الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي هو الخاسر الأكبر في مسرحية غير مكتملة

خامنئي هو الخاسر الأكبر في مسرحية غير مكتملة

0Shares

عقد خامنئي اجتماعًا بالفيديو كنفرانس يوم الأحد الموافق 27 يونيو 2020، مع جلادي السلطة القضائية بمناسبة أسبوع القضاء. وكان الهدف الرئيسي للولي الفقيه من وراء كلمته في هذا الاجتماع هو الإعداد لمسرحية مكافحة الفساد التي نالت فضيحتها منه هو شخصيًا.

 

وقبل أيام قليلة، كلّف خامنئي الجلاد رئيسي بتصدر المشهد في مقابلة متلفزة لهذا الغرض، وإما أنها فشلت أو أنها كانت مقدمةً وتمهيدًا لتصدر خامنئي المشهد شخصيًا.

وفي هذا الصدد، قال خامنئي إن التحقيقات المتعلقة بالفساد في السلطة القضائية لا يجب أن تتأثر بالتأليبات وافتعال الاجواء.

وخوفًا من وصول نطاق مستنقع الفساد في السلطة القضائية إلى مقر ولاية الفقيه، قال خامنئي: "يجب على الشباب أن يحرصوا على ألا ينالوا من المسؤولين السابقين في السلطة القضائية حيث أن ذلك هو الهدف الرئيسي لمعادي النظام".  

 

وكان من المفترض أن تستهدف مسرحية الفساد بتمثيل الملا الجلاد رئيسي، آملي لاريجاني، بيد أنه في خضم دهشة الجمهور عكس الولي الفقيه الوضع 180 درجة وجعل آملي لاريجاني بطلًا لمكافحة الفساد، قائلًا: "إن مكافحة الفساد بدأت في مرحلة آملي لاريجاني وأنه هو من بدأ هذا الكفاح في الداخل والخارج على حد سواء، ولا ينبغي تجاهل ما قام به". 

 

احتياج خامنئي لمسرحية مكافحة الفساد

 

بينما تصدر خامنئي المشهد للإعداد لمسرحية مكافحة الفساد المفضوحة، تظاهر في نفس الوقت بطريقة سخيفة مرة أخرى بمكافحة الفساد، قائلًا : "في حالة عدم التركيز على الناس عندما ينظرون إليك وأنت تتصدى للمفسدين وتقتحم الميدان بإرادة قوية، تغمرهم السعادة ويحدوهم الأمل في الغد".

 

وينبع هذا التناقض الفاضح من موقف خامنئي المتناقض، حيث أنه من ناحية يحتاج إلى مسرحية مكافحة الفساد. ومن ناحية أخرى، يُفجر مستنقع الفساد ويلوث النظام الفاشي برمته حتى تبدأ هذه المسرحية.

وينبعث احتياج خامنئي لمسرحية مكافحة الفساد من الحاجة إلى تهدئة المناخ الاجتماعي المنفعل إلى أبعد حد، ولكن السبب الأهم هو محاولة حل مشكلة الخلافة، فخامنئي يسعى إلى تعيين رئيسي الطالب الجاهل الذي لا  إنجاز له في النظام الفاشي سوى أنه جلاد مجاهدي خلق ؛ في منصب الولي الفقيه.

 

لذلك، من الضروري له أن يصنع منه شخصية تكافح الفساد، بيد أنه يبدو أن الملا لاريجاني الذي يعتبر نفسه من كبار المعممين في مدرسة الملالي لا يكترث بما يقوله رئيسي؛ لذلك، حتى عندما كان آمولي لا يزال في منصبه عين خامنئي الملا محمد يزدي نائبًا له ليطلعه على الفساد المتفشي في مدرسة الملالي.

  بيد أن لاريجاني، الذي عانى كثيرًا من نظام الملالي قال ردًا على يزدي وفي الواقع ردًا على خامنئي: "إن صدري هو الصندوق الأسود لأسرار الولي الفقيه".

أي أنه مهما تمارسوا من ضغط عليّ فأنتم الخاسرون، ونتيجة لذلك، تركه خامنئي وشأنه عندئذ، إلا أنه أقاله فيما بعد. وبعد ذلك بوقت قصير، قبض خامنئي على طبري، اليد اليمنى للاريجاني وقدمه للمحاكمة. محاكمة كانت في واقع الأمر تستهدف لاريجاني في المقام الأول.

كما يشير منحى القضايا تمامًا إلى أن لاريجاني تضاءل وأنهم مشغولون في الإعداد لإقالته واستئصاله.

إلا أنه اتضح من مسرحية محاكمة طبري وكشف النقاب عن هذا المستنقع العار أن أحدهم وهو القاضي المجرم منصوري هو سبب الفوضى.

 

لذا اضطر خامنئي إلى طرده خارج البلاد ليسكته إلى الأبد، وكان خامنئي يخشى ما يخشاه أن يتحدث المجرم منصوري في الخارج ويزيد الطين بلة، ولكن كم عدد من هم على شاكلة منصوري أو أكثر منه فسادًا؟ في قضية طبري هناك ما لا يقل عن 4 متهمين آخرين.

وبناءً عليه، نجد أن تصريحات خامنئي اليوم تشير إلى توجيه رسالة لهم مفادها أن اللعبة قد انتهت وكفى فضائح، فلا شأن لنا بكم ولا شأن لكم بنا أيضًا. 

 

الخاسر الأكبر في المسرحية غير المكتملة

 

لا شك في أن خامنئي شخصيًا هو الخاسر الأكبر في هذا النزاع، حيث اضطر إلى تناول ما تقيأه ( الملا لاريجاني) والإشادة به.

ومن المؤكد أن خامنئي نفسه يدرك هذا المعنى أكثر من أي شخص آخر، وإذا كان لديه القدرة على التصدي لما استسلم لهذه الفضيحة وترك الأمر لمن هم أمثال الجلاد رئيسي، بيد أنه سواء شاء خامنئي أم أبى، فإن مستوى التناقضات في كل الأحوال قد نال منه، ولن يتم حل أي مشكلة حتى ولو بشكل جزئي دون تدخله والاعتراف بالفضيحة والانفاق على حسابه الخاص.

 

  كما أن شخصًا مثل الحرسي عباسي وهو من أكثر الطبقات المقربة لخامنئي داخل نظام الملالي  والذي يعتبر نفسه فداءً من أجل خامنئي، قال مؤخرًا فيما يتعلق بمحاكمة أكبر طبري، في خطابه لمئات من قوات نظام الملالي: "إن آملي لاريجاني هو من يجب أن يجلس على كرسي الاتهام". 

ومن جانبه قال موسوي خوئيني ها، المدعي العام في عهد خميني أثناء مذبحة عام 1988، في رسالة مفتوحة موجهة إلى خامنئي، مفادها أن الناس وحتى القوات داخل نظامه يعتبرونه اللاعب الرئيسي في كافة  أو معظم شؤون البلاد. لذا يتعين عليه أن يتصدر المشهد شخصيًا وأن ينفق من حسابه الخاص لتهدئة هذا الوضع المتفجر. 

 

بالإضافة إلى ذلك، كان من الضروري للاريجاني " الصندوق الأسود لأسرار الولي الفقيه" الذي ناله ما ناله من ضرر في هذه القضية  وكان مثل ثعبان مصاب، وخاصة في فترة ما بعد خامنئي الخطيرة، وكذلك المتواطئون معه أن يرفعوا الراية البيضاء بطريقة ما بحثًا عن جبر الخواطر وتهدئة الأوضاع، وخامنئي هو الشخص الوحيد الذي كان يضمن لهم عدم التعرض لمصير الملا منصوري. 

 

إن مسرحية مكافحة الفساد غير المكتملة لم تكن عديمة الجدوى إلى حد بعيد. إذ تجسدت نتيجتها في وجود ولي فقيه أكثر ضعفًا وعارًا. ويمكن لخامنئي في هذه الحالة أن يحد من الحرب والصراع داخل نظام الملالي لفترة قصيرة، بيد أنها خطوة ستجعل من نظام ولاية الفقيه أكثر ضعفًا وأكثر عرضة للخطر.    

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة