الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتالتطورات في إيران .. نظام الملالي في دائرة أزمات الإطاحة

التطورات في إيران .. نظام الملالي في دائرة أزمات الإطاحة

0Shares

إن تصريحات قادة نظام الملالي  والإرهاصات التي تصدر هذه الأيام من هذا النظام ليست عادية على الإطلاق. حيث أن جميع هذه التصريحات والمواقف والظواهر تدل على الوضع المضطرب والفوضوي للغاية لنظام تحولهُ غير منهجي وليس لديه القدرة على التركيز على حل الأزمات . حيث تجتاح النظام موجات متلاحقة من الأزمات واحدة تلو الأخرى لتلقي به في منحدر الإطاحة كجلمود صخر حطه السيل من علو.

 

رعونة قادة نظام الملالي في تصريحاتهم

 

ظهر علينا حسن روحاني، أحد المجرمين الرئيسيين في كارثة تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية، متقمصًا دور الدائن في حديثه يوم الثلاثاء الموافق 14 يناير 2020، قائلًا: " السؤال الذي يوجهه الشعب هو: هل مضى وقت طويل منذ اتضاح ملابسات الحادث ووقت اعلانه؟ أترك ذلك للمسؤولين لتوضيح الأمر". 

ممن يريد روحاني  أن يوضح الأمر؟ أليس هو الشخص الذي كان على علم بالكارثة منذ اللحظات الأولى؟ إضافة إلى أن قائد القوات الجوية بقوات حرس نظام الملالي، حاجي زاده، اعترف في 11يناير بأنه أبلغ المسؤولين في النظام بهذا الحادث فور وقوعه، صباح يوم الأربعاء. فهل المسؤولون في النظام أشخاص آخرون غير خامنئي وروحاني؟    

 

 

يبدو أن كل الجهود التي يبذلها عناصر نظام الملالي وجهازه الدعائي تتركز على إبعاد خامنئي عن هذه الفضيحة والجريمة ضد الإنسانية. لكن المفارقة هنا هي أنهم جميعًا مرعوبون في الوقت نفسه ويحاولون برعونة تبرئة أنفسهم.  ونتيجة لذلك، يلمحون عن قصد أو غير قصد بأن خامنئي هو الجاني الرئيسي في هذا الصدد.  

وفي مؤتمره الصحفي لجأ المتحدث الجلاد باسم حكومة روحاني، ربيعي، إلى تلفيق الأكاذيب والتناقضات لتبرير فضيحة تحطيم الطائرة المدنية بشكل مفضوح مثير للاشمئزاز لدرجة أن صحفيي وسائل الإعلام الحكومية اعترضوا عليه. فعلى سبيل المثال، قال أحدهم: " أرى أنك ما زلت في وادى آخر لا تعرف الشفافية في الحديث مع الشعب. وإذا كنت فعلًا تتحلى بالشفافية ولا تبحث عن مصالحك الخاصة، فتفضل قل لنا : لماذا لم يقدم لك المسؤولون ذات الصلة الذين أخطروك، المعلومات الصحيحة؟ ومن هم هؤلاء المسؤولون ذات الصلة؟

 

ومن جانبه، بات الحرسي سلامي، القائد العام لقوات حرس نظام الملالي دائنًا للعالم أجمع في تصريحاته التي أدلى بها في مجلس شورى الملالي بشأن تحطيم قوات حرس نظام الملالي للطائرة المدنية، ولم نشهد حتى الآن مثل هذه البراءة التي يضفيها قادة نظام الملالي على أنفسهم هذه الأيام، وهي براءة غير مسبوقة في التاريخ بأكمله.   

 

ومن المثير للدهشة أن رئيس مجلس شورى الملالي، لاريجاني، أشاد بهذه الهلوسة، قائلًا: " إن تصريحات السيد سلامي كانت دقيقة للغاية. ونحن نشكره على أنه اعترف بهذا الخطأ بصدر رحب واعتذر للشعب، ولذلك نوجه له شكرنا أيضًا". 

إن هذه التصريحات مخزية لدرجة أنها أثارت أصوات عناصر النظام نفسه. فعلى سبيل المثال، قال عباس عبدي، أحد الجلادين السابقين في السلطة القضائية التابعة لخامنئي: " إن القضية تتجاوز الكذب والتكتم الهيكلي. حيث أن التكتم والكذب على الشعب بشأن مثل هذه القضية وغيرها من القضايا هو برنامج وسلوك تم العمل بهما".

 

ما هو السر في كل هذه الاضطرابات والفوضى غير المسبوقة؟

 

إن إلقاء نظرة سريعة على الأحداث منذ  3 يناير 2020 حتى اليوم، تجيب على هذا السؤال، كما يلي:

– في 3 يناير، مقتل قاسم سليماني

– في صباح  8 يناير، تحول إطلاق نظام الملالي للصواريخ بشكل صوري إلى فضيحة مخزية للنظام بالكشف عن إخطار المنافس بالعملية العسكرية المزعومة مقدمًا.  

– في صباح  8 يناير، تحطيم قوات حرس نظام الملالي للطائرة المدنية الأوكرانية فوق أجواء طهران ومحاولة نظام الملالي التستر على الحادث.

– إعلان البنتاغون عن وجود مستندات موثقة لا يمكن إنكارها تؤكد استهداف نظام الملالي للطائرة المدنية.  

– في 11 يناير، اعتراف هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في نظام الملالي بأن سلاح المدفعية المضادة للطائرات في قوات حرس نظام الملالي استهدف الطائرة المشار إليها.

– في مساء 11 يناير، بداية الموجة الثانية من الانتفاضة رافعة شعارات تستهدف خامنئي شخصيًا وقوات حرس نظام الملالي  وقاسم سليماني.

– في 12 يناير، إلغاء التوجيهات السابقة لوزارة الخارجية الأمريكية القائمة على منع الدبلوماسيين الأمريكيين من مقابلة ممثلي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

– في 13 يناير، الاتحاد الأوروبي يعلن عن  تمديد العقوبات المفروضة على زعماء وقادة نظام الملالي. 

– في 14 يناير، الدول الأوروبية الرئيسية الثلاث تعلن عن تفعيل آلية الزناد في الاتفاق النووي.    

وتزامنًا مع الأحداث المذكورة أعلاه، تمضي انتفاضة الشعب العراقي قدمًا دون توقف في التخلص من التدخلات الإجرامية لنظام الملالي ونفوذه  في البلاد.   

   

اتجاه الأزمات

 

إن ما وجّه بوصلة هذه الأزمات إلى الإطاحة بنظام الملالي برمته هو استمرار الانتفاضة التي انطلقت موجتها الجديدة من الجامعات في 11 يناير. وأول نتائجها تتجسد في إرباك الجهاز العبثي لنظام الملالي أثناء دفن جثة قاسم سليماني. وكانت الضربة التي وجهها المنتفضون لنظام الملالي في هذا الصدد ساحقة ومدمرة لدرجة أن المدعو ”علم الهدى”، الممثل الفاسد المجرم لخامنئي في مشهد تحسر وطالب بإعدام الثوار برمتهم، قائلًا: " فليأتوا في نفس مكان تشييع جنازة قاسم سليماني ويمزقوا صوره ونحن على قيد الحياة ؟ فليتحركوا ليس في ليلة واحدة ولا ليلتين ولا ثلاث ليال فليأتوا ويمزقوا صور قاسم سليماني؟ وحينذاك وجه كلمة لقوات نظام الملالي التي لا حول لها ولا قوة، قائلًا: " إلى متى ستظلون مكتوفي الأيدي؟ هل تنتظرون حتى يهدموا خيمة الولي الفقيه رأسًا على عقب وأنتم غير مبالين؟

وتدل هذه التصريحات المفعمة بالحقد والضغينة والكراهية على أن جوهر كافة الأزمات التي تطوق نظام الملالي هو الانتفاضة ومقاومة الشعب التي توجه جميع الأزمات الأخرى نحو الإطاحة، وهذه هي الحقيقة التي ترعب زعماء النظام الفاشي وتهز كيانه إلى هذا الحد.   

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة