الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانوزير خارجية إيطاليا السابق: المقاومة الإيرانية تحدد موعداً ميموناً لانتفاضة جديدة

وزير خارجية إيطاليا السابق: المقاومة الإيرانية تحدد موعداً ميموناً لانتفاضة جديدة

0Shares

بقلم: جوليو ترتزي وزير خارجية إيطاليا السابق

 

 

يمثل 13 مارس جهارشنبه سوری أو مهرجان النار في إيران، تقليديا يحدث ذلک لیلة الأربعاء الأخیر لکل سنة إيرانية قبل «النوروز» الذي یبدأ مع حلول الربيع في 20 مارس. النوروز يترجم حرفيا بأنه «يوم جديد». في هذا العام يأمل بعض الإيرانيين أن تبشّر السنة الجديدة بتغييرات اجتماعية تتجاوز الانتقال البسيط من سنة تقويمية إلی أخری.

في أواخر ديسمبر وبدایات يناير اندلعت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد وهتف الناس فیها ضد النظام وضد المرشد الأعلی علي خامنئي، وشعارات أخری لا يمکن تفسيرها إلا علی أنها دعوات لتغيير النظام. قمعت قوات الأمن الإيرانية هذه المظاهرات، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 متظاهرا في الشوارع. وأُلقي القبض علی نحو 8000، ولا تزال التقارير تفيد بأن عمليات القتل التي تشکل جزءا من عملية القمع مستمرة في إيران.

في الأسبوع الماضي، نظّمت فی جنیف 4 منظمات غير حکومية کبری ذات مرکز استشاري حدثا جانبيا للدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان وحضرها سياسيون أوروبيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، وأطلقوا نداء قوياً لإدانة قتل المتظاهرين المحتجزين. لا شک أن لجنة التحقيق في مجزرة عام 1988 تحتاج إلی المزيد من الترکیز في الوقت الحالي، لأننا شاهدنا أن عضوا في لجنة الموت عام 1988 ألقی کلمة في جنيف بصفته وزيرا للعدل. وتحدّث المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في الثاني من مارس في مجلس حقوق الإنسان حول الوضع في سورية، وقال: «يجب أن أؤکد أن ما نشهده هو علی الأرجح جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية. يتعرض المدنيون للقصف أو الموت، ويجب أن يعلم مرتکبو هذه الجرائم بأنهم قد تم التعرف عليهم، وأن هذه الملفات يتم النقاش فیها بهدف مقاضاتهم، وأنهم سيحاسبون علی ما فعلوه». إذن يجب علی حکومات الاتحاد الأوروبي مراجعة سياساتها الخارجية والأمنية تجاه النظام الإيراني بشکل عميق، حيث يتم اختبار مصداقية الأوروبيين ودورهم في تشکيل مستقبلهم علی المسرح العالمي بناء علی المشارکة في تقديم الدعم الفعال في إيران للحريات الديموقراطية وحقوق الإنسان وتطبیق حکم القانون ومعايير الشرعية والعدالة المعترف بها عالمياً.

ووفقا لحرکة المعارضة الإيرانية الرئيسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد تعرض ما لا يقل عن 14 ناشطا للتعذيب حتی الموت في السجون منذ مطلع يناير، آخرها کان الأسبوع الماضي. ولکن معرفة المواطنين بعمليات القتل هذه لا تؤثر إلا في تأجیج غضب الشعب فقط. وعلی الرغم من النهج الإيراني البشع، هناک إشارات قوية علی أن الاحتجاجات والانتفاضة قد تستأنف، وقد اشتبک الآلاف من المزارعين في مدينة أصفهان بوسط البلاد الأسبوع الماضي مع قوات الأمن التي حاولت قمعها. وهناک تقارير أخری عن الإضرابات العمالية والاضطرابات.

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تنظر إلی مهرجان «جهارشنبه سوری» کنواة قد تلتحم من حولها الانتفاضة. وذلک لسبب واحد، وهو أنّ للمهرجان تاريخا طويلا في جلب عدد هائل من الإيرانيين إلی الشارع في تحدّ لجهود نظام الملالي للسيطرة علی الناس. وقد ازدادت هذه الجهود کثافة في الفترة التي تسبق الاحتفال هذا العام، لأن معلومات المقاومة الإیرانیة کشفت خطط طهران لنشر قوات الباسیج في کل مدینة تحت قيادة فيلق الحرس الثوري الإيراني. وتقع علی عاتق حکومات الاتحاد الأوروبي مسؤولية أن توضح للنظام الإیراني – بطريقة مختلفة عما فعلته في شهري ديسمبر ويناير الماضیین – أن عمليات القمع العنيفة وإراقة الدماء تؤدي إلی رد فعل صارم من المجتمع الدولي وجميع الأوروبيين.

وقد لا يکون هناک وقت أفضل من مهرجان النار للمواجهة بين النظام وشعبه. فهي لا تعني فقط أن إيران قد تطهر نفسها من نظام الملالي، بل إنها تسلط الضوء أيضا علی الصدام الثقافي الذي يجعل النظام عاجزا تماما عن تمثيل المجتمع الإيراني. منذ نحو 40 عاما کانت الديکتاتورية الدينية تحاول تخليص البلاد من التعبير الثقافي الحرّ، بينما کان الشعب يناضل في هذا المجال بکل ما لدیه من قوة.

ليس هذا الاحتفال وحده في إثبات أن الشعب يحتضن أشياء رفضها المتطرفون، فقد سجّلت الاحتفالات السنوية للقائد سايرس الأکبر مصادمات بين الجمهور وقوات الأمن، کما هو الشأن بالنسبة للتعبيرات البسيطة عن الحريات التي تعتبر مسُلّماً بها في الديموقراطيات العلمانية الحديثة. وفي کل عام يُعتقل آلاف الشبان الإيرانيين ويعاقبون بالجلد لمشارکتهم في حفلات بسیطة. وفي المحاکم الإيرانية يمکن الحکم علی الناس بالإعدام بسبب جرائم مثل «إهانة المرشد الأعلی». ومع ذلک، فقد تجمّع الإيرانيون بأعداد کبيرة في أوائل هذا العام لإهانة المرشد الأعلی بشکل جماعي، والدعوة إلی استقالته، وأساساً إلی إقامة الديموقراطية بدلا من حکم ولاية الفقيه.

بعد عقود من القمع، يبدو أن الشعب الإيراني أکثر استعدادا للمخاطرة والاعتقال والتعذيب وحتی الموت للتعبير عن رغبتهم في حکومة تمثل مصالحهم واحتياجاتهم المادية وثقافتهم الوطنية.

وبعبارة أخری، فإن الشعب الإيراني علی استعداد للسير علی النار لتحقيق الحرية والديموقراطية. فما من وقت أفضل لدفع جديد نحو تلک النتيجة من وقت الاحتفال الوطني الذي يحضره الملايين من الناس للمشي حرفيا علی النار في طقوس التنقية.

 

نقلا عن عکاظ

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة