السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالحلقات المفقودة من انهيار التومان 

الحلقات المفقودة من انهيار التومان 

0Shares

الحلقات المفقودة من انهيار التومان 

فاقت انهيارات التومان الإيراني الانهيارات التي لحقت بعملات دول المنطقة التي مزقتها الحروب الطاحنة والأزمات الداخلية لتضع علامات استفهام كبيرة حول المقدمات التي أدت إلى هذه النتائج. 

بلغت قيمة الدولار في 1 حزيران عتبة الـ 32000 تومان، كل دينار عراقي 2185 تومان، وكل أفغاني 357 تومان، ليعيد الخبراء الحكوميون الإيرانيون الأسباب إلى الجمود في محادثات فيينا، ولا سيما تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن التفسير لا يبدو مقنعًا، لاسيما وأن انعدام الاستقرار ظل قائمًا في زمن الحديث عن خطوة واحدة لتوقيع اتفاق في فيينا. 

يعزو الخبراء الحكوميون السبب الرئيسي لاضطراب التومان وسقوطه المتتالي، إلى تدمير الإنتاج في إيران على نطاق واسع خلال العقود الأربعة الماضية، ودوران الاقتصاد حول الواردات والتهريب والسمسرة. 

يتجاهلون حاجة النظام إلى العملة بسبب حجم الواردات الكبير، واضطراره لإنفاق معظم عملة البلاد على الواردات، فضلا عن الكلف الفلكية للتدخلات النووية والصاروخية والإقليمية والإرهاب. 

ويتعين على النظام أن يدفع رواتب ملايين الموظفين شهريًا، التي بلغت 14.5 الف مليار تومان عام 2018، ولا شك في انها شهدت ارتفاعات خلال الاعوام التالية. 

أدت قلة الاموال إلى لجوء النظام لطباعة نقود غير مدعومة، الأمر الذي تسارع في زمن  حكومة إبراهيم رئيسي، لدرجة أن الرئيس السابق للبنك المركزي همتي أطلق على النظام لقب “سلطان طباعة النقود” وفي المحصلة تكرس انخفاض قيمة العملة. 

لانخفاض قيمة التومان آثاره السلبية على اقتصاد البلاد ومعيشة العباد، أولها تقلص القيمة الشرائية للعملة، ففي العام 2008 بلغت قيمة الإعانة 45 ألف تومان توازي 46 دولار، لكنها لا تتجاوز الدولار الواحد و45 سنتًا في 1 يونيو 2022، وإذا دفع رئيسي إعانة مالية قدرها 400 ألف تومان لن تتجاوز 12 دولارًا و 90 سنتًا، وهو ما يعادل ربع قيمة الدعم الذي كان قائما في عام 2008، وثانيها الزيادة المتسارعة والفلكية في معدلات التضخم والغلاء. 

وبذلك يعود الانخفاض السريع في قيمة الريال إلى دوامة تدمير الإنتاج، الاعتماد على الواردات، طباعة النقود غير المدعومة، انخفاض قيمة التومان، تراجع قيمة رأس المال   وارتفاع التضخم

يتطلب الوصول إلى اقتصاد ديناميكي ورفاهية اجتماعية الإطاحة بنظام الملالي باعتباره محرك الدوامة التي أنهكت الشعب الإيراني وجوعت أبناءه على مدى السنوات الماضية، الأمر الذي بات واضحًا للشارع الإيراني، فلم تعد إرادة التغيير خافية في ظل الهتافات التي يطلقها الإيرانيون خلال احتجاجاتهم

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة