الخميس, مايو 9, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومصفقات الوقت الضائع

صفقات الوقت الضائع

0Shares

صفقات الوقت الضائع

سجلت الحكومة البلجيكية واقعة مساومة اخرى مع نظام الملالي في ايران، باعادتها الدبلوماسي الارهابي اسدالله اسدي الى وِكره، وقوبلت خطوتها بادانة واسعة في الاوساط السياسية والدبلوماسية التي اعتبرت الاجراء امتيازا آخر لبنك الارهاب.

 وصفت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ما جرى بأنه “تشجيع للإرهاب وخيانة لحقوق الإنسان وانتهاكًا لحكم المحكمة الدستورية” واشارت في بيان بهذا الخصوص الى ان إطلاق سراح الإرهابي، الذي نظم وقاد أكبر عمل إجرامي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فدية مخزية للإرهاب واحتجاز الرهائن، وانتهاك لأمر المحكمة.

رأت المقاومة في الاجراء البلجيكي تشجيعا للفاشية الدينية الحاكمة في إيران على مواصلة جرائم القمع الداخلي والإرهاب الإقليمي والدولي ـ حيث تم في الفترة بين 1 مايو و 25 مايو  إعدام 127 إيرانيا ـ وتعهدت بالسعي قدر الامكان لتحقيق المقاضاة في بلجيكا وعلى الساحة الدولية.

تبدو الحقائق اكثر وضوحا عندما يُنظر إلى القضية بمجملها منذ بداية اعتقال أسدي حتى ابرام الصفقة مع نظام الملالي، ابرزها خوف النظام من المقاومة والبديل الديمقراطي، لدرجة تكليف رأس النظام ارهابيا متنكرًا في زي دبلوماسي بنقل القنبلة في حقيبة دبلوماسية بالطائرة إلى أوروبا وتسليمها للمرتزقة، وفي ذلك اظهار لمدى الحاجة لانجاح العملية الإرهابية ضد الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي واجتماع للمقاومة الإيرانية ضم 100 ألف مشارك.

شكل اعتقال اسدي ضربة كبيرة لآلة الارهاب، وخاصة جهازه الدبلوماسي، فقد عملت المقاومة الايرانية خلال العقود الاربعة الماضية، عبر مئات المؤتمرات، على الكشف عن دور وزارة الخارجية الايرانية وسفاراتها ومؤسساتها في خدمة الارهاب، تجنب المسترضون التجاوب، وفضلوا تجارة النفط والدم مع النظام من خلال دبلوماسييه، وجاء اعتقال أسدي ليؤكد ما تم كشفه.

وساعدت محاكمة الدبلوماسي الارهابي في محكمة أنتويرب البلجيكية ـ بعد شكوى من المقاومة الإيرانية والشخصيات السياسية ـ على ابراز جوانب خافية من ارهاب نظام الملالي، لا سيما وأن أسدي هدد محققي الشرطة لوقف إجراءات المحاكمة، وحذرهم من موجة ارهاب تنتظرهم في حال محاكمته، لكن المحاكمة استمرت بفضل أنشطة المقاومة، وانتهت بأقسى عقوبة ، وبذلك لم ير العالم القوة السياسية والقانونية للمقاومة الإيرانية وحسب، فقد رأى أيضًا شرعية حربها المستمرة في جميع الساحات مع النظام، باعتبارها البديل الديمقراطي الوحيد لديكتاتورية الملالي.

منذ أكتشاف رغبة الحكومة البلجيكية والمسترضين في إعادة اسدي بصفقة تبادل، خاضت المقاومة الحرب بكل قوتها، بدء بتظاهرات انصارها في دول مختلفة أمام السفارات البلجيكية لأيام ؛ ومرورا بتظاهرات كبيرة في بروكسل، ومئات اللقاءات مع شخصيات سياسية، مما أظهر دعم المئات من نواب البرلمانات ورجال الدولة السابقين ومنظمات حقوق الإنسان للحملة.

 أثار اطلاق سراح اسدي غضب الجميع، لكنه بقي مؤشرا على طبيعة التوازن بين طرفي الصراع الرئيسيين، النظام الضعيف العاجز لدرجة ارتكاب جرائم قذرة كاحتجاز الرهائن وابرام الصفقات لإخراج دبلوماسيه الإرهابي من السجن البلجيكي، وعلى الجانب الآخر المقاومة المتأهبة في جميع الساحات، لابقاء كابوس السقوط ماثلا امام عيني حكم الولي الفقيه.

يتخبط الولي الفقيه ونظامه العاجز الذي وصل الى طريق مسدود في مستنقع جرائمه، يغرق في الاعدامات والارهاب واحتجاز الرهائن، ولن تمنع الصفقات وسياسات الاسترضاء سقوطه، وانتصار الثوار، والوصول الى ايران الحرة الذي بات اقرب من اي وقت مضى.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة