الجمعة, مايو 10, 2024

تحذير سرمدي

0Shares

دنيا الوطن
17/1/2018

 
بقلم: أسراء الزاملي

 

التحذير الذي أطلقه سعيد حجاريان، منظر جناح الرئيس روحاني من أن يکون الاخير مستعدا لمواجهة انتفاضة أخری في الطريق، وتأکيده علی أن تتابع أولا وضع السجناء ثم الإهتمام بأسرالقتلی بعد اجتياز الأحداث الأخيرة، وفي المرحلة الثانية، وبالنظر إلی الحالة الراهنة للبلاد، ينبغي أن يعد نفسه لموجة أخری من الاحتجاجات حتی لا تکون حين وقوعها مجبورا علی رد فعل سريع ولا تکون مکلفة عليه. هذا التحذير هو في الحقيقة إيحاء و تلميح لمسألتين هما:
ـ إن الانتفاضة لم تنته وإنها أشبه بالنار التي تحت الرماد.
ـ إن الاوضاع قد صارت طبيعية و النظام صار يمتلک زمام الامور کسابق عهده.
هکذا تلميحات ضبابية يمکن حملها علی أکثر من تأويل، تدل فيما تدل علی حالة الخوف و الهلع التي مازالت تسيطر علی الاوساط الحاکمة في إيران وهو إعتراف ضمني واضح من إن الاوضاع في إيران ليست قلقة فقط وانما علی کف عفريت وليس هناک من بإمکانه أن يضمن مستقبل النظام فيما لو سارت نحو مرحلتها الاخيرة وهو أمر وارد خصوصا وإن الشعار الرئيسي الذي طغی علی هذه الانتفاضة هو الشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق و الذي ينادي بإسقاط النظام.
الاوضاع التي تمر بها إيران حاليا، تظهر التأثيرات القوية لإنتفاضة أواخر شهر ديسمبر المنصرم أکثر من واضحة عليها وهو مايدل علی إن الانتفاضة لم تنته کما يلمح النظام بل إنها مستمرة لأنه لم يتم حسمها کما تم الامر مع إنتفاضة عام 2009 خصوصا وإن أوضاع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لو تمت مقارنتها بين إنتفاضة حزيران 2009 و بين إنتفاضة أواخر عام 2017، لوجدنا أن الاکثر وخامة وبؤسا أبان الاخيرة، ولاسيما وإن الاوضاع الاقتصادية و أوضاع حقوق الانسان واللتين کانتا المحرکان الاساسيان للإنتفاضة، قد وصلتا الی أسوء مايکونا، الی جانب أن الرفض الشعبي للنظام قد تعاظم کثيرا و إن دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق”المعارضة الاقوی و الانشط في إيران”، قد وصل الی ذروته ضد النظام وإن الشعب الايراني بات يثق بها أکثر من أي وقت مضی.
سياق تدهور الاوضاع في إيران، لايمکن أبدا أن تغيرها التحذيرات حتی وإن إستمرت بصورة سرمدية، فالشعب أعلن موقفه بصراحة متناهية عندما طالب ب”الخبز و العمل و الحرية”، ومن دون أدنی شک فإن النظام لايمکنه أبدا أن يوفر هذه المطالب الثلاثة ولاسيما الاخيرة لأنه و ببساطة ستؤدي الی سقوطه لامحالة!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة