الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعلی خط الانتفاضة الشعبية في إيران

علی خط الانتفاضة الشعبية في إيران

0Shares

«الصديق» بالنسبة إلی الشعب الإيراني هو حرکة المقاومة الحاضرة النشطة في ساحات الانتفاضة وفي جميع المدن الإيرانية جنبا الی جنبه!

 

 

بقلم: عبدالرحمن مهابادي*

 

 

بينما کان قادة نظام الملالي يظهر کل منهم علی الشاشات ليعلنوا انهم استطاعوا ان يسکتوا انتفاضة الشعب الإيراني لکن ثمة دلائل قوية علی عدم موت الانتفاضة وأن أهدافها تحققت علی يد المنتفضين الشجعان في إيران ويستعدون للخطوات التالية.

المنتفضون الإيرانيون في خطوتهم الاولی منذ اليوم الأول في 28 ديسمبر قالوا کلمتهم الأخيرة ورغم التهديدات والاعتقالات واستشهاد نحو 50 من ذويهم لم يحيدوا عن هدفهم الاساسي في اسقاط نظام الملالي ولم يستسلموا. يجب أن يخاف قادة النظام!

مع أنه کان من المتوقع في الخطوة الأولی من الانتفاضة ان تمتلئ شوارع إيران في 31 محافظة بإراقة الکثير من الدماء من قبل قوات القمع الحکومية ، الا أنه استمرت الجرائم داخل السجون وتم اعتقال اکثرمن 8000 من عناصر الانتفاضة وسجنهم وفي الأيام الأخيرة استشهد عدد منهم بشکل فظيع تحت التعذيب من قبل قوات الحرس. وقادة النظام يعلنون بوقاحة أنهم انتحروا بسبب المرض وماتوا وهذا کذب صريح. والآن المعتقلين يواجهون عمليات قتل جماعي من قبل نظام الملالي. قادة النظام يجب أن يخافوا!

هذا النظام سبب الجوع للشعب الإيراني وأملاک الشعب تم نهبها من قبل العصابات التابعة لهذا النظام. اضافة الی ازدياد البطالة وارتفاع الاسعار في إيران في ظل حکم الملالي ما أثقل حياة الشعب ودمرها. هذه الحالة ستبقی مثل النار التي تحت الرماد وستستمر الانتفاضة تلو الأخری حتی اسقاط هذا النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!

الشعب الإيراني لديه خبرة عملية عن صفحة نظام الملالي السوداء والآن أدرک طبيعة وسياسة واستراتيجيات نظام الملالي. الشعب أيقن تماما ان اقتصاد دولتهم في يد زمرة قليلة من قادة النظام والتي يتم انفاقها علی المستوی الاقليمي في تصدير الارهاب والتطرف الی خارج حدود إيران، أو أن کل من قادة الحرس احتکر اقتصاد إيران لمصلحته الشخصية. عشرات ومئات الملايين من الدولارات وحتی المليارات من ممتلکات دولة إيران أودعوها بحساباتهم في مختلف أنحاء العالم وتزداد کل يوم. شعارات المنتفضين مؤخرا هي وثائق تعبر عن رقيهم ووعيهم ومطالبهم المشروعة. (لا غزة ولا لبنان أرواحنا فداء لإيران) و(اترکوا سوريا بحالها وفکروا بنا) و. .. الشعب عرف بدقة کيف ينقذ نفسه ووطنه من قبضة نظام ولاية الفقيه. قادة النظام يجب أن يخافوا!

الشعب الإيراني لديه تجربة اسقاط نظام محمد رضا شاه بهلوي عام 1979 ويريد إظهار قوته مجددا أمام «الديکتاتور» لأنه «من الممکن والواجب» اسقاط هذا النظام الذي ليس من الشعب وليس لهم. والشعب عرف بدقة أن تحقيق اسقاط الديکتاتور يکون من خلال التضامن الوطني والشعار الذي أطلقه المواطنون ( نحن جميعا معا) ليس ملاطفة لنظام الملالي بل بسبب تخوف النظام منهم. لهذا حاول دائما کسرهم وإظهارهم زورا أنهم عدة فئات. لکن المنتفضين کانوا أذکی منهم وأکثر تصميما علی اسقاط النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!

خلافا للانتفاضات السابقة، الشعب هذه المرة کان أکثر وعيا وقد عرف اصدقائه واعدائه بشکل جيد وواضح، وقد اکتشفوا أن “الصديق” هو حرکة المقاومة الإيرانية التي کانت اول من حمل راية النضال ضد النظام المستبد في السنوات ال 39 الماضية، ولم تألو جهدا للحفاظ علی خطوطها الحمراء ولم تعدل عن ثوابتها وقيمها قيد انملة، والآن علی صعيد البيت الداخلي الإيراني، وفي مشاهد الانتفاضة الإيرانية وفي مختلف المدن الإيرانية کان للمقاومة الإيرانية حضور قوي وکما انها وقفت بجانب هذه الانتفاضة. وهم يعرفون الآن أن هذه الحرکة هي من الشعب وللشعب، و يمثلها المجلس الوطني للمقاومة برئاسة السيدة (مريم رجوي). هذه الحرکة التي تدعم تطلعات الشعب الإيراني واماله في الحرية وکما تدعم انتفاضته العظيمة، وقد انتصرت هذه الحرکة في العديد من ساحات المعارک وتخطت بنجاح التحديات السياسية والعسکرية والاجتماعية المختلفة التي مرت بها واختبرتها. قادة النظام يجب أن يخافوا!

في الکلمة الأخيرة، الآن يميل النظام بکل ما يملک من قوة فيما يتعلق بالداخل الإيراني ويسعی إلی الصاق الفتاوی الموروثة من الخميني ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، بالانتفاضة الإيرانية الشجاعة هذه المرة، وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بالوضع خارج حدود إيران يدعي هذا النظام ان المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق هي قوة لا تملک جذورا داخل إيران وکما انها لا تملک قاعدة شعبية هناک. لذلک، فإن کل القوی والتيارات التي تمر عبر حدود إيران في الاتجاهين (سواء داخل إيران أوخارجها) والتي تمشي في هذا الطريق او غيره ومع اختلاف مشاربها فان لها مصب واحد ألا وهو بيت العنکبوت المضطرب والمتحطم لنظام الولي الفقيه في طهران. وما من شک في أنه مع الإطاحة بنظام الملالي، فإن المرتزقة والمدعين المزعومين الموالين للنظام مع أي قناع ولباس ارتدونه سيختفون مثلما يختفي الزبد من علی وجه الماء. يجب أن يخاف رؤساء ومرتزقة النظام!

 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة