السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالتحديات والانتصارات: تحليل للوضع السياسي والاقتصادي في إيران

التحديات والانتصارات: تحليل للوضع السياسي والاقتصادي في إيران

0Shares

التحديات والانتصارات: تحليل للوضع السياسي والاقتصادي في إيران

في العام الايراني الماضي، واجهت دكتاتورية الملالي فترة مضطربة تميزت بالنكسات والضربات المدمرة على الصعيدين المحلي والدولي.

على الرغم من تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لتهرب النظام من العقوبات، شهد الإيرانيون تفاقم الفقر والدعم المستمر للقوات الوكيلة لطهران، مما أدى إلى نتائج كارثية على المستوى الإقليمي ذات تداعيات عالمية.وعلى مدار العام، عبر الإيرانيون عن استيائهم من النظام من خلال احتجاجات عمت البلاد وشملت مختلف القطاعات المجتمعية والمقاطعة غير المسبوقة للانتخابات. كما أظهرت حركة المقاومة المنظمة في إيران كفاءتها في تعبئة الشبكات المحلية وحشد الدعم الدولي في سعيها للإطاحة بالنظام.

حرب طهران الإقليمية

في 7 أكتوبر 2023، اندلعت حرب كارثية في المنطقة، بدأت واحدة من أكثر الأحداث مأساوية في التاريخ الحديث ولا تزال مستمرة حتى اليوم. منذ البداية، أشار العديد من المراقبين والأدلة إلى دور النظام الإيراني في هذه الحرب المدمرة. في البداية، تفاخر مسؤولو النظام بقوتهم في “تنظيم” ما يسمى “محور المقاومة”، ومع ذلك، سرعان ما لم ينكر الولي الفقیةعلي خامنئي، مسؤوليته عن هجوم السابع من أكتوبر.

وفي محاولة يائسة لمواجهة مجتمع مضطرب، حاول النظام الإيراني المبتلى بالأزمات تصعيد التوترات باستخدام وكلائه الحوثيين في اليمن و حزب الله في لبنان. وفي أواخر عام 2023، بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، ورداً على ذلك، تم تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لتأمين طرق التجارة البحرية.وبعد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وحلفائها واستهدفت العديد من قادة فيلق القدس في لبنان وسوريا، وجد النظام الإيراني نفسه عمليًا في حرب بالوكالة مع الغرب.

في 29 ينايرقُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم شنته میلیشیات العراقية على قاعدة أمريكية في الأردن. وفي أعقاب الرد الأمريكي القوي، أعلنت القوات شبه العسكرية العراقية وقف الهجمات على القواعد الأمريكية.

ومع التصعيد الوشيك لحرب إقليمية، وتعريض طرق الشحن العالمية للخطر وغيرها من العواقب الجيوسياسية بعيدة المدى، أظهرت إهمال العالم المتعمد للتهديد الأمني الإقليمي والدولي الرئيسي، الأصولية الإسلامية المتمركزة في طهران، تبين أنه خطأ فادح.

ونتيجة لذلك، هناك إجماع دولي متزايد يدعو إلى تغيير النهج. وبدلاً من الاكتفاء بمخاطبة وكلاء النظام، هناك طلب متزايد على محاسبة القيادة في طهران على أفعالهم. بمعنى آخر، استهداف رأس الأفعى في إيران.

أزمة اقتصادية

تكشف التقارير الأخيرة عن أمة تتصارع مع ارتفاع معدلات التضخم، والفقر على نطاق واسع، وانهيار العملة. وشهد العام الماضي تراجعًا حادًا في مستويات معيشة العديد من الإيرانيين، حيث ألحقت السياسات الاقتصادية للملالي خسائر فادحة بالمواطنين العاديين.

ووفقًا للمحللين الاقتصاديين، شهدت البلاد ارتفاعات مذهلة في أسعار السلع الأساسية، مما دفع ما يقرب من 70٪ من السكان إلى ما دون خط الفقر. فمنذ بداية العام، حيث بلغ التضخم 45%، ارتفع إلى 55% بحلول نهاية العام، مما ترك الكثيرين يكافحون من أجل شراء أبسط الضروريات والسلع الاستهلاكية.

وتوضح محنة العامل العادي مدى خطورة الأزمة في عام 1402، بلغ راتب العامل حوالي 8 ملايين تومان، ولكن مع تجاوز خط الفقر الآن 25 مليون تومان، أي ما يقرب من 408 دولارات على أساس سعر الصرف في السوق الحرة، فإن هذا الدخل بالكاد يغطي ثلث النفقات الشهرية. يبرز هذا واقعًا قاتمًا حيث يواجه العمال احتمال الكدح لمدة 120 عامًا، مجتهدين في توفير كل ریال، فقط لتحقيق حلم امتلاك منزل متواضع مساحته 50 مترًا مربعًا في جنوب طهران.

وقد أجبر الوضع العديد من الإيرانيين على اللجوء إلى وسائل غير تقليدية للبقاء على قيد الحياة، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع في الأنشطة مثل جمع القمامة لتغطية نفقاتهم. وفي الوقت نفسه، انخفضت قيمة الريال الإيراني، مع ارتفاع سعر صرف الدولار من 250 ألف ريال في بداية العام إلى أكثر من 610 آلاف ريال بحلول نهاية العام.

ورغم أن إيران تتباهى بامتلاكها ثاني أكبر احتياطيات من الغاز على مستوى العالم، فإن فشل النظام في توفير إمدادات كافية من الغاز لم يسفر إلا عن تفاقم الأزمة. علاوة على ذلك، أدى الاعتماد على المازوت في محطات الطاقة إلى تفاقم تلوث الهواء في المناطق الحضرية، مما أثر بشكل أكبر على صحة المواطنين ورفاههم.

ومع ذلك، وسط المعاناة واسعة النطاق، يبدو أن هناك قطاع واحد يزدهر وهو الفساد. فقد ظهرت اكتشافات صادمة عن وصول عمليات الاختلاس إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تشير التقارير إلى تهريب مليارات الدولارات، وهو ما تجسد في الفضائح الأخيرة حيث استحوذت شركات تابعة للدولة على مليارات الدولارات بشكل غير مشروع.

وبينما يتصارع الإيرانيون مع الواقع الاقتصادي المزري، يغلي السخط تحت السطح، مع تزايد الإحباط الموجه نحو فشل الحكومة في تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب. وبينما تقف الأمة على حافة الهاوية الاقتصادية، تواجه قدرة مواطنيها على الصمود أصعب اختبار لها حتى الآن.

احتجاجات إيران في عام 1402

على الرغم من تصاعد القمع والإعدامات المتكررة طوال عام 1402، إلا أن شعلة المعارضة العامة ضد النظام اشتعلت بقوة مع استمرار الاحتجاجات في مسار تصاعدي. وخرجت شرائح مختلفة من المجتمع في جميع أنحاء البلاد إلى الشوارع، نظمت مسيرات ومظاهرات وإضرابات للمطالبة بحقوقها.

استمرار الاحتجاجات في زاهدان: من أبرز مظاهر المعارضة في عام 1402 كانت تجمعات الجمعة المستمرة في زاهدان، التي استمرت لعدة أشهر.

 الاحتجاجات على الصعوبات الاقتصادية: تركزت العديد من الاحتجاجات عبر شرائح مختلفة من السكان على المظالم الاقتصادية والفقر، استهدف المواطنون الفساد الحكومي والاختلاس من قبل مسؤولي النظام وعملائه.

احتجاجات المتقاعدين: احتج المتقاعدون بسبب الفوارق في المعاشات التقاعدية، وعدم استلام المدفوعات، وتدهور الأوضاع المعيشية.

إضرابات صناعة النفط والصلب: نظم عمال صناعة النفط والغاز، وكذلك عمال الصلب في أصفهان والأهواز،

إضرابات و الاضطرابات العمالية: احتج العمال على إنهاء العمل، وانعدام الأمن الوظيفي، وعدم استلام الأجور والمزايا، وانخفاض الأجور، وظروف العمل القاسية.

احتجاج المعلمين: احتج المعلمون على تسميم التلميذات، وإغلاق المدارس، وعدم توظيف المعلمين ذوي الخبرة، وعدم استلام الأجور والمزايا.

مظاهرات الممرضات: احتج الممرضات على إنهاء العمل، وسياسات التعريفة، وعدم استلام رسوم التمريض، وسوء الظروف المعيشية، والعمل الإضافي الإلزامي المفرط.

احتجاج تجار السوق: احتج تجار السوق على الضرائب الباهظة، وقوانين الضرائب الجديدة، وزيادة الإيجارات للشركات، وارتفاع أسعار الدولار، وعدم استقرار أسعار الصرف، وإغلاق المحلات التجارية، وانقطاع التيار الكهربائي، وأنظمة ضريبية جديدة في الأوضاع الاقتصادية.

الاحتجاجات البيئية: اندلعت مظاهرات واسعة النطاق في العديد من المدن في جميع أنحاء إيران احتجاجًا على تلوث الهواء والإهمال الممنهج لموارد المياه في إيران.

احتجاجات الطلاب: احتج الطلاب على عمليات الإعدام، وتسميم التلميذات، والضغوط الأمنية، وظروف السكن، ونوعية الطعام، وطرد الطلاب والأساتذة.

الاحتجاجات الزراعية: احتج المزارعون على عدم تلقي الإعانات، وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية، وانقطاع التيار الكهربائي، وخطط نقل المياه.

وعلى الرغم من محاولات القمع، فإن هذه الاحتجاجات تسلط الضوء على عدم الرضا العميق بين الإيرانيين، مما يمثل تحديًا لاستقرار النظام وينذر باضطرابات محتملة في المستقبل.

تصاعد وتيرة التحدي والمقاومة

في العام الماضي (مارس 2023 – مارس 2024)، شهدت المقاومة الإيرانية إنجازات كبيرة وسط التحديات المستمرة التي يفرضها النظام. على الرغم من محاولات النظام لتوطيد سلطته من خلال انتخابات مسرحیة، فإن الرفض الساحق من جانب الشعب الإيراني بعث برسالة تحدي واضحة للنظام ودعوة حازمة لتغيير النظام.

علاوة على ذلك، أظهرت المقاومة الإيرانية صمودها وقوتها التنظيمية في مواجهة الهجمات والحملات الدعائية التي يرعاها النظام. وعلى الرغم من محاولات تقويض منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومؤيديها، بما في ذلك المحاكمات الصورية داخل إيران والهجمات الإرهابية في أوروبا، فإن المقاومة لم تظل ثابتة في التزامها فحسب، بل شهدت أيضًا نموًا كبيرًا في شبكتها في جميع أنحاء إيران.

علاوة على ذلك، كان هناك اعتراف متزايد ودعم دولي لمعركة وحدات المقاومة التي تقودها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ضد الحرس التابع للنظام. وأعربت البرلمانات الغربية بشكل متزايد عن دعمها لجهود الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام، وسلطت الضوء على الأهمية العالمية لنضال المقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية.

باختصار، شهد العام السابق انتصارات ملحوظة للمقاومة الإيرانية، إلى جانب سلسلة من الانتكاسات التي مني بها النظام على الجبهات المحلية والإقليمية والدولية. ومع تزايد وضوح نقاط ضعف النظام وضعف قبضته على السلطة، ويزداد عزيمة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. أتمنى أن يؤدي استمرار هذه الجهود إلى عام 1403 حيث تأتي الحرية والديمقراطية والمساواة في إيران، مما يعيد تشكيل المعادلة ليس فقط بالنسبة للبلاد ولكن أيضًا للاستقرار العالمي والإقليمي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة