الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتإنه مٶشر التغيير في إيران

إنه مٶشر التغيير في إيران

0Shares

 

الأوضاع الداخلية المتفاقمة والوخيمة، الرفض الشعبي المتزايد بوجه النظام، التظاهرات الكبيرة للجالية الايرانية في الخارج وتأثيرها على الساحة الدولية، العزلة الدولية التي يعيشها النظام الإيراني وتعميم شعار إسقاط النظام ليس من جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية فقط بل استقباله من قبل العالم،

هذه هي مواد يسلط الكاتب مثنى الجادرجي الضوء عليها في مقاله الجديد «إنه مؤشر التغيير في إيران».

وفيما يلي نص المقال:

 

مثنى الجادرجي

من يتطلع الى الاوضاع الجارية في إيران عن کثب ويدقق فيها بإمعان، يجد إنها وفي خطها العام ومن مختلف النواحي وعلى جميع الاصعدة ليست في صالح النظام الايراني، والذي يدعو للتمعن والتدقيق أکثر إن قادة النظام الايراني بأنفسهم يعلمون بهذه الحقيقة ويتقبلونها على مضض.
الاوضاع الداخلية المتفاقمة والوخيمة والرفض الشعبي المتزايد بوجه النظام ووصول الصراع بين النظام والمقاومة الايرانية الى مستويات غير مسبوقة الى الحد الذي صارت المقاومة الايرانية تتمکن من تحقيق تقدم وتحصل على مکاسب سياسية في داخل إيران وخارجها وتضع النظام في مواقف وأوضاع حرجة بحيث تثبت للعالم بأنها صارت تأخذ بزمام المبادرة رويدا رويدا.

التظاهرات الکبيرة التي تقوم المقاومة الايرانية بتنظيمها للأعداد الکبيرة من أبناء الجالية الايرانية في مختلف بلدان أوروبا والتي وصل تأثيرها الى حد إن وزيرة خارجية السويد تخرج لوحدها للمٶتمر الصحفي ولايتم السماح لوزير خارجية النظام الايراني بالمشارکة في ذلك، کانت صفعة قوية من جانب المقاومة الايرانية للديبلوماسية المحبطة والخائبة للنظام الايراني.

في خضم الاوضاع الداخلية العويصة والسلبية جدا والعزلة الدولية التي صار النظام الايراني يعاني من جراها، وفي ظل نشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة في سائر أرجاء إيران، فإن النظام الايراني يعيش أوضاع غير مسبوقة وإن الجولة الاخيرة لظريف، إنما کانت من أجل أن يجد النظام متنفسا له بعد أن نجحت المقاومة الايرانية بفعل القيادة الحکيمة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في دفع النظام الايراني للإنزواء والتراجع على مختلف الاصعدة، خصوصا وإن شعار إسقاط النظام والذي کانت المقاومة الايرانية ترفعه منذ أعوام طويلة، لم يعد شعارا مرکزيا للمقاومة الايرانية فقط وإنما لعموم الشعب الايراني بل وإن الذي يجب ملاحظته هنا هو إن هناك بلدانا في المنطقة والعالم صارت هي الاخرى تتفهم تماما شعار إسقاط النظام وتراه حلا مناسبا للمعضلة الايرانية من مختلف الجوانب.

الاوضاع السلبية المزرية التي يعاني منها النظام الايراني والتي وصلت الى حد بأن يعترف رئيس النظام حسن روحاني نفسه بأن النظام الايراني لم يشهد منذ تأسيسه هکذا أوضاع خطيرة، هذه الاوضاع لو تأملناها من مختلف الجوانب وبحثنا فيها بدقة وأناة لوجدنا إنه تجسد مٶشرات لحتمية التغيير السياسي ـ الفکري في إيران والذي لم يعد مناصا منه ولاسيما وإن معظم المحاولات والمساعي التي بذلها ويبذلها النظام الايراني من أجل الخروج من المأزق الحالي قد خابت وباءت بالفشل الذريع.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة