الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيران2018 عام المأزق الايراني

2018 عام المأزق الايراني

0Shares


بقلم:حسيب الصالحي

 


إذا کان هناک من اسم يمکن أن نطلقه علی عام 2018، من حيث علاقته بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فليس هناک من اسم أفضل من”عام الکوابيس و المصائب و الکوارث”، ذلک إن هذا العام الذي بدء بإنتشار الانتفاضة الشعبية الايرانية العارمة في سائر أرجاء إيران و شمولها أکثر من 142 مدينة و مطالبتها بإسقاط النظام، کان إيذانا و إشعارا فريدا من نوعه بأن إيران قد باتت علی أعتاب مرحلة تأريخية جديدة و إنها في طريقها لتنضو عن نفسها رداء النظام القائم.
في خضم إعلان مسؤول إيراني بارز من أن هناک 45 إيراني من مجموع 80 مليونا من سکان البلاد يعيشون ضيق العيش ولا يمتلکون قوت يومهم ويعانون من أصعب الظروف نظرا لارتفاع معدلات التضخم والغلاء وتزايد النفقات و البطالة، الی جانب إعتراف آخر بإرتفاع نسبة الاحتجاجات الشعبية خلال العام السابق، إندلعت إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، والتي کانت بمثابة تطور نوعي غير مسبوق في مسار الاوضاع في إيران ولاسيما وإن شعارها الرئيسي کان”الموت للديکتاتور”، أي المرشد الاعلی للنظام، وهذا ماکان يعني بأن الذي يحدث في إيران هو تطور إستثنائي يمهد لتغيير جذري فيها.
الاوضاع الوخيمة في ظل الحکم الاستبدادي القائم نجمت و تنجم عنه آثارا و نتائج بالغة السلبية إنعکست في خطها العام علی الشعب الايراني الذي دفع ضريبة باهضة علی بقاء و إستمرار هذا النظام المعادي لکل ماهو إنساني، تزداد سوءا عاما بعد عام بحيث لم يبق هذا النظام من مجال و متنفس لهذا الشعب بجميع طبقاته و شرائحه و أطيافه، فهو وکما قلنا مرارا نظام عادل في توزيع ظلمه و جوره و قمعه علی الجميع دون أي إستثناء، لکن الذي يظهر جليا هو إن هذا النظام ومثلما يقوم بتشديد الخناق علی الشعب الايراني و التضييق عليه، فإن الشعب قد رد له الصاع صاعين من خلال إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي أصابت النظام بحالة من الذهول و الوجوم والملفت للنظر بأن هذه الانتفاضة قد رافقتها أيضا مواقف جادة و حازمة من جانب المجتمع الدولي بسبب من السياسات المشبوهة لهذا النظام وهو مايساهم بتشديد الخناق و التضييق عليه الی أبعد حد، وإن الکوابيس التي باتت تنزل تتری علی رؤوس القادة و المسؤولين الايرانيين في طهران، تختلف هذه المرة في عام 2018، عن الکوابيس السابقة التي تفادوها بسبب العوامل و الظروف المختلفة التي تهيأت لهم، بيد أن هذه المرة لم يعد هناک من أي مجال لکي يفلتوا من المصير الاسود الذي ينتظرهم و سيجعلهم و من دون أدنی شک عبرة لکل من إعتبر.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة