الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناعترافات متأخرة بالتدهور الاجتماعي 

اعترافات متأخرة بالتدهور الاجتماعي 

0Shares

اعترافات متأخرة بالتدهور الاجتماعي 

تظهر تحذيرات  وزير المخابرات الإيراني إسماعيل خطيب من هشاشة أوضاع النظام مدى القلق الذي يعتري الملالي بسبب تسارع موجات الغضب الشعبي، قصر المسافات بينها، وارتفاع أسقف المطالبات. 

 قال الوزير في أحد تحذيراته إن “العدو يعتمد على أوضاعنا الاجتماعية”  والواضح من تصريحه  أنه مُوجّه  لأوساط النظام الذي باتت فرص إسقاطه متاحة أكثر من أي وقت مضى. 

تكمن أهمية التحذير من قدرات المقاومة التي يصفها وزير المخابرات بـ “العدو” في أن خطيب أكثر الوزراء اطلاعا على الأوضاع الداخلية بما فيها وضعي النظام والمجتمع المتفاقمين، كما تنطوي التحذيرات على اشارة الى تهديد محدد. 

جدد خطيب تحذيراته مع بلوغ الغضب والانتفاضات ذروتهما في جميع أنحاء إيران، حيث شهدت البلاد مظاهرات في مفترق طرق “أمين حضور” في طهران احتجاجا على تراجع قيمة التومان والتضخم الجامح الذي أدى إلى اشتباكات مع القوى القمعية وصيحات غاضبة تصف خامنئي بـ  “عديم الشرف” مما أصاب عناصر النظام بالصدمة، مظاهرات أهالي أراك احتجاجا على الأزمة المعيشية وغلاء الأسعار، تظاهرات طهران بارس بسبب أزمة انقطاعات التيار الكهربائي المتتالية والطويلة، تظاهرات ومسيرات المتقاعدين في 23 مدينة إيرانية حيث أطلقت شعارات “الموت لرئيسي” و “الموت لقاليباف”. 

لم يكن ممكنًا تجاهل الوزير غضب المواطنين أو إطلاق عناصر النظام المذعورين الغاز المسيل للدموع عدة مرات، والاشتباكات التي جرت بين الطرفين، وتصاعد التظاهرات إلى درجة محاولة رئيسي تهدئة المتقاعدين بالطلب من نائبه الأول محمد مخبر متابعة أوضاعهم. 

ترافقت تحذيرات وزير المخابرات مع اعتراف الصحف الحكومية بأن “مناقشة المشاكل المعيشية والاقتصادية للمتقاعدين في البلاد أصبحت أكثر سخونة من أي وقت مضى، وأن المصاعب الاقتصادية التي يواجهونها تتزايد يومًا بعد يوم، بسبب الضرائب الفلكية على صندوق التقاعد، واقتصار زيادة معاشات المتقاعدين على 10 % في الوقت الذي يتراوح التضخم بين 40 و 60 %. 

تفسر الأرقام المتداولة حول التضخم والنهب ونسب الذين يعيشون تحت خط الفقر أسباب الغضب الشعبي والكراهية الاجتماعية، واضطرار الوزير خطيب لإطلاق تحذيراته، فمن غير المتوقع من الذين وصلت السكين إلى عظامهم الاكتفاء بالاستمرار في ردود أفعالهم الراهنة.  

يدرك خطيب أكثر من غيره أن “الأوضاع الاجتماعية” التي “يعتمد عليها العدو” مقدمة لمتغيرات مقبلة في البلاد، وأن النظام عاجز عن وقف دوران عجلة التغيير الآخذ دورانها في التسارع، وأن الوقت الضائع الذي يتحرك فيه الملالي أوشك على النهاية. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة