الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. الاستخدام المزودج للمخدرات لنظام الملالي

إيران .. الاستخدام المزودج للمخدرات لنظام الملالي

0Shares

إن انتشار الإدمان، خاصة بين صغار السن من الإناث والطلاب يعتبر من بين مجموعة الإنجازات المخزية لنظام الملالي.

 

وتفيد الإحصاءات التي قدمتها الجهات الحكومية أن هناك أكثر من 2,800,000 مدمن في إيران، وللتقليل من عدد المدمنين وصفهم نظام الملالي بالهواة وأعلن أن عددهم 1,600,000 فردًا، ليصبح إجمالي عدد المتورطين في الإدمان 4,500,000 مدمنًا.

 

ومن المؤكد أن الإحصاءات المقدمة حول تعاطي المخدرات وعدد المدمنين تفيد أن العدد أكثر من ذلك بكثير، لأنه قد تم تقليص الإحصاءات التي قدمتها العناصر والهيئات الحكومية.

وفيما يتعلق بتقزيم عدد الأزمات الاجتماعية، ومن بينها أزمة الإدمان، قال وزير الداخلية:

"إن قضية الأضرار الاجتماعية واحدة من القضايا التي قد لا نخرج عن الصواب إذا زعمنا أن دلالتها لدى وزارة الداخلية وهذه الحكومة، لأننا دائمًا ما كنا نتستر على حقائق الأضرار الاجتماعية في بلادنا، فعلى سبيل المثال، عندما ذهبت يومًا إلى مقر مكافحة المخدرات واجهت سلسلة من الأرقام والقضايا التي لم تُطرح في المجتمع من قبل على الإطلاق". (قناة "شبكه خبر" للتلفزة ، 25 أغسطس 2020).

كما قالت زهرا سعيدي، العضوة السابقة في مجلس شورى الملالي، في وقت سابق : " يعتقد بعض الخبراء أن الحجم الحقيقي لانتشار المخدرات يشير إلى أن عدد المدمنين الحقيقيين في المجتمع يبلغ حوالي 5 مليون فرد " (قناة "شبكه خبر" للتلفزة، 19 أغسطس 2017).

وقال نوروزي، وهو عضو آخر في المجلس: "نقول إن عدد المدمنين يبلغ 5 ملايين مدمن، ويقول المسؤولون إن عددهم 4 ملايين، وعندما تتجول في ساحة شوش بارك هراتي وفي الأزقة المحيطة بها وفي مقابر شهريار يمكنك أن تدرك عددهم الكبير". (تلفزيون "القناة الثانية"، 13 أغسطس 2017).

والجدير بالذكر أن توفير المخدرات في الوقت الراهن منتشر بشكل غير مسبوق لدرجة أنه يشبه وفرة المياه ورخص الخبز، بموجب اعتراف وسائل إعلام نظام الملالي.

 

وفي تقريره اعترف تلفزيون نظام الملالي بهذه القضية، حيث قال: "إن المخدرات سلعة مادية متوفرة بمقدرا وفرة المياه ورخص الخبز منذ فترة طويلة، وتورط فيها العديد من الناس.

 

ويكفي أن يكون لديك رغبة في الحصول على المخدرات لتحصل على أي نوع تريده في غضون بضع دقائق. ويوفرون لك المخدرات في المناطق الشمالية من المدينة بمجرد اتصال هاتفي. ووجودك في أي مكان في المدينة لا يمثل مشكلة لهم على الإطلاق في توفير المخدرات لك في مدة تتراوح بين 3 إلى 5 دقائق، حيث تنتشر أوكار توفير المخدرات في كل مكان في طهران. 

والجدير بالذكر أن أسعار جميع السلع التي يحتاجها الناس تضاعفت خلال السنوات القليلة الماضية بمقدار يربو عن 10 مرات، إلا أن أسعار المخدرات لم ترتفع قط، بل تراجعت أيضًا. 

وحول تراجع أسعار المخدرات، ورد في الفيديو كليب الذي بثه تلفزيون نظام الملالي أن سعر الجرام الواحد من المخدرات كان 200,000 تومان في عام 2003 أو 2004، ووصل سعره الآن إلى 40,000 تومان. وتضاعفت أسعار الأشياء الصغيرة جدًا بمقدار 7 أو 8 أو 10 مرات، بيد أن أسعار المخدرات ظلت على ماهي عليه. ويمكنك أن تحسب تكلفة الشحن فقد تكون أكثر من ذلك." (وكالة "الطالب" للأنباء، 10 أغسطس 2020، نقلًا عن تلفزيون القناة الأولى).

ما هو السبب في توافر المخدرات؟ من الواضح أن بائعي المخدرات بالتجزئة ليسوا السبب في انتشار الإدمان في إيران.

 

إذ أنه فيما يتعلق بالتهريب الرسمي للمخدرات عبر الحدود، كان الحرسي محسن رضائي قد اعترف منذ سنوات عديدة في مقابلة متلفزة، قائلًا: "لماذا في رأيكم أن المخدرات لم تنته في البلاد بعد؟ ذلك لأن الحدود التي يتم تهريب المخدرات عبرها هي حدود معينه، ولم يتم وضع حد لهذا الأمر، لأن القضية في أيدي المسؤولين في الحكومة الذين هم على رأس العمل.

 

ومن الواضح كالشمس أن بداية خيط توفير المخدرات وتوزيعها ونقلها يكمن في الأجهزة الأمنية والشرطية، ولا سيما قوات حرس نظام الملالي. 

والجدير بالذكر أنه في ظل نظام حكم الملالي يتم تنظيم تهريب المخدرات ونقلها في إيران تحت إشراف ومراقبة الحكومة. 

 

 

وحول إرسال المخدرات من أوروبا عبر مرفأ سوري يستأجره نظام حكم الملالي، كتب موقع دويتشه فيله الألماني في 4 يوليو 2020، استشهادًا بتقرير المجلة الأسبوعية الألمانية دير شبيجل: إن أعضاء أسرة الأسد وأقاربهم يسيطرون بشكل أساسي على ميناء اللاذقية، والقرية مسقط رأسهم قريبة من هذا الميناء".

 

بيد أن المجلة الأسبوعية الألمانية دير شبيجل أشارت في هذا المقال إلى أنه قد تم تأجير هذا المرفأ لإيران في خريف العام الماضي. وورد في ختام هذا التقرير أنه يتم في هذا المكان الاستعانة بحزب الله اللبناني، وهو الميليشيا المتحالفة مع إيران، في مجال تطوير المعرفة التقنية واستخدام المواد الكيميائية في المراحل الأولى من إنتاج المخدرات على نطاق واسع في سوريا".

 

ومن المؤكد أن هذه القضية ليست بالجديدة، إذ تم كشف النقاب عنها منذ سنوات عديدة. وورد في الوثائق المسربة عن موقع ويكيليكس عام 2009، أن قوات حرس نظام الملالي قاموا بتهريب ما يقرب من 60 طنًا من الهيروين إلى أذربيجان. وذُكر أعلاه، على لسان الحرسي محسن رضائي قوله إن المسؤولين في حكومة الملالي متورطون في هذه القضية.

بيد أن نظام الملالي يستفيد قدر المستطاع من تفشي الإدمان بين الإيرانيين، ولا سيما الشباب، بوصفه سدًا منيعًا في مواجهة انتفاضة الشعب، لأن نظام حكم الملالي اللاإنساني يعتبر الإيرانيين، ولاسيما الشباب عدوًا وخطرًا يهدد نظام حكمهم.  لذلك، خصصوا جزءًا من تجارة المخدرات داخل إيران، وتم تخصيص الجزء الآخر للتصدير لجني الإيرادات بهذه الطريقة.

ويدرك الشعب الإيراني جيدًا أن جميع مشاكل المجتمع لها جذور في نظام حكم الملالي الفاسد النهاب. لذلك، فإن انتشار الإدمان وتدمير حياة العديد من الشباب والمراهقين في إيران لا يؤدي إلا إلى زيادة غضب الناس. غضبٌ أظهر في كل فرصة أن الإيرانيين لديهم إرادة قوية بحجم حلاوة حرية الوطن وازدهاره. 

ذات صلة:

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة