الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماحتجاجات طلابية وهلع النظام الإيراني

احتجاجات طلابية وهلع النظام الإيراني

0Shares

تظاهر طلاب فرع العلوم والبحوث في الجامعة الحرة في طهران يوم الاثنين 31 ديسمبر لليوم الثالث على التوالي، للاحتجاج على مصرع 10 من الطلاب خلال حادث انقلاب حافلة. وخلال التظاهرة هرب رئيس الجامعة بسيارته من الجامعة، بدلًا من استجابة مطالب الطلاب المتظاهرين وأصاب أثناء هروبه عددًا من الطلاب بجروح.

وفي يوم الأحد 30 ديسمبر، كلف النظام المدعي العام منتظري ورئيس الجامعة الحرة تهرانجي بالحضور وسط الطلاب وهما حاولا تهدئة الطلاب الغاضبين والمحتجين بإطلاق وعود لهم. وفي يوم الاثنين خرج طلاب جامعة طهران إلى تظاهرة للتضامن مع طلاب الجامعة الحرة ورددوا شعار الموت للدكتاتور.

في بداية الأمر، حاول النظام بتأني وتحمل التظاهرات لعدة أيام وإخفاء سلطاته من أمام أعين الطلاب المكلومين، سعيًا لانطفاء نيران غضب واحتجاج الطلاب مع مرور الزمن وتخفيف وطأة الحادث، إلا أن ذلك ليس لم يحدث فحسب، وإنما زادت الاحتجاجات يومًا بعد يوم وأخذت تتعمق، وعندئذ خاف النظام من أن هذا الصمت واللامبالاة قد تخلق مشكلة له، ولهذا السبب قام باتخاذ جملة من الأعمال المحفزة:

بداية قام بتبديل الحافلات المتهالكة بحافلات جديدة (بزعمه).

قام بتوبيخ أو طرد 5 من عناصره الدونية على الأقل وغيرها من أعمال…

ولكن هذه الممارسات المضللة، لم تجد نفعًا حيث واصل الطلاب يوم الاثنين 30 ديسمبر تجمعهم واحتجاجهاتهم ودخلوا في مواجهة الإجراءات الأمنية للنظام بما في ذلك قيام الحراسة بغلق الساحة التي كان الطلاب يحتشدون فيها.  

ما هي طلبات الطلاب؟

والآن الجميع يعلم، كما أن النظام نفسه يعلم جيدًا أن عرائض الطلاب ربما تكون في الوهلة الأولى تموينية، ولكنه ملم أيضا أن طلباتهم في نهاية المطاف ليست تموينية، لأن النظام يعرف أن الطلاب يعلمون أن طلباتهم التموينية تبقى دون جواب!

ان طلبات الطلاب باعتبارهم قطاعًا من المجتمع الإيراني والأكثر وعيًا، ليست منفصلة عن مطلب عموم الشعب الإيراني. طلبهم رفض وإزالة النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية. وهذا ما انعكس في شعارات الطلاب أيضًا. إنهم كانوا يرددون «الطالب يموت ولا يقبل الذل» و«الموت للدكتاتور»، من الواضح أن العرائض المطلبية لا تعادل دماء الطلاب المهدورة.

ناهيك عن أن أي عريضة مطلبية في هذا النظام لن تأخذ جوابًا، فالرد عليه إما القمع أو السجن. وفي عمقه طلب سياسي!

خلال عام مضى بعد انتفاضة ديسمبر الماضي، كل محاولات النظام وقادته وجهازه الاعلامي تنصب على تصوير طلبات الناس الضائقين ذرعًا بدءا من العمال وإلى المعلمين والطلاب وغيرهم من مكونات المجتمع بأنها عرائض مطلبية ومعيشية.

يجب التأكيد على أنه كلما يقمع النظام مجموعة، فإن الحركة نفسها لن تزول، بل تختزن وتتراكم في الطاقة التفجيرية للمجتمع. كما أن انتفاضة عمال هفت تبه قد تجددت في انتفاضة عمال مجمع الفولاذ في الأهواز. وما إن يتم قمع هذا الحراك، ينهض المعلمون، فالطلاب، ثم الكسبة والبازاريون ثم العمال من جديد و… هذه الحركات والحراكات الاحتجاجية في نهاية المطاف ستنضم بعضها إلى البعض وحينئذ سيحصل ما يتهرب منه النظام.

 

ماذا تقول تجربة مجاهدي خلق على مدى 40 عاما؟

كما قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في خطابها الأخير في المؤتمر العارم بحضور أبناء الجاليات الإيرانية:

«لا مخرج ولا مفرّ للنظام للهروب من السقوط. منذ 40 عاماً كنا ومازلنا نرغب في تغيير سلوكيات نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، ولكنه، كما يقول لا ينتحر خوفًا من الموت!

النقطة الثانية: استراتيجية الدكتاتورية الدينية، للبقاء وللخروج من الأزمات، تعتمد على القمع والانكماش داخل إيران، وعلى تصدير الإرهاب والحروب والأزمات إلى خارج إيران.

في أغسطس الماضي، اعترف الملا روحاني رئيس جمهورية النظام بأن المشاكل الداخلية والدولية للنظام تصاعدت منذ يناير الماضي. إنه قال: «الشغب[الانتفاضة]… أعطى رسالة للأجانب وأدركوا أن بإمكانهم تصعيد الضغوط (علينا) ومزيداً من التأثير».

نعم، من هنا اختلّ التوازن الداخلي والخارجي للنظام، تراكمت التوترات ضدّه، وبرزت هشاشته الأساسية.

طوال العام الماضي، حاول النظام عدة مرات إخماد الانتفاضات، لكن في كل مرة خرج لهيب النار من جديد من تحت الرماد».

وهذه الأمواج المتتالية، تتلاقى في نقطة واحدة وهي إسقاط النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة