الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيفورين بوليسي: علی أمريکا منع الممر الجوي الإيراني نحو سوريا

فورين بوليسي: علی أمريکا منع الممر الجوي الإيراني نحو سوريا

0Shares


قالت مجلة فورين بوليسي الأمريکية، إن الوقت لم ينفد أمام الولايات المتحدة الأمريکية لمنع إيران من تحويل سوريا إلی ممر جوي لها، وذلک من خلال وضع حد للسياسات الأمريکية المضللة التي شجعت إيران علی الاستمرار في جهودها لتحويل سوريا إلی قاعدة متقدمة لها.
وتشير المجلة إلی أن التقييمات التي کانت تصدر سابقاً کانت تحذر من مغبة نجاح إيران في إنشاء ممر بري يصل طهران بالبحر الأبيض المتوسط دون عوائق، وهو الجسر الذي سيربط إيران بحلفائها في کل من سوريا ولبنان، الأمر الذي يوفر إمکانية أمام إيران لشن هجمات علی “إسرائيل”.
ولکن الحقيقة أن إيران ليست بحاجة إلی وجود ممر بري في ظل وجود ممر جوي، وهو الذي استخدمته إيران منذ العام 2011 لنقل الآلاف من المقاتلين وأطنان الأسلحة إلی دمشق، في إطار دعمها لنظام بشار الأسد.
في العام 2011 استکملت الولايات المتحدة انسحابها من العراق، في الوقت الذي کان بشار الأسد يواجه ضغوطاً کبيرة من قبل شعبه في ربيع ذلک العام، قبل أن يتحول الصراع إلی دموي، ومع تقلص دور الولايات المتحدة ونهاية وجودها في العراق، قامت حکومة بغداد بفتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإيرانية للمرور إلی سوريا.
ولم تقم إداراتا الرئيس السابق باراک أوباما، واللاحق دونالد ترامب، بالکثير لتعطيل هذا الممر الجوي، فقد تمکنت إيران من خلاله من تطوير ترسانة “حزب الله” اللبناني لتکون أفضل ممَّا کانت عليه عند اندلاع حرب العام 2006 مع “إسرائيل”، کما نجحت بنقل التکنولوجيا اللازمة لإنشاء مصنع للصواريخ، معززة بذلک قدرة الحزب في أي مواجهة مقبلة مع تل أبيب.
کما نجحت إيران في نقل عشرات الآلاف من مقاتلي المليشيات الشيعية وأسرهم إلی سوريا علی مدی سنوات، ما أسهم في دعم مجهود الحرب للنظام السوري والاستمرار في عملية التطهير العرقي للعرب السنة بسوريا، والأهم من ذلک أن إيران نجحت في الحفاظ علی هيمنتها علی سوريا، وهو ما مکن قوات الحرس الثوري الإيراني من الانتشار بشکل دائم قرب الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجود جسر جوي يربط طهران بحلفائها في سوريا ولبنان وفر عليها الکثير من الجهد في عمليات النقل البحري، التي کانت تعتمدها سابقاً لنقل السلاح عبر الموانئ الإيرانية وصولاً إلی سوريا، خاصة مع الحظر الدولي المفروض علی إيران.
لقد سعت إيران إلی مد حلفائها بالسلاح عبر البحر والبر والجو، وکانت کثيراً ما تبحث عن الطرق المناسبة لذلک، ولعل واحدة منها ما کانت تقوم به طهران من إرسال شحناتها بالطائرات إلی المطارات العراقية ومنها براً إلی سوريا.
وتشير المجلة إلی أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وفي أوج الحصار الذي کان مفروضاً علی النظام في دمشق من قبل المعارضة السورية، نسق مع موسکو لإطلاق أکبر عملية لنقل الأسلحة والمعدات إلی سوريا، مستخدماً العشرات من شرکات الطيران التجارية الإيرانية والسورية.
ففي الفترة من يناير 2016 وحتی مايو 2017، سجلت شرکة إيران للطيران 140 رحلة إلی دمشق کانت تحمل الذخيرة، بالإضافة إلی العديد من الشرکات الأخری التي ما زال بعضها مستمراً حتی اليوم.
فقد سجلت شرکة “ماهان” 379 رحلة جوية منذ يناير 2016، هذا بالإضافة إلی الخطوط الجوية السورية، وشرکة أجنحة الشام، وشرکة “بويا اير” المملوکة للحرس الثوري الإيراني، ليبلغ عدد الرحلات التي قامت بها هذه الشرکات من إيران إلی دمشق أکثر من 1500 رحلة جوية، ليکون الجسر الجوي الذي يربط إيران بسوريا أسرع وأکبر بکثير من الخطوط البحرية أو البرية التي کانت تسلکها إيران سابقاً لدعم حلفائها في سوريا ولبنان.
وتقول المجلة إنه لا يمکن للولايات المتحدة أن تعترض الطائرات الإيرانية وتفتشها وتستولي عليها کما تفعل مع سفنها، إلا أن قصف مدارج مطار دمشق قد يعرقل بشکل مؤقت هذا الجسر الجوي، ولکن يبقی أن لدی سوريا مطارات مدنية أخری، مثل مطار اللاذقية، وقصف مطار کهذا يمکن أن يثير غضب روسيا، ومن ثم فإن البديل يتمثل في فرض عقوبات جديدة علی شرکات الطيران الإيرانية، وعدم السماح لإيران باستغلال رفع العقوبات لتجديد أسطولها الجوي، وهي التي تعاقدت لشراء نحو 300 طائرة من شرکتي بوينغ وأيرباص.
وکما تقول الفورين بوليسي فيمکن للولايات المتحدة منع هذه الصفقات التي لا يمکن المضي بها دون الحصول علی تراخيص تصدير من وزارة الخزانة الأمريکية، والتي يمکن أن تفرض شرطاً بأن لا تستخدم هذه الطائرات إلا لأغراض تجارية، وهو إن وافقت عليه إيران فإن بإمکانها أن تسير جسرها الجوي إلی سوريا من خلال الطائرات القديمة التي لا تکون مشمولة بهذا الشرط.
وتختم المجلة تقريرها بالإشارة إلی أن الطائرات الإيرانية اليوم تقوم بمهمة دعم القتل اليومي للشعب السوري، وأيضاً فتح باب التصعيد مع “إسرائيل”، ومن ثم فإن السماح لإيران بشراء طائرات جديدة سيکون مؤشراً واضحاً علی أن البيت الأبيض عاجز عن تعطيل مسار إيران الحتمي نحو الحرب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة