الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتمسرحية الانتخابات والظروف المتفجرة للمجتمع الإيراني

مسرحية الانتخابات والظروف المتفجرة للمجتمع الإيراني

0Shares

مسرحية الانتخابات والظروف المتفجرة للمجتمع الإيراني

على الرغم من عمليات الإقصاء بالجملة التي تعرضت لها، تسعى العصابات ما تسمى “الإصلاحية” و”المعتدلة” المفلسة، للحصول على حصة صغيرة من السلطة في نظام ولاية الفقيه، وتمدح خامنئي في تأييد سياساته التحريضية على الحرب، لكن خامنئي يشعر بالقلق من أن مهزلته الانتخابية ستؤول إلى نهاية مفتضحة.

لهذا السبب، قام خامنئي بتسويق برنامج تكون نتيجته واضحة مسبقا لكل من العصابة المهيمنة والمهزومة وأعد له توابل “النقاش” و”الحوار الحر” من أجل الترويج له بالفعل. وفي مثال مذهل على هذا العمل، نظمت قناة خامنئي يوم الخميس 28 كانون الأول/ديسمبر برنامجا ساخرا بعنوان “حوار خاص” مع محمد قوجاني والحرسي كوشكي مما فجر فضيحة مكتملة الأركان.

وقال محمد قوجاني من عصابة المحتالين، المعروفة باسم “الإصلاحين”، بعد مقدمة مع إشادة من خامنئي العاجز: “ليس من المقرر أن نسخن حرارة الانتخابات وحدها، لا يسخن أي تنور من خلال حديثنا، في الواقع، يجب أن يحدث هذا الشعور لدى الناس أولا، ولابد أن يشعروا أن الانتخابات لها تأثير مباشر على حياتهم”.

من جانبه أقر الحرسي كوشكي وهو محسوب على عصابة إبراهيم رئيسي الجلاد بعدم مبالاة المواطنين بأجنحة النظام “الإصلاحيين” و”الأصوليين” وقال: “ما يجعل الناس يشككون في الانتخابات هو التجربة المريرة التي أخذ فيها اليمين واليسار  للحركات الأصولية والإصلاحية حسب تعبير قوجاني، الشعب سلما لكسب السلطة… وعندما عبر حميرهم الجسر – حسب المثل الفارسی- ینشغلون بلوبیاتهم وحصصهم وقضایاهم الخاصة”.

وردا على ادعاءات كوشكي واعترافاته، الذي أشار إلى كراهية الناس لعصابات النظام، قال قوجاني: “الشخص الذي يقول إن الإصلاحي والأصولي قد انتهى، يكرر ما يقوله السيد كوشكي…”. ثم يتهكم على رئيسي الجلاد، وأكد الكراهية الوطنية للشعب في انتفاضة 2022 وأضاف: “السيد رئيسي فاز في أقل مشاركة بعد الثورة في المجال الرئاسي بنسبة 48 في المائة من الأصوات التي أدلى بها المشاركون في الانتخابات وكان منافس السيد رئيسي في تلك الانتخابات الأصوات الباطلة، هل هذا فخر؟ الأصوات الباطلة أعلنها النظام السياسي نفسه”.

وهنا زال غبار التسويق لمهزلة “الانتخابات” وتحول إلى الاعتراف بالظروف المتفجرة والانتفاضات الاجتماعية، خرج السيطرة من يد المخرج والمحاور.

وقال كوشكي وهو يتهكم على عصابة حسن روحاني المخادع ويتحدث بلهجة ساخرة: “والحمد لله، في عهد السيد روحاني الذي جنابك تدافع عنه، لم يكن لدينا انتفاضة 2017! كان الوضع هادئًا، ولم يكن لدينا أعمال شغب عام 2019 على الإطلاق! ولم يستيقظ السيد روحاني صباح يوم الجمعة ليقول إنني لم أكن أعلم أن البنزين ارتفع سعره! (لا لم يكن هكذا) في الفترة التي كان فيها كوادر البناء في الحكم، كان لدينا تمرد مشهد وتمرد إسلام شهر، بشكل عام، أساس التمردات الاجتماعية كان في عهد كوادر البناء، وفي الحقيقة هذا الحزب السياسي الذي دخل الانتخابات ودخلنا الميدان، شهدنا تمردات في مشهد، وإسلام شهر، و شيراز وكانت حكومتكم قادت المجتمع إلى التمرد”.

اضطر مقدم العرض إلى الاعتراف بأن الهدف كان تسخين حرارة الانتخابات، ولكن عندما تجاوز الحدود الحمراء، اضطر إلى التحذير متسائلا «هل هذه الكلمات تزيد من مشاركة الناس في الانتخابات؟» … لكن في النهاية أزال ممثل عصابة رئيسي الجلاد قناعه، وسلط سيف “التصفية” والإقصاء، وخاطب عصابة “الإصلاحات” المذلة والمهينة التي تقبل أي إذلال من أجل الوصول إلى مقاعد البرلمان، قائلا: “هؤلاء الناس الذين كان ينبغي أن يودعوا المشهد السياسي بأدب قبل سنوات، هؤلاء الجنرالات القدامى الذين لم يتركوا بعد حبهم لكراسيهم. يجب أن نرفعهم مع كراسيهم ونزيلهم ويجب تشييع جنائزهم مع مقاعدهم ومقاعد السلطة”.

وبهذه الطريقة، تحول سيرك خامنئي إلى إطلاق طلقة على قدميه وعرض فاضح في “حديث خاص”. أراد أن يتجاوز أزمة الانتخابات بتوتر أقل في ظل الحرب التي تدار في غزة وشعار المشاركة السخيف، ولكن في هذه المسرحية، وبتكرار الشعار التاريخي “لا للمحتالين، لا للجلادين” التي رفعها الشعب في عام 2017، أصبح استعداد الناس في ظروف تكاد تنفجر واضحا وبارزا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة