السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانتفاضة إيران، مسارها وآفاقها!

انتفاضة إيران، مسارها وآفاقها!

0Shares

بقلم: عبدالرحمن مهابادي*

 

 

تتواصل الانتفاضة في إيران والعالم يشاهد التطورات في هذا البلد الهام بمنطقة الشرق الأوسط حيث تزداد حالات الدعم لانتفاضة الشعب الإيراني من قبل رموز الدول مما يجعل آفاقا مشرقة أمام المنتفضين.
واليوم نری مواجهة عنيفة بين المواطنين ونظام الملالي في الکثير من المناطق بإيران حيث ترتفع نبرتها يوما بعد يوم. وهاجم المواطنون في بعض المناطق الأجهزة الحکومية وذلک لأن الملالي الحاکمين ليس لم يلبوا مطالبهم فحسب وإنما يهددون المنتفضين بالقتل وبغية ذلک انتشر النظام قواه للأمن الداخلي وقواته العسکرية وأعلنت حالة التأهب في صفوفها إذ فتحت النار علی المواطنين في بعض المدن مما أدی إلی سقوط عدد منهم شهداء.
وتشهد التجارب المختلفة للانتفاضة في مختلف نقاط العالم حقيقة أنه يشعل سفک «الدماء» لهيب الانتفاضة أکثر فأکثر وتشهد إيران هذه الحقيقة في هذه المرة. کما أنه وإذا ما لم يطلق نظام الملالي النار علی المنتفضين فهم في صدد الإطاحة بهذا النظام بينما إذا ما أطلق النار عليهم باستمرار فمن الطبيعي يحمل المواطنون الأسلحة ويطالبون بها بحقوقهم مما يؤدي إلی إسقاط النظام لامحالة. وفي أية حال، لقد تعرض وجود النظام للخطر وبدأت مزاعم الأجنحة المختلفة لهذا النظام تمحو کـ«الزبد فيذهب جفاء».
وبإلقاء نظرة علی طبيعة وسجل نظام الملالي والمشهد السياسي الراهن في إيران يمکن القول بکل جرأة إن بداية نهاية النظام لقد بدأت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وليس ببعيد أن يحدث تغيير عظيم ينتظره ويتوقعه العالم وينهار ويحدر عفريت التطرف ومصدر الإرهاب في العالم بيد الشعب الإيراني. وتشير وتيرة التطورات وجميع الأدلة والبراهين إلی حقيقة أن العام الحديث سوف يکون عاما حاسما للشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
والآن يطرح سؤال نفسه وهو: هل تعد انتفاضة الشعب الإيراني في الوقت الراهن أمرا تلقائيا يفتقر إلی القيادة والتنظيم؟ ومن الخطأ الرد علی هذا السؤال بـ«نعم».
ومن الواضح للخبراء في الشأن الإيراني أن هذه الانتفاضة هي موجهة ولها مسارها وأهدافها، رغم أنه لا يمکن الإشارة إلی تفاصيلها ولو قليلة. ولکن تبين بشکل جلي من خلال الصور والأفلام أن مطلب المنتفضين هو إسقاط نظام الملالي حيث کان استراتيجية المقاومة الإيرانية قائمة عليه. وفضلا عن ذلک يتطابق الدور البارز للنساء الباسلات والشباب الغياری في إيران مع القوة الرائدة للمقاومة الإيرانية جملة وتفصيلا. کما يثبت الغضب السام لنظام الملالي في تنظيم مظاهرات مفتعلة ضد الانتفاضة هذه الحقيقة، إذا کانت عناصر النظام تهتف بشعار: «الحرکة الأموية الخضراء، تابعة لدرب رجوي».
واليوم يجد کل إيراني تحرري شريف نفسه أمام واجب وطني وهو الاستعداد لتحقيق أهداف الانتفاضة. وبحسب الکتب السماوية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجوز لکل شعب في وطن أسلافهم وأجدادهم الدفاع عن کيانهم والإطاحة بالحکومات القمعية وهذا هو حق شرعي ومعترف به دوليا. واليوم لقد حان دور الشعب الإيراني ليطيح بنظام الملالي أعتاب الذکری الأربعين لتأسيسه. وبغض النظر عن النوائب يحقق الشعب الإيراني النصر، وسيحرر شعب أراد التحرير!

 

 

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة