الأحد, مايو 5, 2024

ضرب على حديد بارد

0Shares

ضرب على حديد بارد

انتقل الملف النووي الايراني الى مربع آخر، بتوقف الحديث حول ابقاء التنفس الصناعي لجثة الاتفاق الهامدة مع فشل محادثات الدوحة، واطلاق الدعوات لاتخاذ خطوات حاسمة لمنع الملالي من امتلاك الاسلحة النووية.

ظهرت الدعوات خلال اجتماع  مجلس الأمن للنظر في تقرير الأمين العام المتعلق بتنفيذ قرار المجلس رقم 2231، حيث تحدث المبعوث البريطاني عن “إجراء حاسم” على “الأمم المتحدة” اتخاذه لـ “منع طهران من امتلاك أسلحة نووية” فيما اظهر مبعوث الاتحاد الأوروبي قلقه تجاه امكانية التوصل لاتفاق حول خطة العمل المشترکة.

 ترافق ذلك مع اعلان الترويكا الأوروبية عن اسفها لعدم التقاط نظام الملالي الفرصة التي اتاحها اجتماع الدوحة، اشارة ممثل السياسة الخارجية للاتحاد انريكي مورا الى فقدانه الامل بعد فشل المحادثات، وتعليق صحيفة وول ستريت جورنال بأن فشل المحادثات التي جرت في العاصمة القطرية يزيد من احتمالات انهيار العملية الدبلوماسية.

وتكشف تلميحات وتندرات نظام الملالي على فشل محادثات الدوحة حالة من الارتباك، حيث اعتبرت صحيفة كيهان الناطقة باسم حكومة رئيسي الولايات المتحدة عاجزة عن اتخاذ القرار،   ووصف احد خبراء النظام نتيجة المحادثات بأنها شبه معدومة، وعبر وزير الخارجية امير عبداللهيان عن احباطه بسبب ما وصفه بالاختلاف بين “كلام ” بايدن و “سلوكه” الذي “يستند إلى أقصى قدر من الضغط في زمن ترامب.

لا تخفى على متابعي الملف النووي الايراني اسباب موافقة نظام الملالي على الذهاب الى مفاوضات الدوحة وتصلبه هناك، فهو لا يملك غير خيارين ينتهيان به الى الهاوية، مما يدفعه الى محاولة المماطلة قدر المستطاع.

يتمثل الخيار الأول في التراجع عن المشروع النووي، الذي يؤدي الى الإطاحة بهيمنة الولي الفقيه، التي سبق لخامنئي ان اطلق عليها وصف”التدهور اللانهائي” فيما يتمثل المسار الثاني بمواصلة تحدي المجتمع الدولي، الذي يعني استمرار العقوبات وتشديدها، وإحالة القضية إلى مجلس الأمن، وعودة ستة قرارات عقوبات، والخضوع للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يدفع الولي الفقيه لاتباع سياسة كسب الوقت تجنبا للدخول في هذين المسارين.

المؤشرات المتوفرة تتجه نحو وصول سياسة المماطلة الى طريق مسدود بعد عام ونصف العام من المحادثات، وتهديد الاستمرار فيها بمفاقمة عواقب المسارين المتاحين، عند اضطرار الملالي الى دخول احدهما، الذي صار اقرب من اي وقت مضى.

يعيد اداء خامنئي الى الاذهان، ما قاله زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي في تشخيصه لطريقة تفكير الملالي قبل اعوام، حيث اشار الى ان نظام الولي الفقيه يضرب على حديد بارد، ويعتقد أن إثارة الغوغائية والمغالطة تتيح الحصول على مزيد من التنازلات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة