الأحد, مايو 12, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومجراحة الاقتصاد تلف حبل المشنقة على عنق الملالي

جراحة الاقتصاد تلف حبل المشنقة على عنق الملالي

0Shares

جراحة الاقتصاد تلف حبل المشنقة على عنق الملالي

يزيد تمهيد نظام الملالي لاجراء ما يوصف بالعمليات الجراحية الكبرى على اقتصاده المأزوم من احتمالات انهيارات جديدة في الاوضاع المعيشية تهدد الشرائح الاوسع من المجتمع الايراني.
تتحدث شخصيات ووسائل إعلام الملالي عن “الـعمليات الجراحية الكبرى” باعتبارها ضرورة لا بد منها لإنقاذ الاقتصاد المرتبط ببقائهم في السلطة، ومن بين تصريحات رؤوس النظام حول الخطوات المقبلة ما جاء على لسان الرئيس ابراهيم رئيسي بانه لن يتردد وحكومته “في هدر حيائنا وماء وجهنا” لاجراء هذه العمليات.
بات من الواضح أن المقصود بـ “الجراحة الكبرى” امتصاص آخر مقومات معيشة الايرانيين بعد الغاء فئة الـ 4200 تومان من أجل إستيراد المواد الأساسية، ومضاعفة سعر البنزين والمحروقات الأخرى.
اتبع نظام الملالي هذه الخطوات ــــ قبل حديثه عن الجراحات الكبرى ــــ باعتبارها الطريقة المتاحة للنهب الذي يمكنه من سد فجوة العجز التي زادت عن 50٪ من موازنة 2022، وأدت لنزول 80% من الإيرانيين لما دون خط الفقر، وأكثر من 30% الى المجاعة والفقر المدقع، وقضاء الأسعار المرتفعة والبطالة على قدرات الناس.
تكمن مشكلة النظام اليوم في الرعب من تفجر الغضب الشعبي، حيث لا يملك عشرات الملايين منهم ما يخسرونه، مما يدفعه لتمهيد ارضية الجراحة بجس النبض ومحاولة القضاء التدريجي على الحساسيات الاجتماعية، مع بعض المُسكنات للتخفيف من عواقب خطواته المقبلة.
و تساعد تصريحات عضو لجنة الطاقة في مجلس الشورى فریدون عباسي في توضيح خطة النظام حيث اشار في احد تصريحاته الى ان خطة مضاعفة سعر البنزين ثلاث مرات في سنة 2019 كانت صحيحة وضرورية، لكنه انتقد التنفيذ الخاطئ لهذه الخطة، مشددا على ان تفادي انتفاضة ذلك العام كان ممكنا في حال اختلاف شكل التنفيذ، مما يعني تغيير الشكل والابقاء على الجوهر.
في هذا السياق جاء أعلان المتحدث باسم حكومة رئيسي عن خطة “إختبارية” تقضي بزيادة سعر البنزين، تتضمن تخصيص حصة البنزين في جزيرتي قشم وكيش للأشخاص بدلا من السيارات، بما يتيح لأي شخص ليس لديه سيارة الحصول على حصة وقود وعرضها للآخرين بسعر معقول.
تتضمن تفاصيل الخطة التي يجري الحديث عنها الابقاء على سعر التزود بالبنزين وهو 1500 تومان للتر فيما يتعلق بالحصة و 3000 تومان للتر الذي يباع بالسعر الحر، والمقصود بمصطلح “إختباري” الذي يتردد على نطاق واسع أنه في حال نجاح الخطة المذكورة سيتم تنفيذها وتعميمها على مراحل في جميع أنحاء البلاد.
مع تنفيذ خطة تخصيص لتر واحد من البنزين للفرد في اليوم يصل سعر البنزين إلى 9 أضعاف أي 27 ألف تومان للتر الواحد، وفي هذه الحالة يمكن أن تقفز أسعار السلع الأخرى لتحدث تضخما مفرطا يحذر خبراء النظام من نتائجه .
ولم تخل جعبة النظام من حيل للتعامل مع مخاطر الانفجار الاجتماعي وعواقب الجراحة تتمثل في مضاعفة مبلغ الدعم النقدي الشهري الـ 90 ألف تومان شهريا ــــ تعادل 3 دولارات ــــ الذي قيل بأنه سيُدفع لحسابات المواطنين بدءا من الشهر الحالي، ولن يكون متاحا للجميع، الامر الذي يمكن تشبيهه بحبة ألاسبرين لمريض خضع لعملية قلب مفتوح.
مع تزايد عدد الفئات المحرومة التي تخرج إلى الشارع كل يوم للمطالبة بأجورها الضئيلة لا يمكن للنظام الرجعي إجراء الجراحة بهذه الحيل الطفولية ليشتري فترة بقاء اخرى في السلطة، الامر الذي لا يخفى على بعض اوساط الملالي حيث حذر احمد علم الهدى من عواقب الجراحة قائلا ان العمليات الجراحية لا تجرى على جسد هزيل، مشيرا الى ان الجسد المريض لن يخرج حيا من العملية.
تهدد الجراحات التي يضطر لها الملالي لادامة بقائهم في السلطة بالمزيد من افقار الايرانيين ومراكمة اسباب الغضب والابقاء على مناخات الانتفاضات الشعبية لتكتمل ظروف الانتفاضة الكبرى التي تخلصهم من اعباء سياسات مغامرة غير مسؤولة اوصلت الشرائح الاوسع من الشعب الايراني الى ما دون خط الفقر .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة