الخميس, مايو 2, 2024

معادلة غير متکافئة

0Shares

بقلم:منی سالم الجبوري

لسنا نکشف سرا إذا ماقلنا بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثلاثة عقود، يعتبر صاحب الدور الاکبر في المنطقة في إثارة الازمات و المشاکل و ترجح له الکفة في إدارة الامور و المبادرة الی إرساء سياسات جديدة تحرج دول المنطقة بجعلها تلقي تلک السياسات کأمر واقع، وبسبب من ذلک فقد کانت طهران سيدة الموقف دائما و تقوم بما يحلو لها من دون أية مراعاة للآخرين.
منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني علی أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الاقصائية، فإنها إستغلت ما کانت تسميه و تصفه دائما في أدبياتها ب”مظلومية الشيعة”، في الدول العربية ومن إنها نصيرة و داعمة لهم، وبسبب من هذا الزعم الذي هو بمثابة دس السم بالعسل، أو في أحسن الاحوال”کلمة حق يراد بها باطل”، فإنها نجحت للأسف و لأسباب مختلفة في التغلغل في داخل العديد من دول المنطقة و إقامة مراکز نفوذ قوية لها، وقد أکدت الادلة و الوقائع من إن الضرر الذي ألحقته السياسات الايرانية المشبوهة بالشيعة العرب هي أکبر بکثير من تلک التي کان يزعم بها بل وحتی لايوجد مجال للمقارنة بينهما.
الشيعة العرب في العراق و لبنان و اليمن و حتی العلويون في سوريا، باتوا و بسبب من الدور الايراني المشبوه يعيشون حالة من القلق و عدم الاطمئنان الی جانب إنهم يعانون من مشاکل إقتصادية و معيشية حادة جدا لم يکونوا يعانوا منها في العهود السابقة أبدا، ناهيک عن إن عدد القتلی و الضحايا من الشيعة العرب الذين يقعون يوميا بفعل السياسات المشبوهة لطهران هي الاخری قياسية بحيث لايوجد وجه للمقارنة بينها و بين عدد الضحايا(الرمزيين)في العهود السابقة، والذي يجسد أقصی درجات الفشل و الاخفاق لطهران و يفضح کذب و زيف شعاراتها بشأن نصرتها للشيعة هو إن أهالي جنوب العراق الذين يشکلون أغلبية شيعية قد طفقوا يتظاهرون ضد الظلم و الذي يلحق بهم و يطالبون بإنهاء النفوذ الايراني في العراق.
هذه المعادلة غير المتکافئة في الاوضاع القائمة في المنطقة، حيث يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بالتدخل في العديد من بلدان المنطقة و يعتبر في نفس الوقت تدخلات تلک البلدان في شؤونها خطا أحمرا، وهو يقصد بذلک قبل کل شئ دعم و إسناد نضال الشعب الايراني و المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي تمثل العمود الفقري و رأس الحربة للمقاومة الايرانية و القوة الطليعية الاولی فيها، ومن دواعي السخرية أن تتصرف دول المنطقة ولحد يومنا هذا بما يرضي رغبات و أهواء طهران، لإن إعتراف دول المنطقة بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني و دعم تطلعات هذا الشعب من أجل الحرية و الديمقراطية، سوف يؤثر کثيرا علی المعادلة القائمة و يغير من کفتها ليس لصالح شعوب المنطقة فقط وانما حتی لصالح الشعب الايراني ذاته.
الاعتراف بالمقاومة الايرانية من جانب الدول العربية أمر يخدم الامن القومي العربي من جهة و يخدم السلام و الامن و الاستقرار من جهة ثانية، و يهئ الارضية المناسبة للتغيير في إيران، ذلک إن نقطة الضعف عندما تتغير الی نقطة قوة إستثنائية فإن من شأنها أن تغير من موازين القوی و تسحب البساط من تحت أقدام نظام طالما إستغل حالة تجاهل دول المنطقة لدعم المقاومة الايرانية و الشعب الايراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة