الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتأجج ثوري في المجتمع ومخاوف من السقوط

تأجج ثوري في المجتمع ومخاوف من السقوط

0Shares

تأجج ثوري في المجتمع ومخاوف من السقوط

في خطاب لخامنئي ألقاه أمام مسؤولين في حكومته في 12 أبريل 2022 دعاهم والشعب فيه  إلى التحلي بالصبر وعدم التعب واليأس،  ” وعدم تخييب آمال الناس وإرساء الشعور بالمأزق لدى المجتمع” “وهي ما أسماها النظام باضطهاد الشعب، والدولة والثورة” (تليفزيون شبكه خبر 12 أبريل 2022).

يعترف خامنئي ضمنيا بحقيقة أن الشعب نفد صبره على النهب والقمع وجميع أنواع الاضطهاد، وعلى كافة أشكال الإضطهاد الذي يمارسه هو وحكومته ، وأن خامنئي يشعر جيدا بخطر الإنتفاضة.

لقد وصلت الأوضاع إلى حد يمكن سماع المخاوف بشأن أزمات النظام في كل مكان وفي كل محفل، وقد قارن البعض الظروف الحالية بظروف السنوات والأشهر الأخيرة لنظام الشاه.

وأشارت صحيفة مستقل الحكومية بتاريخ 16 أبريل 2022 إلى ثورة فبراير 1979 ضد نظام الشاه المنبوذ واستندت إلى قول الشاه إنه سمع برسالة ثورة الشعب، وشبهت الصحيفة ضمنيا الوضع الحالي بالسنوات والشهور الأخيرة من حكم الشاه وكتبت تقول: ” لم يتوقع الشعب  إنفراجا بترميم البناء السياسي، وهدم نظام بهلوي القديم المتهاوي ليبني بناءا سياسيا حديثا على أنقاضه. …

وهناك حديث الآن عن مؤسسي الوضع الحالي، وعن الحكومة العاجزة على القيام بإجراءات إيجابية،  ولم تتقدم سوى بأداء وتوجهات سلبية بحتة… ” وتتحدث بنظريات وأدبيات على نحو لا ينسجم مع مسامع الأمة.”

واعتراف واضح بوجود تأجج ثوري في المجتمع بتعبيرات ومفردات مختلفة، وقد اعتبروا العلاقة الحالية بين الشعب والنظام واصفين إياها بالمتأزمة، ونصحوا القادة بالتفكير في الأزمة الحالية بالمجتمع بأسرع ما يمكن وإلا فإن أزمة أكبر في الطريق.

وكتبت صحيفة همدلي الحكومية في 16 أبريل 2022: “تستمر الأزمة بمثابة جرح مزمن مؤلم في جسد المجتمع الإيراني مهددة الحياة لسنوات عديدة، و في أدبيات السلطة الحاكمة يتم استخدام عبارة “الظروف الحالية الحرجة ” بدلا من كلمة “أزمة” ، وقد أصبحت هذه العبارة مصدرا للسخرية والمفارقة المريرة في المجتمع.

!”السؤال الرئيسي هنا هو ما الذي حصل عليه وحصده مجتمعنا ليبقى واقفا على قدميه في ظل الأزمة؟”

والجواب على هذا السؤال واضح جدا وهو أن تحقيق هدف”البقاء واقفا على قدميه في هذه الأزمات” يكون بتأجيج الثورية بالمجتمع، ولن يتحقق أي إنجاز سوى بنهوض جماهير الشعب من الآن فصاعدا من خلال تأجيج واستمرار احتجاجاتهم وانتفاضاتهم ليحولوا هذه الأزمة القائمة إلى نهضة وثورة شاملة لإنهاء سلطة خلق الأزمات سلطة ولاية الفقيه.

ذلك لأن النظام لا يريد تلبية مطالب الشعب على على الإطلاق ولا يستطيع، كما أنه لا يملك أي إمكانية لإلقاء الماء على نار أزمة التأجج الثوري الحالية، وبالنتجية لا يمكنه منع قيام ثورة شعبية ظافرة، ولا يمكنه الإفلات من السقوط الحتمي.

ولم يكن يأتي من فراغ أن تكتب صحيفة همدلي الحكومية: ” من الواضح  أن الأزمات لا تتبدل بالصدفة فقط وإنما يُلقى بالمجتمع من أزمة إلى أزمة أخرى إلى حد أن تراكم الشدائد قد أوصل بالمجتمع إلى النقطة التي تتجذر فيها اللاعقلانية ووجود  رغبة بالهرج والمرج والفوضى  مهما كان سوء الرياح [وأنظروا الإنتفاضات والثورات] فهي متجذرة في جسد المجتمع”

وخلصت هذه الصحيفة إلى أن التأجج الثوري الحالي في المجتمع ومعارضة الشعب للنظام وصلت إلى مستوى لا يبقى بينهم سوى قلب البناء [أنظروا سقوط النظام أو الأنظمة].

ويأتي هذا الاعتراف إنعكاسا للشعارات الجماهيرية “الموت لخامنئي” و “الموت للديكتاتور” والشعار الذي يفيد بـ ” انتهت لعبة الإصلاح والمتشددين “.

واستنادا إلى وجود حالة من التأجج الثوري في المجتمع حذرت صحيفة مردم سالاري أيضا ونصحت عصابات النظام ” قبل أن نشهد ونرى تشكيلا بمستوى غير مرغوب فيه من عدم الرضى لنكن ونمضي في سياق المجتمع، ولنتخذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص لمنع ظهور وتحميل كلفة إضافية على أكتاف سلطة الحكم “(مردم سالاري ، 16 أبريل 2022).

لكن الحقيقة هي أن عمل النظام تجاوز التحذيرات، وبحسب قول أحد أعضاء مجلس شورى النظام: “طفح الكيل بكأس صبر الشعب ” حيث لم تُعد هناك وسيلة للنظام لإصلاح العلاقات مع الناس.، ولم يأتي من فراغ أن كابوس السقوط  قد سلب النوم من أعين مسؤولي كلتا العصابتين.

 ولاية الفقيه والحكومة التي تعتبر مظهر الظلم والقسوة و الفظائع التي لا حصر لها ضد الشعب الإيراني المضطهد.، نظام ولاية الفقيه الذي إبتز ونهب ممتلكات الناس طيلة 43 عاما ولعقودٍ متتالية، ودمر حياتهم.

ولهذا السبب نجد أن وسائل الإعلام الحكومية تعبر صراحة أو ضمنا عن قلقها بشأن الظروف الحرجة للمجتمع  معربين عن تقديرهم لوجود ثورة مؤسسة، ثورة هزت أركان الحكم مقدما. ثورة تحرق الأخضر واليابس، وتهدم المعبد على من فيه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة