الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعداوة خامنئي طويلة الأمد والدموية للعمال

عداوة خامنئي طويلة الأمد والدموية للعمال

0Shares

عداوة خامنئي طويلة الأمد والدموية للعمال

عباس داوري، رئيس لجنة العمل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

 أظهر خامنئي كراهيته الطويلة الأمد للطبقة العاملة، في اجتماع مع العمال المنتقين، في 9 مايو 2022. وأشار إلى أنه لم يتحمل المطالب المشروعة للعمال، منذ البداية، وشدَّد على قمعهم بقوله “الاستفزازات العمالية”. واعترف خامنئي بأنه توجَّه في الأيام التي سبقت انتصار الثورة، أي في أيام الـ 7 و الـ 8 و الـ 9 و الـ 10 من فبراير عام 1979 إلى أحد المصانع ومكث فيه بضعة أيام لكي يرى عن كثب ما يفعلونه، ووجد أنهم يلقون الخطابات ويحرضون فيها المواطنين ضد السلطة. ثم انطلقت مسيرة نحو بيت الإمام، في اليوم الـ 3 أو الـ 4 من انتصار الثورة! وبدأت الاستفزازات العمالية منذ ذلك اليوم، وما زالت هذه الاستفزازات قائمة حتى اليوم”.

ويُلاحظ أن كراهية خامنئي لعمال بلادنا الشرفاء كانت قد بدأت حتى قبل أن يستكمل خميني سرقة قيادة الثورة المناهضة للشاه عنوة. وكانت شبكة الملالي بأكملها تشعر آنذاك بالخطر الشديد من المطالب المشروعة للحركة العمالية، ولهذا السبب أرسلوا خامنئي المجرم الذي كان أحد أعضاء المجلس الثوري لخميني؛ إلى أحد المصانع ليمكث فيه 4 أيام. ويتضح من تصريحات خامنئي أن المصنع كان من بين المصانع الكبيرة، والعمال فيه على علمٍ بحقوقهم. وبعد أن قدَّم خامنئي تقييمه للعمال، وضع خميني قمع العمال بقيادة خامنئي على جدول أعماله. وبناءً عليه، بدآ برنامجهما ضد العمال منذ بداية حكم هذا النظام الفاشي على المحورين التاليين:

الأول – الاستغلال الأكثر وحشيةً للعمال

يتجاوز نظام الملالي كل حدود الاستغلال المفرط في استغلاله للعمال، حيث يستغل العمال بأكثر الأشكال وحشيةً. فعلى سبيل المثال، نجد أن الحد الأدنى للأجور في إيران أقل بـ 3 مرات مما هو عليه في أفغانستان وتركيا، وأقل بـ 6 مرات مما هو عليه في العراق. (صحيفة “آرمان” الحكومية، 27 سبتمبر 2020). وتُظهر هذه المقارنة الأولية مدى شدة الاستغلال الوحشي للعمال في إيران تحت وطأة حكم الملالي. بالإضافة إلى ذلك، يتضح استنادًا إلى ما ورد في صحيفة “اعتماد” الحكومية، في عددها الصادر في 1 مايو 2022، أن آلاف العمال في جميع أنحاء البلاد يتطلعون إلى تلقي أجورهم المتأخرة لمدة 7 أشهر و 15 شهرًا، أي أن العمال يمارسون عملهم لمدة 15 شهرًا بدون أجر، وبالكاد يحصلون على جزء من حقوقهم بشق الأنفس بعد الكثير من المعاناة.

ثانيًا – نزع سلاح الدفاع عن العمال ، وحرمانهم من حقوقهم

وفيما يلي اعترافات خامنئي على مضض التي تشير إلى أن هجوم بلطجية الحزب الجمهوري في نظام الملالي على المراكز الوطنية لنقابة العمال الإيرانية في طهران والمدن الكبرى، واحتلال على ربيعي للمركز الوطني لنقابة العمال الإيرانية في طهران، والذي أصبح فيما بعد أحد أكثر الجلادين وحشية في عقد الثمانينيات، وعلي رضا محجوب؛ تم التخطيط له بدقة، وجرى وفقًا لاستراتيجية قادة نظام الملالي لقمع العمال وصد حركتهم: أولًا – كان خامنئي أحد قادة الحزب الجمهوري في نظام الملالي أثناء هجوم بلطجية هذا الحزب على المراكز الوطنية لنقابة العمال الإيرانية. ودمَّر نظام الملالي كافة التنظيمات والنقابات العمالية، في غضون أقل من عام، أي أنه سلب من العمال سلاح الدفاع عنهم.

ثانيًا – حرم خامنئي العمال من التمتع بقانون العمل. حيث يباشر العمال عملهم صباحًا بموجب عقود مؤقتة وغير مستقرة وغير مدعومة خشيةً من المعاناة من البطالة مستقبلًا. (المصدر المذكور أعلاه). أي أن العمال ليسوا لديهم أي درع واقٍ لحقوقهم، ومن هذا المنطلق حكمت السلطة القضائية في نظام الملالي، في أواخر شهر مايو 2016، على 17 عاملًا في منجم “آق دره” للذهب، في مدينة “تكاب” بمحافظة أذربيجان الغربية؛ بما يتراوح بين 30 إلى 100 جلدة، ودفع غرامة مالية قدرها 500,000 تومان؛ بتهمة الاحتجاج على تسريحهم من العمل، وتم تنفيذ حكم الجلد على الملأ العام. كما أفادت وسائل إعلام نظام الملالي، في 28 أكتوبر 2018 بأن: “الفرع الـ 106 لمحكمة الجنايات 2 في أراك حكم على 15 فردًا من عمال شركة هبكو أراك بالسجن بما مجموعة 24 سنة و6 أشهر و1110 جلدة بتهمة تنظيم تجمع احتجاجي في شهر يونيو 2020 احتجاجًا على تأخير الرواتب وعدم تحديد وضعهم في الشركة”.

ومن الصعب على الإنسان أن يتصور على الإطلاق أن تصل كراهية الملالي وعداوتهم للعمال إلى درجة الإقبال على جلدهم على الملأ العام. والحقيقة المؤكدة هي أن جلد العامل والزج به في السجون؛ بسبب المطالبة بالحصول على رواتبه المتأخرة لعمل إجرامي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وأفادت صحيفة “فرهيختكان”، في 9 نوفمبر 2021 أن: “ضباط الشرطة بادروا في صباح يوم الإثنين، 4 أكتوبر 2021 باستخدام سيارات رش المياه لتفريق عمال مناجم الفحم التابعة للقطاع الخاص في كرمان، والذين أتوا للاحتجاج بمعية زوجاتهم وأبنائهم في مفترق طرق قرية دشت خاك – زرند”.

والجدير بالذكر أن قمع العمال الإيرانيين تحت وطأة حكم نظام الملالي يُعد من أهم برامج النظام الفاشي للحيلولة دون اندلاع انتفاضات جيش الجياع. وذكر خامنئي في كلمته التي ألقاها في 9 مايو عبارة “الاستفزازات العمالية” 5 مرات، وهذا يشير بدون ريب إلى رُعب خامنئي من غضب العمال.

عبثية خامنئي وكذبه اللا محدود

ادعى خامنئي أن عدد الباحثين عن العمل في مجتمعنا أقل مما هو عليه في كثير من البلدان حول العالم، وهذه كذبة صارخة. وفي هذا المجال أفادت وكالة “تسنيم” للأنباء، المحسوبة على نظام الملالي على لسان المدير الإداري لمنظمة تنظيم الوظائف الحضرية التابعة لرئيس بلدية مشهد حول وضع العمال العاطلين عن العمل، وهم كُثر على صعيد مدينة مشهد، قوله: “تم في الوقت الراهن إنشاء 12 محطة عمل على صعيد مدينة مشهد؛ بالتعاون مع القضاء والشرطة من أجل جمع ممن يدعون بأنهم عمال في نطاق محطات العمل. وقال: “إن حوالي 10,000 عامل سجَّلوا أسماءهم في هذه المحطات، وبعد تحديد العمال الذين يحملون بطاقات شخصية، تم إعداد ملفات لهم لتوظيفهم في وظائف مختلفة. والهدف من هذه الخطة هو جمع العاملين في مفترق الطرقات وتشخيص ممن يدعون أنهم عمال لكنهم ليسوا عمالا واقعيين على صعيد المدينة، ومنع الازدحام، والقضاء على أشكال القبح في مظهر المدينة، فضلًا عن توفير الطمأنينة والأمن للمواطنين”.

واستنادًا إلى ما ذكرته وكالة نظام الملالي للأنباء، يُلاحظ أن عدد العاطلين عن العمل أو على حد تعبير خامنئي”من يبحثون عن العمل” كبير لدرجة أنهم يخشون توقيفهم في مفترق الطرقات والشوارع. والجدير بالذكر أن الإجراءات المشتركة للأجهزة القمعية، وهي الجهاز القضائي والشرطة وغيرها من الأجهزة لتسجيل أسماء العاطلين عن العمل وتفريقهم تأتي جميعها بسبب الخوف من تجمعهم الذي قد يصبح شرارة للانتفاضة.

وبما أن ما لا يقل عن 100,000 عامل في 3 محافظات هي مازندران وكلستان ولرستان؛ فقدوا وظائفهم، خلال الـ 10 أيام الأخيرة، استنادًا إلى ما ذكرته صحيفة “شرق” الحكومية، في 27 أبريل 2020، يمكننا أن نقدِّر عدد العمال الذين فقدوا وظائفهم في المحافظات المكتظة بالسكان والمدن الكبرى؛ بالملايين. وكتبت صحيفة “شرق” نفسها بعد 18 شهرًا، أي في 25 أكتوبر 2021: “يمكن تقدير العدد الحقيقي للعاطلين عن العمل بحوالي 20,000,000 شخص”.

ولكي يتستر خامنئي على الاستغلال الوحشي للعمال قال بوقاحة في خطابه المشار إليه: “إن نظرة الأنظمة الرأسمالية إلى العامل نظرة نفعية واستغلالية، حيث أن العامل يُعد أداةً تمكِّنهم من الثراء. وإذا مُنح العامل امتيازًا في مرحلة ما، فإن الهدف منه هو تشجيعه على الاستمرار في العمل لزيادة رأس المال، وألا يصرف النظر عن الهدف أو لا يغضب.

وبناءً عليه يرى خامني ما يلي:

أولًا- انتفاع الأنظمة الرأسمالية من العامل واستغلاله أمر سيء للغاية، بيد أنه يرى أن أبشع استغلال للشعب وللعامل يمارسه هو ونظامه الفاشي لأمر جيد. وأفادت صحيفة “مستقل” الحكومية، في 1 يونيو 2020، أن “ثروة جميع المؤسسات الاقتصادية التابعة لمقر خامنئي تُقدَّر بـ 1000 مليار دولار. وتبلغ فائدة الـ 10 في المائة لهذه الثروة 100 مليار دولار في السنة، ويمكن بهذا المبلغ دفع تكلفة معيشة 10,000,000 أسرة (أي 40,000,000 فرد) من ذوي الدخل المحدود، ودعم صغار رجال الأعمال، وتعزيز البُنى التحتية للقطاع الصحي والعلاج، وتحقيق التوازن بين رواتب الممرضات وتكاليف المعيشة، وحل المشاكل الأخرى التي تواجه الحكومة وتجنبها. فهل تدركون حجم الاستغلال تحت وطأة حكم الملالي؟ والجدير بالذكر أن مَن يشتكي ويتألم ويكرر عزف السيمفونية الممجوجة والأسطوانة المشروخة سيحصل على ثروة أسطورية تبلغ تريليون دولار، في غضون 40 عامًا؛ يمكنه بأرباحها فقط أن يوفر لقمة العيش لما لا يقل عن 40,000,000 شخص جائع.

ثانيًا – تقوم الأنظمة الرأسمالية الغربية بعمل سيئ يتمثل في أنهم يمنحون العامل امتيازًا. ويرى خامنئي من وجهة نظره أن منح أي امتياز للعامل يعني أنه لا ينبغي منحه أي حق شرعي. ولاحظوا بأي قسوة يحيك خامنئي المؤامرات ضد “الأمن الوظيفي” للعمال، أي أنه يضرب بأهم مطلب شرعي لهم عرض الحائط.

واضطر خامنئي إلى إظهار طبيعته المناهضة للعمال، حيث قال: “إن انعدام الأمن الوظيفي ليس نتيجة لقضية العقود المؤقتة فحسب، بل إن هناك أسبابا أخرى لا أريد أن أذكرها الآن!”.

وعلى الرغم من أن جميع الفئات الإيرانية، فضلًا عن العمال يدركون أن المطلب الشرعي الأول للعمال وهو “الأمن الوظيفي” يتحقق بإلغاء العقود المؤقتة وتحويلها إلى عقود دائمة، إلا أن خامنئي يقول صراحةً إن انعدام الأمن الوظيفي ليس نتيجة للعقود المؤقتة فحسب.

نستنتج من ذلك أن:

نظام الملالي الشرير وضع في برنامجه منذ البداية استغلال العمال بطريقة وحشية وقمعهم بلا حدود، ويُعتبر خامنئي رمزًا لهذا الاستغلال الوحشي والقمع الإجرامي للعمال”.

وبناءً عليه، ليس أمام عمالنا أي طريقة سوى العصيان والانتفاضة ضد هذا النظام الفاشي مثل جميع فئات الشعب الإيراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة