الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتالموجة الخامسة والتواطؤ بالصمت والكذب والنهب

الموجة الخامسة والتواطؤ بالصمت والكذب والنهب

0Shares

لم يتم تطعيم سوى 5,7 في المائة فقط من السكان في إيران تحت وطأة حكم الملالي، بيد أن دول المنطقة طعَّمت نسبة أكبر من أبنائها، فعلى سبيل المثال، نجد أن نسبة التعطيم في الأردن 28 في المائة، وأذربيجان 22,2 في المائة، وتركيا 49 في المائة، والمملكة العربية السعودية 38,2 في المائة، وقطر 57,7 في المائة، والإمارات 75 في المائة. 

وادعى المعمم روحاني في هذه الظروف أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لشراء اللقاح منذ البداية وأنهم لم يتأخروا في هذا الأمر، قائلًا: "عندما وصل اللقاح، كان مشكوكًا فيه إلى حد بعيد.

واتخذ مقر مكافحة وباء كورونا قرارًا جيدًا جدًا، حيث قال بضرورة شراء اللقاح وعدم التأخير في هذا الأمر، لأن البعض كانوا ينادون بالصبر حتى يتم إنتاج اللقاح محليًا، ثم يقولون بعد ذلك إنهم قالوا إن تأخير يوم واحد يفرق ويجب أن نستخدم اللقاح فور إنتاجه محليًا حتى لا نتأخر.

وبناءً عليه، تم اتخاذ كافة الإجراءات بدءًا من شراء اللقاح من كواكس (برنامج لقاح ضد كورونا العالمي تقوده منظمة الصحة العالمية ويضم حوالي 186 دولة بما في ذلك إيران) وصولًا إلى شرائه من شركة البلدان الصديقة التي يمكن أن نحصل على اللقاح منها". (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 19 يونيو 2021).

والحقيقة هي أن الشيخ المحتال يكذب كالعادة، لأنه منذ أن توفرت اللقاحات المعتمدة في البلدان الغربية في الأسواق حظر خامنئي من دخولها إيران وبذل قصارى جهده هو وروحاني لمنع التطعيم العام وأجَّلاه.

كما أنه عندما أجازت وزارة الصحة في الوقت الراهن تطعيم المواطنين باللقاح غير المعتمد المسمى بلقاح " كوو إيران بركت" من إنتاج المقر التنفيذي لأمر خميني الملعون، تعتزم الحكومة المناهضة للشعب وهذه المؤسسة المفترسة (المقر التنفيذي لأمر خميني) ابتزاز أموال المواطنين ببيع اللقاح.

ويأتي هذا الابتزاز والجشع في حين أن التطعيم في البلدان الأخرى عام ومجاني.  

وكتبت صحيفة "آرمان"، المحسوبة على زمرة روحاني، بشأن بيع اللقاح الذي أنتجه المقر التنفيذي لأمر خميني للمواطنين: " تم تسعير لقاح كورونا الإيراني بـ 7 أو 8 دولارات، وإذا حسبناه بسعر الدولار اليوم (السبت) 24,500 تومان، فهذا يعني أن سعر الجرعة يبلغ 196,000 تومان، وأن الأسرة المكونة من 4 أفراد ستدفع مبلغًا قدره 1,500,000 تومان لتلقي جرعتين من اللقاح.

وأثار نبأ وصول سعر لقاح بركت إلى 200,000 تومان حفيظة بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وقالوا إن سعر هذ اللقاح أغلى من سعر اللقاحات الأجنبية. ونتيجة لإصرار المسؤولين على الاعتماد على قدرة لقاح كورونا المحلي وعدم استيراد اللقاح بحجة العقوبات، يمكننا التكهن بظهور سوق للاحتكار مثل سوق السيارات وغيرها من السلع في البلاد وبأن مَن أنهكهم وباء كورونا سيقفون في طوابير طويلة لشراء هذه اللقاحات، فضلًا عن أن ظهور السوق السوداء للقاح في البلاد أمر متوقع". (صحيفة "آرمان"، 27 يونيو 2021).

ويحدث ذلك في وقت تطل علينا فيه الموجة الـ 5 من وباء كورونا برأسها في الأفق استنادًا إلى اعترافات مسؤولي وزارة الصحة وما تنشره الصحف.

فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة "جهان صنعت"، المحسوبة على زمرة روحاني: " إن أوضاع تفشي وباء كورونا ومعدل الوفيات الناجمة عنه في سيستان وبلوجستان ذهبت إلى ما هو أبعد من التحذير وأصبحت فائقة الخطورة ". (صحيفة "جهان صنعت"، 27 يونيو 2021).

وكتبت صحيفة "فرهيختكان" المحسوبة على زمرة خامنئي، تحت عنوان "الموجة الـ 5 قادمة من الشرق" : " يمكن أن تُعزى الموجة الـ 5 من تفشي وباء كورونا إلى الاستهانة وعدم الانتباه كما ينبغي للاتجاه نحو زيادة حالات الإصابة بهذا الوباء وعدم تنفيذ القيود والرقابة بشكل جاد.  

وقال رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى "مسيح دانشوري": " إن الفيروس الجديد الذي ينتشر هو فيروس دلتا الهندي، وهو شديد العدوى، ويمكن لكل مريض أن يصيب من 8 إلى 12 شخصًا. وتشهد المدن الجنوبية من البلاد وضعًا خطيرًا. كما أن الوضع خطر في مدينتي فيروزكوه ودماوند المجاورتان لطهران. وطهران أيضًا لا يمكنها أن تعيش في أوضاع عادية. وسوف نواجه موجة جديدة من وباء كورونا في طهران خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين". (وكالة "فارس" للأنباء، 26 يونيو 2021).

والجدير بالذكر أن هذه السياسة المناهضة للشعب جعلت إيران أول دولة في العالم لا تشهد الموجة الـ 4 من تفشي وباء كورونا فحسب، بل شهدت الموجة الـ 5 أيضًا؛ استنادًا إلى أعتراف وسائل إعلام نظام الملالي. 

ومن المثير للدهشة هو أن المعمم حسن روحاني يدعي بوقاحته المعهودة أننا لا نشهد موجة جديدة من وباء كورونا. (صحيفة "وطن امروز"، 27 يونيو 2021).

وتتماشى أكاذيبه هذه مع سياسة السعي إلى تكبيد أبناء الوطن خسائر بشرية بوباء كورونا ؛ التي تبناها هو وعلى خامنئي.

ولكن كما ثبت من المقاطعة الكبرى لسيرك الانتخابات، فإن استراتيجية تكبيد أبناء الوطن خسائر بشرية بوباء كورونا زادت من غضب جماهير الشعب واستيائهم من نظام الملالي وضاعفت من قدرتهم التفجيرية. والحقيقة المؤكدة هي أن يوم قلب الطاولة على رؤوس أصحاب هذه السياسة الشيطانية، من أمثال خامنئي وروحاني وغيرهم من قادة سلطة الملالي الفاشيين عند انفجار الغضب الشعبي ليس ببعيد، وإن غدًا لناظره قريب.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة