الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانديمقراطية الشعوب المصادرة حريتها

ديمقراطية الشعوب المصادرة حريتها

0Shares


بقلم:محمد رحيم

 

عندما تشدد الانظمة الديکتاتورية من قبضتها علی شعوبها و تضيق عليها الخناق و تقلل من المساحات المحددة للحرية، فإن الشعوب ومن دون أدنی تسعی لإيجاد متنفس لها من خلال مساحات جديدة أخری تقوم من خلالها بالتعبير عن نفسها وعن ماتعتقده و تؤمن به، وإن الحيطان و الجسور و الساحات و المواقف العامة تصبح في أوقات معينة من النهار حيث ليس هناک من عيون لرقابة النظام، مناطق للتعبير عن إرادة و خيار الشعوب.
القمع غير العادي و الاستثنائي الذي قام و يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد الشعب الايراني و الذي فاق کل الحدود من أجل فرض نفسه و أفکاره و نظمه و قوانينه عليه و جعله خاضعا و منقادا له، أجبر و يجبر الشعب الايراني علی أن يعکس و يجسد موقفه من النظام و ممارساته بمختلف الطرق و السبل، وإن الملفت للنظر إن هذا النظام و بعد أربعة عقود من الدعاية لنفسه و الطعن و التشويه و التحريف الموجه ضد خصمه و بديله السياسي ـ الفکري، منظمة مجاهدي خلق، فإن هذا الشعب و عندما يقوم بتعليق صور قادة هذه المنظمة و شعارات تمجدهم و تحييهم، فکإنها تعلن للنظام بأن کلا ماقد قام به طوال أربعة عقود من حکمه لم يجد نفعا علی وجه الاطلاق.
عندما يکتب أبناء الشعب الايراني في مدن الاهواز و مشهد و کازرون و غيرها شعار”الموت لخامنئي”و”تحية لرجوي”، فإن ذلک بمثابة موقف نوعي للشعب من النظام من جانب و من معارضته الوطنية من جانب آخر و إعلان الولاء الکامل للمعارضة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق بقيادة السيدة مريم رجوي. المشکلة التي يحاني منها النظام کثيرا، إنه حيثما تبرز حرکة أو نشاط إحتجاجي في أي مکان من إيران، فإنه يتم ترديد أو کتابة شعارات مؤيدة لمنظمة مجاهدي خلق، وهو مايقض من مضجع النظام و يجعله في موقف لايحسد عليه، إذ هو أشبه مايکون بأن يکذب الشعب النظام بخصوص کل ماذکره عن المنظمة و قادتها و تأريخها.
لايمکن أبدا مصادرة حرية شعب و الاستمرار في ذلک، فالشعوب خلت لکي تنعم بالحرية و الامان ولايمکن أبدا حصرها ضمن دائرة مغلقة، وإن النظم الديکتتاتورية التي راهنت و تراهن علی هکذا نهج معادي للإنسانية قبل أي شئ، لن يکون مصيرها بأفضل من النظم الديکتاتورية التي سبقتها إن لم يکن أسوء منها بکثيرا، وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أذاق الشعب الايراني الويلات و سلب منه حريته و فرحه و مستقبل أجياله، سيواجه قطعا مصيرا لايحسد عليه من جانب شعبه.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة