الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالحصار الکبير

الحصار الکبير

0Shares


 
بقلم:منی سالم الجبوري

 


إجراء مراجعة دقيقة بين الاوضاع المختلفة في إيران خلال الاعوام الماضية، وبين نفس الاوضاع في هذا العام أي 2018، لوجدنا فرقا شاسعا بينهما، إذ أن المشاکل و الازمات الحالية التي تعاني منها إيران باتت کلها عقيمة و ليس بإمکان السلطات الايرانية إيجاد ثمة علاج او حل ما لها، ذلک إنه يواجه وضعا أشبه بالمحاصر علی مختلف الاصعدة، ومع إنه کان طوال الاعوام السابقة محاصرا لکن الحصار الذي صار يعاني منه خلال الاشهر الاخيرة من العام الماضي و هذا العام،يمکن وصفه بالحصار الکبير!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قام بإستغلال العامل الديني من أجل تحقيق أهداف و غايات سياسية محددة، إنتهج سياسات مختلفة إتسمت کلها بالتطرف و التشدد و إعتمدت علی مبدأ تصدير الارهاب و الارتکاز علی القوة و العنف لدفع الاخرين للقبول او الاقتناع بطروحاته، کانت لهذه السياسات الطائشة و المجنونة آثارا بالغة السلبية علی الاوضاع في داخل إيران علی الاصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و تجسدت في إزدياد أحوال الفقراء سوءا و إزدياد نسبتهم يوما بعد آخر حتی لم تعد هنالک من طبقة وسطی في إيران إذ بات اليوم و بفعل السياسات التي يتبعها هذا النظام يعيش قرابة نصفه تحت خط الفقر بحسب إعتراف مسؤولين إيرانيين في نهاية العام المنصرم، و تزداد نسبة البطالة بشکل مخيف حتی أنها تکاد أن تتجاوز 25% فيما تهبط قيمة الريال الايراني الی الحضيض و تسجل أدنی قيمة لها، ومع إزدياد حدة المواجهة السياسية الاقتصادية بين النظام و المجتمع الدولي و فرض عقوبات نفطية مؤثرة علی النظام أفقدته الکثير من قدرة المناورة و التحرک، وفي ظل هکذا أوضاع يقوم هذا النظام بتوسيع تدخلاته في المنطقة و جعل الامور تسير فيها کما يتفق مع مصالحه و أوضاعه، وکأنه يريد أن يرقع أوضاعه الوخيمة و البالية بهکذا مسعی من أجل خداع الشعب و إلهائه، لکن المقاومة الايرانية التي وقفت و تقف دائما بالمرصاد ضد هذا النظام و سياساته المجنونة و غير المسؤولة، تعود اليوم من جديد لترسم طريق الامل و التفاؤل بغد و مستقبل أفضل لإيران من خلال النشاطات و الفعاليات السياسية المختلفة التي تقوم بها دونما توقف، خصوصا وإنها تؤکد علی وخامة الاوضاع الداخلية و عدم وجود أية قدرة لدی النظام من أجل معالجة تلک الاوضاع.
المجتمع الدولي الذي ظل موقفه طوال أکثر من 38 عاما من عمر هذا النظام سلبيا يميل لصالح النظام في خطه العام، تيقن من أن النظام قد نجح في إستغلال الموقف الدولي لصالحه و قام بتوظيفه عی أفضل وجه، ولذلک فإن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام مفترق حاسم و حساس يجب عليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن تفوت الفرصة خصوصا وان الظروف و الاوضاع کما نری في سياق الامور و مؤشراتها تسير بإتجاه المزيد من التعقيد و الذي يقوم به هذا النظام من أجل المحافظة علی بقائه و ضمان عدم تعرضه لخطر السقوط، وهو الامر الذي يجب علی المجتمع الدولي أن ينتبه له جيدا.
من يتابع الاوضاع في إيران بدقة يتوصل الی حقيقة أن النظام في طهران يمر بظروف بالغة الصعوبة ليس بإمکانه تخطيها او تجاوزها خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي لازالت آثارها و تداعياتها مستمرة، وهو يسعی من خلال توسيع دائرة الفوضی و إستغلال العامل الديني ببعده الطائفي لخلط الاوراق فإنه بذلک يثبت مدی خطورته علی الامن الاجتماعي بشکل خاص و القومي للمنطقة، وإن حتمية تفعيل موقف المجتمع الدولي بإتجاه الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و الاعتراف بکفاحهما من أجل التغيير و الوقوف الی جانبهما، خصوصا وإن للمقاومة الايرانية إستحقاقات علی المجتمع الدولي ذلک أنها و في أيام کان العالم يراهن علی إعادة تأهيل هذا النظام و إنخراطه في المجتمع الدولي، کانت المقاومة الايرانية المبادرة لإماطة اللثام عن معدنه الردئ و عن الشر الذي يضمره ضد الانسانية، ولم يکن کشف الخطط السرية للمشروع النووي للنظام من جانب المقاومة إلا خدمة کبيرة للأمن و الاستقرار و السلام الدولي في وقت کان المجتمع الدولي منخدعا الی حد ما بهذا النظام المنافق، کما أن جرائم هذا النظام التي إرتکبها بحق الشعب الايراني و سکان معسکر أشرف ولاسيما إنتهاکاته الفظيعة في مجال حقوق الانسان و المرأة و التي تجاوزت کل الحدود الواقعية و المعقولة والتي ترتقي الی مصاف جرائم بحق الانسانية، والتي وثقتها المقاومة الايرانية و قدمتها للجهات المعنية، تعتبر هي الاخری خدمة کبيرة للمجتمع الدولي ناهيک عن أن المقاومة الايرانية هي التي بادرت و تبادر لفضح الکثير من مخططات هذا النظام في مجال تصنيع و تصدير الارهاب لدول المنطقة و إثبات ذلک وفق لغة الارقام و المستندات، ومن هذه المنطلقات، فإن المجتمع الدولي عندما يبادر للإعتراف بالمقاومة الايرانية فإنه يعترف بحق مشروع و قانوني لها و ليس يمن عليها فهي قد أثبتت و بالادلة الملموسة انها تکافح و تناضل من أجل إيران حرة ديمقراطية خالية من الاسلحة النووية و تؤمن و تعترف بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة