الجمعة, مايو 17, 2024

دروس الحرية

0Shares

دروس الحرية

بات ثبات المعلمين الايرانيين واستمرارهم في سعيهم لكسر ارادة خصومهم من الحقائق الثابتة مع انتفاضة امس السبت، التي شملت ما يزيد عن مئة مدينة، وحملت دلالات الوعي والتجذير والمواصلة حتى تحقيق المطالب، رغم المحاولات الفاشلة التي يقوم بها نظام الملالي لتطوير ادواته القمعية.

يمكن ملاحظة ذلك  في عدد الذين نزلوا إلى الميدان، تعميق شعاراتهم وتجذيرها، لتأخذ منحى اكثر راديكالية مما كانت عليه المرات السابقة.

 ذهب المعلمون خطوة أخرى إلى الأمام بمطالبهم النقابية، حيث اصروا على إطلاق سراح المعلم المسجون، عبر تحركهم عن رغبات وتطلعات جميع الإيرانيين، باطلاقهم هتاف “الحكومة ترتكب جرائم والبرلمان يخون” و “درس اليوم تعلّم الحرية” و “هذه هي الرسالة الأخيرة” و “حركة التربويين مستعدة للانتفاضة”.

التحضير للانتفاضة واتقان ادارة الاحتجاجات تعبير عن نضج الظروف الموضوعية في المجتمع الإيراني واصرار الشرائح والطبقات على خوض الصراع، ولا يخلو ذلك من اشارة الى وعي الايرانيين لكذب وخداع دكتاتورية رجال الدين الفاسدة، وعجز نظام الملالي عن اتخاذ خطوات لحل أصغر المشاكل.

تدرك فئات الشعب المنتفضة ان الوحدة والتماسك والتنظيم مصدر قوتها، مفاتيح نجاحها في خضم الصراعات، وشرط اختبارها لضعف العدو وهشاشته، يظهر ذلك بوضوح في دقة الاعداد المسبق وطريقة التعامل مع اجراءات القمع.

 وفي المقابل يظهر غياب قدرات النظام على التعامل مع المفاجآت، عجزه عن منع تنظيم التظاهرات، فشله في تفريقها، ارتباك ادائه القمعي الواضح في تهديداته، اعتقاله الناشطين والمنظمين و بعض المتظاهرين في اماكن التجمعات، وخشيته من مواجهة جموع المنتفضين.

يعلم نظام الملالي باحتمالات تحول اجراءاته القمعية الى شرارة في ظروف المجتمع المتفجرة، خبراءه يحذرون من الخطر، تتزايد مؤشرات الانقسام الطبقي، وتتفاقم الاوضاع قياسا بما كانت عليه خلال الـ 43 عاما الماضية، لكن محدودية خياراته تحول دون المعالجة الصحيحة والحكيمة للازمات، تدفعه باتجاه القمع،  وتمهد الطريق امام انهياره.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة