الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانليکن هناک خاسر واحد

ليکن هناک خاسر واحد

0Shares


بقلم:غيداء العالم


يمر العراق و المنطقة بمرحلة بالغة الخطورة و الحساسية و التي من أهم مميزاتها و خصائصها، تصاعد مد التطرف الاسلامي المصحوب بالحقد و کراهية الآخر و السعي ليس لإقصائه وانما حتی القضاء عليه قضاءا مبرما، وازاء ذلک، تتم ملاحظة تراجع ملحوظ لقيم إنسانية نبيلة عاشت عليه شعوب المنطقة جميعا بما فيها الشعب العراقي نفسه، نظير قيم التسامح و التعايش السلمي اللتين کانتا حجر الزاوية في بناء و ديمومة و أمن و إستقرار هذه الشعوب.
ظهور التيارات الدينية الاسلامية المتطرفة(سنية کانت أم شيعية)، کان لها دورا کبيرا في التأثير علی القيم الانسانية النبيلة التي تربت عليها هذه الشعوب، فلم يکن هناک حقد و لاکراهية و لاعنف و لا إرهاب و لاتهجير و لافرض دين أو قيم علی الآخر مقابل بقائه و إستمراره في مدينته و بيئته، بمعنی إن المکونات الدينية و الطائفية في المنطقة لم يکن بينها من تعارض و تضاد قبل ظهور هذه التيارات الاسلامية المتطرفة، لکن و منذ ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي أعقبه ظهور و بروز التيارات الدينية الاسلامية المتطرفة تحت اليافطة المشبوهة(الصحوة الاسلامية)، فإن القيم السلبية المعادية للتسامح و التعايش السلمي بدأت تتبلور و تأخذ مکانا و مساحة غير عادية لها.
المجتمعات التي تسود فيها التيارات الدينية المتطرفة ذات الطابع الانعزالي الاقصائي، هي مجتمعات تسير نحو الهاوية شاءت أم أبت، خصوصا فيما لو لم تتدارک نفسها و تعالج رؤيتها الخاطئة و تصحح من مسارها، ولعل إلقاء نظرة علی أوربا في عهد المواجهات الدينية الدامية بين الکاثوليک و البروستانت، تؤکد بأنه ليس هناک من منتصر أبدا وانما الجميع مهزومين و خاسرين في هذه المواجهة اللاإنسانية، تماما کما يجري في العراق و المنطقة، حيث ليس هناک من غالب أو مغلوب داخل دول المنطقة لکن هناک مستفيد أکبر من کل هذه الحالة السلبية المرضية وهو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعمل بکل السبل من أجل ديمومة حالة الصراع و التناقض الديني لإستغلاله و توظيفه في سبيل فرض نفوذه و هيمنته علی المنطقة لکي يجعل الجميع خاسرين و يخرج لوحده الرابح الاکبر من خلال ذلک لکن المطلوب الان هو العمل لجعل الصورة علی الضد من ذلک بأن تسعی دول المنطقة من أجل جعل هذا النظام الخاسر الوحيد في مخططه المشبوه هذا.
السؤال الذي يجب أن نطرحه دائما هو: هل هنالک دولة في المنطقة تشهد حالة المواجهة الطائفية البغيضة و لايهيمن عليها نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هذا النظام کان و سيبقی المستفيد الاکبر من وراء هذه الظاهرة وإنه ليس هناک من خيار سوی أن تسعی شعوب و دول المنطقة من أجل التکاتف و التعاون و التنسيق من أجل دعم و ترسيخ نشر الوعي الاجتماعي بشأن أهمية قيم التسامح و التعايش السلمي بين مختلف المکونات الاجتماعية من جهة و من أجل إقامة جبهة فعالة من شعوب و دول المنطقة لمواجهة نفوذ طهران و کذلک تصديرها للتطرف الاسلامي و الارهاب، وقطعا من الاهمية البالغة أن يتم إشراک المقاومة الايرانية(التي تؤمن بالاسلام الديمقراطي المتسامح و بمبدأ التعايش السلمي) في هذه الجبهة بإعتبار إن الشعب الايراني نفسه هو أيضا ضحية للتطرف الاسلامي و يجب إنقاذه منه.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة