الإثنين, مايو 13, 2024

ما وراء التخييم 

0Shares

ما وراء التخييم 

تسلط ظاهرة السكن في الخيام على سطوح المنازل الضوء على جانب اخر من جوانب فشل نظام الولي الفقيه في تحقيق وعوده للشعب الايراني قبل 44 عاما، وصوله الى حالة العجز عن انتشال الايرانيين من حالة الفقر والبؤس التي وصلوا اليها، وتساهم في الكشف عن مدى واسباب حالة الاحتقان التي وصلت اليها الشرائح الاوسع من الشعب الايراني

نشر موقع رويداد الرسمي تقريرا جاء فيه انه “إذا أراد الناس الاقتراب من المدينة عليهم نصب الخيام على أسطح المنازل” واشار التقرير الى ازدياد الاوضاع سوء يوما بعد يوم مع التضخم الذي لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مرجحا احاطة المدينة بمدن الصفيح. 

يعيدنا التقرير الى تصريحات خميني قبل 44 عاما حين خاطب الايرانيين قائلا “علاوة على ما نسعى إلى تحقيقه من الحياة المادية الكريمة لكم نحرص على أن تكون حياتكم المعنوية ايضا كريمة ومرفهة” وتعهده  “ببناء المساكن وجعل الماء والكهرباء مجانيا للفئات الفقيرة وتوفير باصات النقل العام مجانا للفقراء”.  

تتناسل المفارقات في نظام الملالي، فقد جاء ابراهيم رئيسي الذي كان وكيل خميني في لجنة قتل مجاهدي خلق إلى موقعه الرئاسي بوعد بناء مليون وحدة سكنية، وقبل وصوله الى منتصف فترته الرئاسية اتسعت ظاهرة النوم على السطوح المؤجرة، كما اشارت صحيفة أرمان ملي وذكرت في احد تقاريرها ان “بعض الناس لا يستطيعون استئجار منزل حتى في الأحياء السفلى من طهران، حيث وصل إيجار منزل بمساحة 50 مترًا في نازي اباد إلى 10 ملايين في الشهر”. 

واعترفت صحيفة اقتصادي القريبة من خامنئي بأنه لم يتم بناء أي مساكن قط، مشيرة الى  آخر إحصائيات مركز الإحصاء الإيراني التي تفيد بوصول بناء المساكن في العاصمة إلى أدنى مستوى له في الـ23 سنة الماضية، وفي مقالة بعنوان “لم يتم بناء منزل واحد في مدينتي” انتقد موقع رويداد فشل مشروع رئيسي داعيا الى مساءلة معظم الوزراء، كما اشار الى ثلاث وزارات بدون وزراء، و التضخم الذي يحطم الأرقام القياسية، وعجز العدائين عن مواكبة الاتجاه المتزايد لسعر الصرف. 

في سياق شرحها لفشل رئيسي وضرورة عزله نشرت صحيفة روز نو في وقت سابق تقريرا جاء فيه انه  “بالرغم من ترك صالح أبادي البنك المركزي، يزيد الدولار عن 50 ألف تومان، كما تم استبعاد عبد المالكي من وزارة العمل لكن وفقًا لتقرير مركز الإحصاء الإيراني، سجلت البطالة في الشتاء الماضي رقماً قياسياً جديداً، واجور المساكن تفوق قدرات الايرانيين” وفي المدارس “لا يبدو أنه من المهم لمرتكبي التسمم رحيل يوسف نوري” و “كان من المفترض أن يخلق عبد المالكي مليون وظيفة بمليون تومان كل عام” مشددة على ان مشكلة الحكومة لن تحل الا باستقالة رئيسي. 

التخييم على اسطح المنازل احد مظاهر فشل حكومة رئيسي، الذي ستكون له اثاره وعواقبه على نظام ولاية الفقيه، لكن الصحف الرسمية تتجاهل حقيقة ان  مشكلة الامة لا تحل بإقالة الوزراء أو باستقالة رئيس الجمهورية، بل بانتفاضات تسقط نظام النهب والسلب وتأتي بالبديل الديمقراطي الذي يملك حلولا للازمات الطاحنة التي يعيشها المواطن الايراني.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة