الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعام الايراني الجديد، عام دفن دکتاتورية الملالي ,الماضي ينير درب المستقبل

العام الايراني الجديد، عام دفن دکتاتورية الملالي ,الماضي ينير درب المستقبل

0Shares


بقلم:عبدالرحمن مهابادي  


الان نحن في الايام الاخيرة من العام الايراني. في بداية العام الجديد وبالقاء نظرة الی الماضي وبالاخص الی الخروج المنتصر لقوات المقاومة الايرانية من العراق ونهاية فترة حکم باراک اوباما متبع سياسات التماشي والاسترضاء مع نظام الملالي کتبنا: “في العام الجديد، سيحدث تغيير کبير فيما يتعلق بإيران”. لا يزال، لا يملک أحد معلومات دقيقة عن کيفية وآلية ذلک. لکن الجميع مقتنعون بأن هذه الفرصة الذهبية المتاحة يجب ألا تضيع! ” کما کتبنا أنه “مع ظهور العلامات الأولی لبدء هذا التحول، فإن صفوف القوی التي تطالب بالإطاحة بالنظام ستکون موحدة في أسرع وقت ممکن. لمثل هذه الحرکة بالطبع من حيث الظروف الفکرية والموضوعية في المجتمع الايراني والتي مع بدايتها لم يکن النظام في مجمله قادرا علی الوقوف مقابل هذه الموجة الهدامة. لأن هذه الموجة قوية للغاية وناشئة من رغبات ومطالب شعبية لن ترضی بأقل من تغيير النظام”.
في شهر مايو عُقدت الجولة الثانية عشرة من الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي. بفضل العاملين الاثنين المذکورين أعلاه ولاسيما نشاطات المقاومة في داخل ايران والتي کانت تترکز جهودها علی حرکة التقاضي من أجل السجناء السياسيين الذين تم قلتهم في عام 1988 أحبطت محاولات خامنئي الرامية لاجلاس ابراهيم رئيسي علی کرسي الحکم الذي کان أحد المشارکين والمسؤولين عن مذبحة عام 1988 وزادت من حدة وتيرة معارک الذئاب في رأس النظام. وکانت نتيجة الانتخابات هي (اضعاف النظام) الذي کان في انتظاره مراحل أخری من الانهيار والدمار والزوال.
في وقت لاحق، أعلنت المقاومة الإيرانية في اجتماعها السنوي الذي عقد في باريس في 1 يوليو 2017 عن استراتيجيتها الجديدة بدعم من شخصيات بارزة من مختلف دول العالم من جميع القارات الخمس. “استراتيجية ألف أشرف”، وهذا يعني التوسع في نشاطات المقاومة الايرانية وفعاليتها في داخل ايران المحتلة. هذه الاستراتيجة ستمدة من هدف نقل قوی المقاومة من العراق الی دول اوربا بشکل مرتب وکان من الطبيعي أن يکون هذا الهدف يثير غضب وجنون نظام الملالي.
لأنه من ناحية، هُزمت خططهم الرامية لارتکاب مجزرة بکامل قوات المقاومة الإيرانية، التي کانت تحت حصار الحکومة العراقية العميلة، ومن ناحية أخری، أصبحت هذه القوات الآن أقوی مما کانت عليه في الماضي وعملت علی ترکيز نشاطاتها نحو توسيع الاحتجاحات الشعبية وتوجيهها ورعاية وتنشئة مطالب الشعب الايراني أي (اسقاط النظام في داخل البلاد).
لقد کتبنا في مقال حول هذا الاجتماع السنوي للمقاومة أنه “في هذا الاجتماع السنوي، يمکن رؤية طلائع انتصار المقاومة علی نظام ولاية الفقيه”. لأن تغيير نظام دکتاتوري واحد وتحرير الشعب والوطن منه يتطلب قيادة کفوءة، واستراتيجية متماسکة وثورية، ويحتاج الی منظمة قوية والی قوة رائدة موجودة بالکامل في إيران، والخلفية والأرضية المناسبة لهذا التحول الکبير هي، بطبيعة الحال، الظروف الموضوعية والذهنية للمجتمع التي أظهرها الشعب الإيراني مرارًا وتکرارًا في حرکاته الاحتجاجية ضد الحکومة. ومنذ اکتساب الدروس المستفادة من القمع والاستبداد والقمع خارج حدود ايران ولاسيما في دول العراق وسورية ولبنان واليمن، أصبحت هذه المقاومة في الوقت نفسه نقطة أمل لشعوب المنطقة، وهم يتطلعون إلی الإطاحة بهذا النظام من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الايرانية “.
بداية الانتفاضة العارمة والشعبية في الأيام الأولی من الشهر العاشر من التاريخ الايراني (نهاية أيام عام 2017)، کانت في الواقع، الخطوة الأولی من ‌خارطة الطريق التي أوصلت نظام الملالي من نقطة “الإضعاف” إلی نقطة “فقدان التوازن”. علی الرغم من أن نظام ولاية الفقيه، باستخدامه کل أنواع التهديدات والسيناريوهات الخادعة، أراد حرف مسار هذه الانتفاضة نحو الهاوية أو تظاهره بالقدرة علی اطفائها. لکن استمرار الانتفاضة الشعبية ولاسيما من قبل الشباب الثوريين وبؤر الثورة أظهرت أن الانتفاضة لن تتوقف حتی اسقاط نظام الملالي وهذا الانتفاضة سوف تشتعل کلما وجدت الفرصة المناسبة لذلک. هناک فرص ذهبية لا حصر لها في انتظار الانتفاضة الشعبية التي ستفجر في کل مرة برکانا في وجه هذا النظام. الاحتفال بيوم (جهار شنبه سوري) والذي هو في الواقع بوابة مدخل الإيرانيين إلی العام الجديد، کانت واحدة من تلک الفرص التي وجهت فيها الانتفاضة المبدعة ضربة جديدة وموجعة لهذا النظام.
يمکن رؤية ثمار ما أظهره الشعب والمقاومة الإيرانية خلال العام الماضي في تغيير سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة، وکذلک العديد من الدول الأوروبية والعربية فيما يتعلق بإيران. الآن يعيش نظام الملالي في عزلة تامة علی الساحة الدولية. لا اتفاق نووي و لا انسحابات الزامية ولن يکون هناک دواءا يشفي ألم هذا النظام الأصولي. لأن عدم شرعية هذا النظام هو أمر مسلم به من وجهة نظر المجتمع الدولي وإن تغيير النظام في ايران هو موضوع اهتمام ودعم العالم الآن.
والان هناک اجماع و توافق في الآراء في المجتمع الدولي فيما يتعلق بالتطورات والتغيرات المستقبلية في ايران علی أن الحرف الأول والأخير في هذه التطورات سيکون للشعب والمقاومة الايرانية. الحقيقة هي أنه في الخطوة الأولی من الانتفاضة، استطعنا سماع أصوات طقطقة عظام نظام الملالي البائد والعام الجديد سيکون عام دفن دکتاتورية الملالي. لن يکون الشعب والمقاومة الايرانية وحيدين في هذا الطريق ولا شک أن العالم سيسعی للمطالبة بدعمهم وحمايتهم.

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة