدخلات هذا النظام في شٶونها الداخلية، وإن المواجهات و الحروب الدامية التي جرت و تجري في اليمن و العراق و سوريا و لبنان، إنما کلها بسبب هذه التدخلات التي تتعارض و بصورة واضحة جدا مع مصالح هذه الشعوب، خصوصا وإن هذا النظام قد بذل جهودا کبيرة من أجل التلاعب بالبناء الديموغرافي لشعوب العراق و اليمن و سوريا و لبنان، ولهذا فإن شعوب و بلدان المنطقة تجد نفسها مضطرة لأن تدعم أي جهد بإتجاه تغيير النظام في إيران ولاسيما إذا ماکان من جانب شعبه و المقاومة الايرانية.

دوليا، فإن البلدان الغربية تجد في إستمرار هذا النظام خطرا يحدق بالسلام و الامن و الاستقرار الدولي، ولاسيما وهو يعمل کل مابوسعه من أجل التأثير السلبي على الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية، ومن هنا فإنها"أي الدول الغربية"، تٶکد هي الاخرى أيضا على ضرورة تغيير النظام الإيراني باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. خصوصا بعد أن أکد رودي جولياني، محامي الرئيس دونالد ترامب على ذلك، مشددا على إن الرئيس ترامب قد أعلن عن رغبته هذه بشکل صريح.

کل هذه الرغبات و المطالب من جانب الشعب الايراني و شعوب و بلدان المنطقة و العالم، والتي سبق أن أکدت عليها المقاومة الايرانية خلال العقدين المنصرمين بشکل خاص، تجري کلها بإتجاه واحد و تجعل من ليل النظام نهارا و من نهاره ليلا، وکيف لا وهي تسعى من أجل هدف مرعب للنظام و هو تغييره!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة