الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانبالأرقام.. إيران دولة القمع.. أذرع أمن الملالي وإرهاب الشعب

بالأرقام.. إيران دولة القمع.. أذرع أمن الملالي وإرهاب الشعب

0Shares


 
11/1/2018


في مواجهة احتجاجات إيران ضد فساد وفشل نظام الملالي في تسيير أمور الشعب لحساب طموحات توسعية غير واقعية أو شرعية، اتبع الملالي نمطا قمعيا ممنهجا لإسکات الأصوات التي تطالب بالإصلاح، وذلک عبر عدة أذرع أمنية تقوم بخنق الشعب الإيراني بشتی السبل.
وتتألف الأذرع القمعية التابعة للملالي من الشرطة، ومرتزقة يستعين بهم النظام، إضافة إلی الحرس الثوري الإيراني بأفرعه، إضافة الی أجهزة أمنية أخری، ولفهم مدی وقوة الاحتياجات في إيران لابد من النظر في الترکيبة الأمنية للنظام الإيراني في محاولاته المستميتة لإسکات وقمع الشعب الإيراني المطالب بحقه في الحياة الکريمة.
شرطة ومليشيات
الفروع الأمنية والعسکرية والقضائية الرئيسية للأجهزة القمعية الإيرانية تتکون من الشرطة “ناجا”، ومجموعة من المرتزقة التابعين للنظام “الباسيج” والحرس الثوري الإيراني، حيث تخضع الشرطة لسيطرة وزارة الداخلية التي تتبع رئيس النظام  مباشرة بحسب الدستور، إلا أن رئيس الشرطة يتم تعيينه من قبل خامنئي، الذي يحد بشکل کبير من سلطة وزير الداخلية، خصوصا فيما يتعلق باللوجستيات والمعدات والدعم.
 


ويتراوح عدد الشرطة الإيرانية “ناجا” الإجمالي بين 100 و200 ألف فرد، إضافة إلی 100 ألف شخص آخر يعملون في منظمات تابعة للشرطة مثل “مکتب الخدمات الإلکترونية الشرطية” أو “يليس” إضافة إلی 41 ألف موظف تابعين للشرطة منتشرين في شرکات الحماية والمراقبة التي تتولی التجسس علی المواطنين في المدن الإيرانية.
إلا أن القوات النظامية ليست کفاية لفرض القبضة الحديدية التابعة للملالي داخل إيران، ولهذا قامت إيران بإنشاء مجموعة من المرتزقة أو المليشيا داخل إيران تدعی “الباسيج”، وهي تُعَد بحسب العديد من الخبراء الأمنيين أکبر مليشيا في العالم، بواقع 5 ملايين عضو موزعين علی 24 فرعا داخل إيران، ويتم تقسيمهم إلی 4 فئات رئيسية هي الفئة العادية، والنشطة، والکوادر والفئة الخاصة.
وتشکل “الباسيج” شبکة عنقودية تتداخل مع الشرطة والحرس الثوري الإيراني لقمع أي محاولات للاحتجاج بشکل فوري؛ حيث تتوزع تلک المليشيا في أکثر من 50 ألف قاعدة موزعة حول المدن الإيرانية، إلا أن المحرک الرئيسي لتلک القوات هو الحرس الثوري الإيراني.
 
الرأس المدبر لنظام القمع داخل إيران هو الحرس الثوري الإيراني، الذي يُعَد نظاما أمنيا غير مرکزي للعمل بشکل مستقل، علی الرغم من وجود 10 مقرات إقليمية له في مختلف أرجاء إيران، وتتعامل قواته بسلطة أکثر من کل من الشرطة والباسيج مجتمعين، حيث يتم تدريبهم بشکل عسکري علی استخدام الأسلحة والدراجات النارية لقمع المظاهرات.
ويقوم کل من الشرطة والباسيج بتقديم تقارير دورية عن الأحوال الأمنية داخل إيران؛ حيث إن الحرس الثوري الإيراني يقوم بشکل أساسي بوأد أي تظاهرات أو احتجاجات داخل إيران، أو خارجية في المناطق التي لها وجود ملحوظ فيها مثل العراق ولبنان.
دولة بوليسية متکاملة الأرکان
لدی نظام الملالي أکثر من 17 جهازا أمنيا مختلفا، تشرف عليها 3 هيئات رئيسية تقوم بمهمة الاستخبارات الداخلية وهي: وزارة الاستخبارات الإيرانية، وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، وهيئة تدعی شرطة الاستخبارات والأمن العام أو “يافا”.
وتتغلغل تلک الأجهزة داخل المجتمع الإيراني من خلال شبکتين رئيسيتين هما: تنظيم “حراسات” وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني؛ حيث تم إنشاء شبکات في جميع المنظمات المدنية والجامعات في أنحاء إيران، وذلک لرصد أي بوادر للاحتجاجات المحتملة في المدن الإيرانية.
 
ووفقا لتقارير استخباراتية دولية، يقوم القائمون علی تنظيم “حراسات” بمراقبة الموظفين والطلاب والأستاذة الجامعيين عن طريق رصد الاتصالات والدفع بمخبرين لمراقبة تحرکاتهم ويصل الأمر إلی التأثير في إجراءات التوظيف والفصل من الخدمة.
وتشکّل السلطة القضائية جزءا رئيسيا آخر من جهاز القمع الإيراني، وبالإضافة إلی المحاکم العامة، يشمل النظام محکمتين رئيسيتين خارج نطاق الدستور، وهما: المحکمة الخاصة لرجال الدين، المسؤولة عن ترهيب رجال الدين المعارضين وإسکاتهم، والمحاکم الإيرانية ما تسماة بالثورية التي تحاکم تهما سياسية مثل ترويج المعارضة ضد النظام.
ولطالما عملت هذه المحاکم علی قمع المظاهرات.
تکتيکات قمعية
علی الرغم من أن تلک الهيئات القمعية تعمل معا لإبقاء نظام الملالي في السلطة؛ فإن مهامها تختلف بحسب الحالة الأمنية السائدة في إيران؛ حيث يتم تکليفها بواحد من أصل 4 مؤشرات للحالة الأمنية وهي: البيضاء، التي ترتبط بحالة النظام العام العادي داخل إيران، والرمادية التي يتم إعلانها عند اندلاع احتجاجات سلمية، والصفراء التي يبدأ فيها المتظاهرون بالقيام بأعمال عنف، والحمراء التي تعني أن هناک ثورة مسلحة واسعة النطاق ضد نظام الملالي.
ولطالما تميّز أعضاء الجهاز القمعي الإيراني بحماسهم في قمع المتظاهرين، ولتجنيد أفراد عسکريين تابعين لـ”ناجا” وأجهزة مماثلة، کان النظام يستمد من “الباسيج” ولسنوات طويلة الأفراد الذين غالبا ما ينحدرون من الأسر التقليدية من الطبقتين الدنيا والوسطی الدنيا، من ذوي المستوی الثقافي الأدنی.
 


ومنذ عام 2000، تم تجنيد جميع أعضاء “الحرس الثوري” من الأسر الراسخة لـ”الباسيج” والحرس الثوري، وتعتمد الشرطة اليوم الاتجاه نفسه، ووفقا لرئيس “ناجا”، فإن أکثر من 80% من أفراد الشرطة الجدد الذين تم تعيينهم في عام 2007 تم اختيارهم من “الباسيج”، وقد تعهد الجهاز في عام 2011 بزيادة هذا العدد إلی 100 %.
وبالنسبة لجهاز الأمن، بما في ذلک وزارة الاستخبارات وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، فهو يجنّد بشکل رئيسي الأفراد من المدارس الدينية، مع أنه يستمد أيضا الأفراد من “الباسيج” في بعض الأحيان.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة