الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتيجب أن تعي طهران ذلك جيداً

يجب أن تعي طهران ذلك جيداً

0Shares

بقلم:کوثر العزاوي

 

ليس هناك من أدنى شك بأن الاعوام الثانية التي قضاها الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما في البيت الابيض، کانت أعواما ولا في الخيال بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما إدا ماقمنا بمقارنتها بعهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، هذه الاعوام التي وصفها العديد من المراقبين السياسيين بأنها کانت بمثابة الفترة الذهبية لطهران، يبدو إنها ليس قد ولت الى غير رجعة فقط وانما قد تبعها عهد أقل مايقال عنه بأنه الاتعس في تأريخ العلاقات الامريکية ـ الايرانية.

عندما يصف رئيس لجنة الرواتب في المجلس الأعلى للمجالس العمالية في إيران، فرامرز توفيقي، في تصريحات له يوم الخميس الماضي من إن ارتفاع تكاليف المعيشة في بلاده بأنها "لا تطاق". وقال: "إن التضخم في سلة الغذاء اجتاز 48%". وأضاف قائلا"إذا لم تتغير السياسات، فإن المستقبل سيكون أكثر قتامة مما هو عليه اليوم"، مضيفا: "إننا على أعتاب وصول المواد الأولية والخام إلى أسعار مرتفعة". هذا الکلام يدل في خطه العام على إن الاوضاع في إيران قد وصلت الى مستوى غير إعتيادي وإن إحتمال تحمله من الشعب على المدى القصير وليس الطويل قد بات مستبعدا، وفي ظل هکذا وضع مزري، ومع قرب موعد تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات الامريکية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، فإن تأکيد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يوم الخميس المنصرم بأن بلاده ستمارس أقصى الضغط ضد نظام طهران من أجل الانصياع للمطالب الأميركية. يعتبر بمثابة إنذار جدي جديد للنظام، إنذار لايمکن تجاهله أو التقليل من شأنه ولاسيما وإن إدارة ترامب قد أثبتت جديتها وقاطعيتها في التصرف مع النظام الايراني.

التصريحات التي أطلقها بولتون من العاصمة الارمينية أيروان، أکد فيها وبحزم واضح قائلا:" سننفذ العقوبات بقوة. نحن لسنا مثل إدارة أوباما. سنضغط على إيران لأننا نعتقد أن سلوكهم في الشرق الأوسط وحول العالم، شرير ويجب أن يتغير". هذا الکلام الذي يشير بوضوح وعن سابق قصد وإصرار بأن ماينتظر النظام الايراني هو الاسوأ، يترافق مع إحتجاجات عارمة تجتاح إيران منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017. والتي تقودها منظمة مجاهدي خلق، حيث ترفع فيها شعارات رافضة للنظام وتطالب بإسقاطه مع ملاحظة إتساع دور ونشاطات"معاقل الانتفاضة"التي قامت المنظمة بتشکيلها من أجل إستمرار وديمومة الانتفاضة، ومن الواضح جدا بأن الاسابيع القادمة ستکون ليست صعبة بالنسبة للنظام وانما حساسة وبالغة الخطورة إذ إن إحتمالات إندلاع الانتفاضة مجددا وعلى أشدها في سائر أرجاء إيران، أمر يمکن ترجيحه في ضوء الاحداث والتطورات المتسارعة والتي کلها لاتخدم طهران والتي يجب عليها أن تعي جيدا بأن الامور کلها صارت تسير في إتجاه نهايته ليس في صالحها.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة