الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننفوذ بين رفضين

نفوذ بين رفضين

0Shares


بقلم: منی سالم الجبوري


نقطتان مهمتان تجمعان بين إنتفاضتي عام 2009 واواخر عام 2017، وهما، رفض نظام ولاية الفقيه ورفض التدخلات في بلدان المنطقة، وبطبيعة الحال، هناک أيضا رفض إقليمي ودولي متزايد وملفت للنظر للتدخلات الايرانية في المنطقة ومطالبة ملحة بإنهائها وبقدر ما خلفت وتخلف هذه التدخلات من آثار وتداعيات سلبية مختلفة علی الشعب الايراني، فإن لها آثارا بالغة السوء علی بلدان المنطقة ولاسيما من حيث إثارة النعرات الطائفية من جهة والتأثيرات السلبية علی البناء الديموغرافي لشعوب البلدان التي يتواجد في النفوذ الايراني.
اليوم، وبعد أن فرضت طهران نفوذها علی أربعة بلدان بالمنطقة وتسعی جاهدة للتأثير علی بلدان أخری، فإن هذا النفوذ يواجه رفضين متصاعدين أولهما من داخل إيران وثانيهما من المنطقة وعلی الصعيد الدولي، وإن إعلان القمة الروسية الترکية الايرانية في أنقرة عن إنتهاء الحرب في سوريا، وما أفضت إليه من مکاسب سياسية وإقتصادية وعسکرية إيجابية لروسيا، فإن کافة التقديرات تشير الی إن إيران قد خرجت من “المولد السوري بلا حمص”، بعد أن صرفت أموالا طائلة کان الشعب الايراني بأمس الحاجة إليها، الی جانب خسائر الارواح، وهو ما سيسبب إحراجا للنظام أمام الشعب، علی الرغم من تصريحات لمسؤولين إيرانيين يؤکدون فيها من إنهم سيقومون بإعادة کل دولار صرفوه في سوريا، ولکن روسيا التي “أخذت الجمل السوري بما حمل”، لم تبق لإيران شيئا!
في العراق، والذي يجاهد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمختلف الطرق والاساليب من أجل إبقاء نفوذه وترسيخه أکثر، فإن هذا النفوذ يواجه رفضا داخليا عراقيا متزايدا بات يشمل قطاعات شيعية أيضا، وإن الانتخابات القادمة في أيار، والتي وبحسب بعض الاوساط السياسية تسعی طهران الی هندستها من أجل إيصال صقورها في العراق الی المناصب الحساسة ولاسيما هادي العامري الذي وبحسب ما يدور داخل البيت الشيعي العراقي، فإن طهران قد حسمت أمر ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء. غير إن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار، هو إن هناک نوع من التحوط والحذر إقليميا ودوليا من المساعي الايرانية المشبوهة وعلی الارجح قد لا تنجح إيران فيما ترمي إليه، ولاسيما وإن الضغوط الدولية لا تؤکد علی تجريده من الصواريخ الباليستية فقط وانما إنهاء تدخلاته في المنطقة أيضا، وإن خروج طهران بنتائج مخيبة من الانتخابات العراقية القادمة، من شأنه أن يعقد ويصعب من موقفها أمام الشعب الايراني أکثر علما بأن النفوذ الايراني في اليمن يواجه هو الآخر وضعا غير مريحا بالمرة خصوصا بعد أن قام الحوثيون بإغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصاروا لوحدهم في الساحة اليمنية، وعلی الاغلب فإن النفوذ الايراني في اليمن يسير بخطی متعثرة وقد يسدل عليه الستار ذات يوم قريب.
النفوذ الايراني في المنطقة بين الرفضين اللذين أشرنا لهما آنفا، لا بد من القول بأن أکثر خوف النظام الايراني هو من الرفض والمسائلة الداخلية ذلک إنه وکنتيجة لهذا النفوذ صارت أغلبية الشعب الايراني تعيش تحت خط الفقر وبات قرابة 15 مليون إيراني يواجهون المجاعة لأنهم لا يجدون ما يسدون بهم أودهم، وإن کل الدلائل والمؤشرات تؤکد بأن هناک زلزالا شعبيا آخر ينتظر النظام علی خلفية هذا النفوذ.

 


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة