الثلاثاء, أبريل 30, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيالعراق بحاجة للبناء و ليس للحروب و المواجهات

العراق بحاجة للبناء و ليس للحروب و المواجهات

0Shares


بقلم:مثنی الجادرجي

 


منذ حرب الخليج الاولی، يعيش العراق ظروف و أوضاع دولة في حالة حرب مستمرة، وإن التمعن في أوضاع الشعب العراقي علی مختلف الاصعدة، وبالاخص الاقتصادية و الاجتماعية منها، والتي هي علی أسوء ماتکون، يعکس الآثار و التداعيات السلبية لتلک الحالة علی الشعب العراقي الذي يطمح ومنذ نهاية الحرب مع إيران الی أن يتنفس الصعداء و ينعم بالراحة ولکن من دون جدوی خصوصا بعد إزدياد التدخلات الاقليمية فيه ولاسيما من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
الشعب العراقي الذي دخل من دون إرادته أو إختياره في سلسلة من الحروب الخارجية و الداخلية التي أثقلت کاهله و أنهکته تماما، وقد کان للنظام الايراني دورا کبيرا في کل تلک الحروب، کما إنه قد کان المستفيد الاکبر منها کما إتضح لاحقا، ولاريب من إن العراق بأمس الحاجة الی مرحلة إعمار و إعادة بناء ولاسيما بنيته التحتية التي تضررت الی أبعد حد، ولکن يبدو أن هناک أکثر من عائق يقف في وجهه، إذ الی جانب الفساد المستشري بشکل لايصدق في العراق و حالة الانقسام و الاختلاف و الفئوية و التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لوحده يمثل أکبر عائق بهذا الصدد ولاسيما وإنه يهدف الی إبقاء الحالة المزرية في العراق من أجل ضمان دوره و نفوذه.
في الوقت الذي تزداد فيه المطالب الشعبية في العراق بالترکيز علی البناء و الاعمار و تحسين الخدمات العامة و الحالة المعيشية بشکل خاص، فإن اللواء يحيی رحيم صفوي، مساعد وکبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الايرانية، إقترح تأسيس تحالف اقليمي ليضم فضلا عن ايران وروسيا وسوريا، العراق وباکستان ايضا، مبينا ان هذا التحالف سيکون امام “التحالف الامريکي”. ولاندري مالذي سيجنيه الشعب العراقي من هکذا تحالف؟ ومافائدة دفعه للإصطدام مع أمريکا؟ ذلک إن التوتر الکبير الذي يسود العلاقات الامريکية الايرانية بسبب تحفظات الاول علی الاتفاق النووي و علی برامج الصواريخ الباليستية الايرانية و کذلک تدخلاته في المنطقة، ولکن النظام الايراني الذي يسعی للتصيد في المياه العکرة و جر غيره الی الدوامة التي يدور فيها بسبب من سياساته المشبوهة، علی أمل أن يساعده ذلک للخروج من مأزقه.
العراق ليس في حاجة الی هکذا تحالف أبدا بل وليس في حاجة الی إصطدام مع أمريکا فقد سبق له وإن إصطدام و دفع الثمن غاليا جدا وإن إعادة الکرة تعتبر الجنون بعينه، ولذلک فإن العراق بحاجة الی تحقيق أمرين مهمين من أجل ضمان مستقبل أفضل لشعبه وهما:
اولاـ السعي للخروج من دائرة نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فهو يشکل أکبر تهديد يحدق به من مختلف الجوانب.
ثانيا ـ محاربة الفساد الذي رأسه في طهران و الترکيز علی الاعمار و إعادة البناء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة