الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالخريف الايراني القاتل

الخريف الايراني القاتل

0Shares


بقلم:منی سالم الجبوري

 


من حق طهران أن تنظر بقلق نحو التطورات الجارية علی صعيد العلاقات الامريکية ـ الاوربية مع روسيا و التي تزداد تدهورا مع مرور الايام بحيث إنها لاتبدو مسألة عارضة أو مرتبطة بقضية أو مسألة محددة کقضية الجاسوس المزدوج الذي هوجم کيمياويا في بريطانيا، بل هي أبعد و أوسع شمولا من ذلک، ذلک إن المخططات الايرانية الاکثر خطورة قد تم تنفيذها منذ أن دخلوا الروس سوريا بطلب من طهران نفسها، وکما إن الدور الروسي لم يعد مريحا للغرب في المنطقة خصوصا بعد أن دست روسيا أنفها في الاوضاع بالمنطقة بصورة غير مسبوقة و تجاوزت الحدود المألوفة بکثير، فإن التوسع\”الورمي\” لإيران في المنطقة صار تحت المجهر الدولي خصوصا بعد أن صار معلوما بأن الايرانيين يسعون لجعل تواجدهم في بلدان المنطقة من خلال أذرعهم و عبثهم بالامن الاجتماعي لبلدان المنطقة أمرا واقعا!
الروس الذين يواجهون ضغوطات غربية غير مسبوقة و تعيد الی الذاکرة أيام الحرب الباردة بين القطبين الدوليين أيام الاتحاد السوفياتي، تتناغم و تتزامن مع ضغوطات و عقوبات دولية متزايدة علی إيران مع إحتمال أن تتوسع دائرة الخيارات التي يمکن إتخاذها و العمل بها ضد الدور الايراني في المنطقة، ومع الاخذ بنظر الاعتبار الفرق الکبير بين قدرات و إمکانيات روسيا في مواجهة الضغوطات و العقوبات المفروضة عليها، وبين إيران التي تبدو کبناية تضعض أساسها و ولم تعد جدرانها تقف بقوة و تماسک.
الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في اواخر العام الماضي ولازالت آثارها و تداعيتها ماثلة علی طهران، و الرفض الواضح الذي أبداه الشعب المنتفض من\”الدولة الدينية\” و مطالبته بإنهائها عندما رفع شعار\”الحرية الاستقلال الجمهورية الايرانية\” والدعم و الترحيب الدولي بالانتفاضة، أعطت و تعطي لطهران أکثر من إشارة و مغزی من إن المسألة قد لاتبقی عند مستوی و حد الترحيب و الدعم المعنوي مستقبلا خصوصا وإن القادة الايرانيون بأنفسهم يتحدثون جهارا عن إمکانية إندلاع الاحتجاجات من جديد، هذا في وقت بدأت أوساط برلمانية غربية تضغط علی حکوماتها مطالبة إياها بالاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي سبب و يسبب أرقا للنظام وصل الی الحد الذي طلب فيه الرئيس الايراني من الرئيس الفرنسي في مکالمة هاتفية أن يعمل من أجل الحد من نشاطات و تحرکات هذا المجلس ضد طهران.
هل هو خريف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ سؤال وجيه إذا ماتأملنا في عموم الاوضاع في إيران و التي لانجد جانبا و ناحية واحدة منها تبدو جيدة و أو تبعث علی شئ من الامل و التفاؤل، بل إن الرفض الشعبي الايراني عندما يصل الی بعد أمتار من بيت المرشد الاعلی الايراني، فإن ذلک يبين فعلا بأن أوراق شجرة الجمهورية الاسلامية الايرانية بدأت تتساقط الواحدة تلو الاخری، إنه الخريف الخريف القاتل!


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة