الجمعة, مايو 10, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانباب الرياح العاتية

باب الرياح العاتية

0Shares

بقلم:سهی مازن القيسي


لم يعلم هتلر إنه وبعد إحتلاله لبولندا قد فتح بابا علی نفسه و علی المانيا، ليس فقط لن يتمکن من إغلاقه وانما ستهب منها رياح عاتية و تطيح بکل أحلامه و طموحاته و تضع حدا لها، وهو أمر حدث قبل هتلر و حدث أيضا بعده، وکلها بمثابة دروس و عبر لمن يتعظ منها.
المراهنة علی اساليب القمع و القسر و الاکراه وعدم الاکتراث بالآخر و إعتباره نسيا منسيا، هو من ضمن الخصائص الاساسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي التي عانی و يعاني بسبب منها الشعب الايراني، هذه المراهنة الخاطئة و المعادية للأفکار و القيم الانسانية وفي مقدمتها الحرية، جعلت هناک حالة من التقاطع الکامل بين الشعب الايراني و النظام القائم، هدا التقاطع الذي دفع النظام ليصعد و يتمادی في اساليبه القمعية ظنا منه بأنها الطريق الوحيد للسيطرة علی الاوضاع و الامور، کما يتصور و يؤمن کل نظام ديکتاتوري قمعي، لکن وفي الحقيقة فإنه قد فتح منذ البداية بابا علی نفسه جعلته يبالغ کثيرا في إراقة الدماء و زهق الارواح ولاسيما بعد إرتکابه لمجزرة صيف عام1988 التي أعدم خلالها أکثر من ثلاثين ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، هذا الباب الذي تسبب في فتح مئات الابواب بوجه النظام و کلها أبواب تعصف بالنظام وبشکل خاص باب الرفض الشعبي له و الذي يمکن أن نسميه باب الرياح العاتية.
إنتفاضة يناير 2018، التي فاجأت العالم کله و أخذت النظام علی حين غرة خصوصا وإنها جسدت ملحمة نضالية جريئة من أجل الحرية، کان أهم ماميزها و أذهل النظام و أفقده توازنه هو الدور الريادي البارز لمنظمة مجاهدي خلق فيه، وإن قيادة المنظمة للانتفاضة تعني إن الشعب قد صمم علی المضي قدما في طريق الصراع ضد النظام الی النهاية، أي إسقاطه، فمنظمة مجاهدي خلق قد رفعت منذ أعوام طويلة شعار إسقاط النظام بإعتباره الخيار الوحيد الذي ينفع للتعامل به مع هذا النظام، وإن رفع و ترديد شعار”الموت للديکتاتور”، من قبل الشعب في الانتفاضة، قد أکدت ذلک بکل وضوح، وهو يعني أيضا بأنه وکما إن النظام قد حزم أمره مع القمع الی النهاية، فإن الشعب أيضا أعلن من جانبه بأنه إختار طريق الحسم مع النظام من خلال إسقاطه.
إنتفاضة يناير 2018، ليست في الحقيقة إلا إيذانا ببدء العاصفة التي طالما تخوف منها النظام، وهي العاصفة العاتية التي لن تهدأ إلا بعد أن تذري بالنظام ذروا، وهي قد إنطلقت في الواقع من نفس ذلک الباب الذي راهن عليه النظام منذ 38 عاما، ولکن جاء اليوم الذي سيلقن فيه الشعب الايراني النظام الدرس النهائي ليصبح عبرة لکل من راهن علی الديکتاتورية و القمع و الاستبداد.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة