الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومكابوس الولي الفقيه 

كابوس الولي الفقيه 

0Shares

كابوس الولي الفقيه 

تحول مقتل الفتاة مهسا اميني الى عنوان لغضب الايرانيين الذين ضاقوا ذرعا بنظام الولي الفقيه، القائم على الاجرام والنهب، والجاثم على صدورهم منذ 43 عاما، فلم تتوقف الاحتجاجات في طهران وسقز ومهاباد وسنندج وكرج واصفهان ومشهد و الجامعات على مدى ثلاثة ايام، واستهدفت الشعارات التي اطلقت خلالها رأس النظام. 

 هزت شعارات “إيران مضرجة بالدماء من كردستان إلى طهران” و”الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي” أركان نظام ولاية الفقيه، وبيت الديكتاتور المتهرئ، وفي كثير من الاحيان كانت النساء في مقدمة المتظاهرين والاشتباكات مع جلاوزة القمع.  

استخدم النظام اساليب مختلفة  للتهدئة، فقد أطلق الحرس في البداية الرصاص الحي والكروي على المتظاهرين مما أصاب عدد من الاشخاص بجروح خطيرة، لم يعربد قادة الشرطة كالسابق، حرصوا على التستر على الجريمة و إلقاء اللوم على اشخاص آخرين، وحاول ابراهيم رئيسي سكب الماء على النار حين خاطب اسرة مهسا قائلا انه كان في رحلة الى اوزبكستان عند مقتلها، ولم يكن يعلم بما حدث، مؤكدا اعطائه اوامر بالتحقيق في ملابسات الجريمة. 

دعا الملا أشرفي اصفهاني برعب الى حل دورية الإرشاد في اسرع وقت ممكن،  طالب عضو مجلس الشورى سعيدي بحسم مسألة دورية الإرشاد إلى الأبد، حث الخبير في التلفزيون الرسمي الملا كاشاني  الشرطة على الاعتذار عن غلطتها بما يرضي الجميع، مشيرا الى ان الخطأ الذي ارتكبته تسبب في الحاق اللعنة بالنظام، ومحذرا من ان ما جرى  يؤدي الى ثورة مضادة، ويحول النظام الى “انتحاري” وسط المدينة، وصف  رئيس تحرير جريدة جمهوري اسلامي الملا مسيح مهاجري مثل هذه الاحداث بأنها “خسارة كبيرة” للنظام، فيما تذمر عضو مجلس الشورى مير سليم  من العدو الداعي لإسقاط النظام قائلا ان منظمة مجاهدي خلق تسعى لالتقاط أية ذريعة لتشويه سمعة الجمهورية الإسلامية. 

طرحت التطورات التي اعقبت مقتل مهسا عددا من الاسئلة في الشارع الايراني، من بينها دافع الملالي الذين تلطخت ايديهم بدماء الايرانيين 43 عاما لاتخاذ مثل هذه المواقف الناقدة، والمحذرة، ولم يكن صعبا الوصول لاستنتاجات حول ما جرى، حيث يدرك الملالي المآلات التي تنتظر نظامهم الذي حاول اسكات وقمع وتخويف وترهيب الايرانيين على مدى اربعة عقود ونيف، ويعلمون بدور دورية الارشاد في الانتهاكات التي تتعرض لها النساء. 

يخشى الولي الفقيه ـ بعد اربعة عقود من النضال الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق ـ ربط الأوضاع المتفجرة للمجتمع بالمقاومة المستمرة التي رفعت راية النضال من أجل الحرية  والإطاحة بالنظام، وابقتها خفاقة عالية، الامر الذي يعني اجتثاث  الجريمة والقتل من جذورهما باسقاط حكم الملالي. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة